من «مخيم اليرموك» إلى فلسطين المحتلة.. الجاني واحد
لم يختلف أسلوب الجناة التكفيريين من تنظيمي «جبهة النصرة» وداعش الإرهابيين في تدمير مخيم اليرموك جنوب دمشق، عن أساليب كيان الاحتلال الصهيوني المشغل الرئيسي لهم، إذ إن أحد أهداف ما فعلوه في المخيم هو محو الذاكرة الفلسطينية، وإنهاء وجود اللاجئ الفلسطيني بالقرب من حدود وطنه.
وتمكن الجيش العربي السوري من تحرير جميع المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية في جنوب دمشق ومن ضمنها مخيم اليرموك في صيف 2018.
وذكر موقع قناة «العالم» الإلكتروني، في تقرير له عن مخيم اليرموك، أنه «في الطريق إلى هناك، يبدأ الزمن بالغياب، وتدخل في حالة لا يحدها الوقت، بل تسير السيارة وكأنها تمشي على قلوب مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عاشوا في هذا المخيم، وكانوا يملكون كل القدرة على العيش بأمل العودة إلى فلسطين».
ولفت التقرير إلى أن من «يعرف شوارع المخيم قبل الحرب المفروضة على سورية، يعي تماماً أن كل ما فيه كان يرفض فكرة الوطن البديل، أو التوطين، وهذا ما جعل الكثير من قيادات هذا الشعب المظلوم تنطلق منه نحو العمل الفدائي المسلح وبمساندة كبرى من القيادة السورية».
وأوضح أنه «عندما قطعنا مسافة في داخل المخيم، توقف الموكب وأصر مرافقنا على أن نتوجه إلى مقبرة الشهداء في نهاية المخيم، لكن الفاجعة الكبرى، أن ترى قبور الشهداء، والذين ارتقوا في وجه الكيان الإسرائيلي، أثراً بعد عين».
وأشار التقرير إلى قبر الشهيد فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي السابق، الذي سرت أنباء عن تخريبه من قبل التنظيمات الإرهابية التي سيطرت سابقاً على المخيم، وقال معد التقرير: «لم أجد إلا بقايا للحجر الرخامي الذي دوّن عليه اسمه وتاريخ استشهاده وشعار حركة الجهاد الإسلامي»، وتساءل: «كيف يمكن أن نصون ذاكرتنا الفردية والجمعية في ظل محاولات محو معالم كامل للتاريخ النضالي الفلسطيني من خلال محو آثار الشهداء، وما هي العقلية الإجرامية التي تعاملت مع تاريخ شعب مظلوم بهذه الطريقة»؟
وأضاف: «إنه القاتل نفسه الذي يدفن شهداء المقاومة في مقابر الأرقام في فلسطين، أرسل التكفيريين لتدمير مقبرة الشهداء والقادة منهم بالتحديد».
وشدد التقرير على أن «التاريخ لا يموت، ولا يقتل وأن الجناة التكفيريين من جبهة النصرة وداعش الذين دخلوا المخيم وعاثوا فيه خراباً ودماراً، لا يبتعدون كثيراً عن أساليب الكيان المشغل الرئيسي لهم، وان أحد أسباب وجودهم في المخيم واختطاف هذه الجزئية من جنوب دمشق، هو محو الذاكرة الفلسطينية، وإنهاء وجود اللاجئ الفلسطيني بالقرب من حدود وطنه»، لافتاً إلى أنهم دمروا المنازل والدور بشكل كامل، وحرقوا المقابر ودمروها.
ولفت التقرير إلى أن مخيم اليرموك «يعتبر متحفاً حقيقياً لمرحلة الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي انطلقت عام 1965، وتعد مقبرة المخيم الركن الأغلى فيه، والتي توثق بأضرحة الشهداء مرحلة الكفاح ما بعد النكبة وحتى انطلاق الثورة المعاصرة، وبعدها حرب الاغتيالات التي شنها كيان الاحتلال في مختلف أصقاع الأرض، مروراً باجتياح لبنان عام 1982، وما بعده.
وأشار التقرير إلى مسيرة تشييع الشهيد الشقاقي، حيث دوت يومها في سماء دمشق صرخات المطالبة بالثأر للشهيد.. «عشرات الآلاف شاركوا في جنازة الشهيد وعلى رأسهم السيد حسن نصر اللـه الأمين العام لحزب اللـه.
وأضاف: «يومها كانت سيارة الهلال الأحمر الفلسطيني، والتي نقلت الجثمان مغطاة بأكاليل الورود، وسدت القوى الأمنية السورية الشوارع لتسهيل حركة المشيعين، وتحول التشييع إلى تظاهرة ضد الكيان «الإسرائيلي»، والهتاف بالثأر للشهيد واستمرار العمل المسلح»، لافتاً إلى أن «هذا ما يفسر اختيار الشقاقي من ضمن القادة الذين خربت قبورهم، في محاولة من التكفيريين، تقديم الولاء للمشغل الرئيسي لهم، وهو الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية».
وبين التقرير أن «مقبرة الشهداء في المخيم كانت تضم الكثير من الشهداء الذين ارتقوا في مواجهة الكيان «الإسرائيلي»، وجميعهم كانوا يربون الأمل على طريق العودة إلى فلسطين».
الوطن – وكالات