مناخ إيجابي في حلب بعد زيارة الحكومة
تركت زيارة الوفد الحكومي إلى حلب بكامل الوزراء وبرئاسة رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، أثراً ومناخاً إيجابياً في حلب التي تفاءل أبناؤها خيراً بحقيق قفزة نوعية على كل الأصعدة الاقتصادية والخدمية والمعيشية.
ولم يكن عقد مجلس الوزراء اجتماعه الأسبوعي في حلب حدثاً عادياً لأنه خصّص جلسته لمناقشة قضايا حلب بما يخص كل وزارة قدمت رؤيتها المستقبلية لتطوير جميع مناحي الحياة في الشهباء، وأقرت الكثير من المشاريع واتخذت قرارات عديدة صبت في خدمة المحافظة مثل السماح للمستثمرين بشراء 250 باصاً لحل مشاكل النقل الداخلي وإقرار مركز المدينة منطقة سياحية واقتصادية ستغير معالم وسط المدينة نحو الأفضل.
كما جرى تتبع تنفيذ مشاريع الريف الشرقي للمحافظة، والذي يعتبر خزانها الاقتصادي، وقيمتها بعشرات المليارات من الليرات السورية وسيوضع معظمها في الخدمة خلال العام القادم، ما سيوفر انطلاقة زراعية نوعية في الريف الحيوي لاسيما على صعيد ري مساحات واسعة منه وإنارة قراه وتحسين جودة الحياة لدى سكانه الذين عانوا الأمرين من تنكيل التنظيمات الإرهابية والتهجير قبل أن يعاودوا استيطانهم في قراهم وبلداتهم شبه المدمرة.
وترك اجتماع خميس بمجلس إدارة المدينة الصناعية في الشيخ نجار وبحضور صناعيين، ارتياحاً كبيراً لجهة الدعم الذي تنوي الحكومة تقديمه للصناعيين وعلى صعيد تدخلها لإعادة ترميم منشآتهم التي دمرها الإرهاب ومساعدتهم في تخطي أهم مشاكل تدوير عجلة الإنتاج التي سمع هدير آلاتها لدى الزوار، لكن رؤية الحكومة تنصب في توفير المناخ الملائم لتحقيق إشغالية بكامل طاقة المدينة الصناعية الأهم في الشرق الأوسط بكامل طاقتها الإنتاجية لتعود لفترة ما قبل الحرب.
وبات بحكم المسلم به عودة الكهرباء إلى حلب على مدار الساعة نهاية العام الجاري بعد تركيب المحولة الجديدة في محطة تحويل السفيرة شرق حلب وإنجاز أكثر من 60 بالمئة من الخط الكهربائي القادم من المنطقة الوسطى والذي سيوفر 300 ميغا واط علماً أن حلب تتغذى فقط بـ 200 ميغا من الخط القادم عبر طريق أثريا خناصر من حماة، ما سينعكس على الصناعة والتجارة وبقية الخدمات التي لمس الحلبيون تقدماً ملحوظاً في توفيرها خلال العام الأخير، كما ستوفر زيادة كمية الكهرباء تحسين ضخ مياه الشرب التي تتوافر راهناً بمعدل يوم كل أربعة أيام في شبكة مياه المدينة موزعة وفق خطة مبرمجة على أحيائها.
كما سيساعد انعقاد المؤتمر الصناعي الثالث بعد انقطاع 10 سنوات عن المؤتمر الثاني في إعادة الثقة بحلب عاصمة للصناعة السورية التي ستشهد انطلاقة واعدة بتوصيف مشاكلها وتأمين مصادر حكومية إضافية لحلها وتدخل القطاع الخاص بشكل فاعل لمؤازرة الجهد الحكومي في هذه المساعي، بحسب ما أوضحت كلمات الجهات المشاركة والراعية للمؤتمر اليوم الاثنين في فندق شهباء حلب.
وطالب خميس مجلس إدارة جامعة حلب بتقديم رؤية متكاملة لتطوير الجامعة لإعادتها كإحدى أهم الجامعات العريقة في العالم بعد مواجهتها وانتصارها على الإرهاب، وأعطى المجلس مهلة 15 يوماً لتقديم الرؤية، تماما كما فعل مع وزير الإعلام عماد سارة خلال زيارته للمركز الإذاعي والتلفزيوني في جامعة حلب لتطوير قطاع الإعلام في حلب ورفده بما يلزم لتغطية نشاطات حلب بشكل فاعل.
واستجاب رئيس الحكومة لمطالب التجار اللقاء بهم في فندق شهباء حلب مساء اليوم للاستماع إلى الصعوبات التي يعانون منها لتذليلها ووعد بتقديم الحلول وفق الأولويات والإمكانيات المتوافرة، على حين اجتمع الوزراء مع مديرياتهم خلال الزيارة، التي ما زالت متواصلة منذ ثلاثة أيام، لتفعليها بالشكل الأمثل الذي يخدم المواطنين وتقديم الخدمات اللائقة لهم.
حلب- خالد زنكلو