المقالات المترجمة

«معهد واشنطن»: الجيش السوري يتقدم بشكل منهجي في البادية والسيطرة على دير الزور ممكنة في الخريف القادم

سلّط «معهد واشنطن» الضوء على إمكانية استعاة الجيش السوري لمحافظة دير الزور، خلال تقدمه المنهجي في البادية، متوقعاً سيطرته على مدينة دير الزور بالكامل في خريف العام الحالي (2017) مع إبعاد داعش الإرهابي نحو البوكمال، مدللاً بأن داعش «لن يتمكن من السيطرة على المدينة».. ومن جهتهم فإن الميليشيات الذين تدعمهم الولايات المتحدة “لا يتمتّعون بالقوة الكافية لمحاربة تنظيم داعش والوصول إلى دير الزور”، مما يترك المجال أمام الجيش السوري “لتنفيذ حملتهم بصبر”.

جاء ذلك في خلاصة مقال تحليلي للباحث الفرنسي فابريس بالونش (أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في “جامعة ليون 2″، وزميل زائر في معهد واشنطن)، استهله بمقدمة تاريخية حول محافظة ديرر الزور خلال فترة الحرب، مبيناً فيها أن الكثير من التكهنات في الآونة الأخيرة «تركّزت على مستقبل مدينة ومحافظة دير الزور في سورية. وشكّل النقاش حول وجهة نظر الولايات المتحدة بشأن دور إيران في سورية أحد الأسباب الرئيسية لهذه التكهنات». مؤكداً أنه «بالفعل، تشير التحركات العسكرية على الأرض إلى أن الجيش السوري وحلفاءه سيستعيدون دير الزور».

 

وأضاف: «في عام 2012، خسر الجيش السوري نصف مدينة دير الزور للإرهابيين وسرعان ما سقطت بعد ذلك المقاطعة بأكملها. وفي حين يربط طريق يمر عبر تدمر (بالميرا القديمة)، الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من دير الزور إلى حمص استولى تنظيم “داعش” في أيار 2015 على تدمر وعزل عناصر الجيش السوري وسط منطقة شاسعة يسيطر عليها الجهاديون» .

 

وأشار بالونش إلى أن «الدفاع الصارم للنظام السوري وحلفائه عن دير الزور يترسّخ في عزمهم على استعادة شرق سورية في نهاية المطاف. وأُسند هذا الدور إلى أحد أفضل الجنرالات السوريين، عصام زهر الدين، الذي يعتمد على “كتائب الحرس الجمهوري” أي قوات النخبة في الجيش السوري. وفي كانون الثاني 2017، أرسل “حزب الله” مئات المقاتلين كتعزيزات إلى دير الزور التي كانت تتعرّض لهجمات تنظيم “داعش”.. ويساند الجيش السوري أيضاً 600 مقاتل من عشيرة “الشعيطات” التي تسعى إلى الانتقام من المجزرة التي ارتكبها تنظيم «داعش في قراها».

 

وأضاف بالونش: «في ربيع عام 2016، وبعد استئناف عملية تدمر حاول الجيش السوري إعادة فتح طريق تدمر – دير الزور ولكنه سرعان ما تخلّى عن المشروع بعدما واجه مقاومة قوية من قبل تنظيم “داعش”.

ويخطط حالياً الجيش السوري للسيطرة على المنطقة الصحراوية شرق مدينة سلمية».
وبيّن بالونش أن الجيش السوري وحلفاؤه يتقدّمون بشكل منهجي في البادية، ويسيطرون على نقاط المياه، وطرق المواصلات، وحقول النفط والغاز، ومناجم الفوسفات. إذ إن سورية تحتاج إلى مواردها لإعادة بناء بنيتها التحتية وضمان الأمن الاقتصادي.

وتحدث بالونش عن الطبيعة الجعرافية للطرق الواصلة إلى دير الزرو التي تبعد مسافة 200 كلم عن تدمر، موضحاً أنه عند التوجّه من تدمر إلى دير الزور تغطي التلال القسم الأول الممتد على مسافة 70 كلم وحتى السخنة، «ولا بدّ للجيش السوري أن يسيطر عليها أولاً قبل استخدامه الطريق الأكثر سهولة للاجتياز. وفي حزيران 2017، استغرق الجيش السوري ما يقرب من شهر للسيطرة على قرية آراك وهذا دليل على حجم التحدي. وتتركّز الجهود حالياً على السخنة وهي واحة ضمّت حوالي 20,000 نسمة في عام 2011 وتحصّن فيها “داعش” منذ ذلك الحين. وتشكّل السخنة العقبة الأخيرة قبل دير الزور وتقع في وسط شبكة سكك حديدية تمتدّ عبر “البادية” الوسطى إلى حلب، والرقة، وسلمية، ودير الزور. وبالتالي، من المرجح أن تستمر المعركة لبعض الوقت، وهذا هو سبب تقدم الجيش السوري نحو السخنة من عدة جبهات: تدمر، والرصافة، وسلمية. وسوف يسهّل الطريق المستوي شمال شرق السخنة تقدّم الجيش السوري».

 

وختم بأنه من الممكن أن يسيطر الجيش السوري على مدينة دير الزور بالكامل في خريف عام 2017 «مع إبعاد داعش نحو البوكمال. وتشير الأدلّة إلى أن تنظيم “داعش” لن يتمكن من السيطرة على المدينة في حين أن الجيش السوري ينحني ولكن لا ينكسر. ومن جهتهم، فإن الميليشيات الذين تدعمهم الولايات المتحدة لا يتمتّعون بالقوة الكافية لمحاربة تنظيم “داعش” والوصول إلى دير الزور، مما يترك المجال أمام قوات الحكومة السورية لتنفيذ حملتهم بصبر».

الوطن اون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock