واصلت الدبلوماسية الروسية جهودها الساعية لإنجاح محادثات أستانة بين الحكومة السورية والمعارضة، لتبحث في تدابير «لوقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية» مع أنقرة التي تواصلت بدورها مع القطريين ومعارضة الرياض لوضعهم في صورة الاتفاق الثلاثي الذي أبرم في موسكو بين روسيا وإيران وتركيا حول سورية في 20 الشهر الجاري.
وأعلن السكرتير العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيقولاي بورديوجا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلع زعماء دول المنظمة بالخطوات التي تتخذ لإعادة الوضع إلى طبيعته في سورية، وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، الذي أوضح أن بوتين تحدث عن التعاون مع تركيا وإيران في هذا المجال.
وفي السياق، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، تدابير وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، وذلك في اتصال هاتفي، وفق بيان للخارجية الروسية.
وذكر البيان، أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الوضع في سورية، مع التركيز على مهمة إطلاق الهدنة في جميع أنحاء سورية مع تصعيد القتال ضد الجماعات الإرهابية وفقا لمبادئ البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران.
وفي وقت سابق أكد رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف خلال لقائه الرئيس الروسي في سان بطرسبورغ استعداد بلاده لاستقبال جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات حول سورية في استانة وتوفير كل الظروف اللازمة لذلك.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة أنقرة، أوضح الناطق باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالن، بأن بلاده تؤيد الحل السياسي في سورية على أن «يمثل النظام الجديد جميع أطياف الشعب السوري ويكون عادلاً»، مؤكداً أن بلاده وروسيا وإيران ستكون دولاً وسيطة فعالة في حل الأزمة السورية.
وفي العاصمة القطرية الدوحة أجرى جاويش أوغلو مباحثات مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني «تركزت حول مستقبل الوضع السوري، فضلاً عن آخر المستجدات على الساحة هناك»، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، عن مصادر دبلوماسية تركية، كشفت أن المنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب شارك في الجزء الثاني من المباحثات.
على خط مواز، أعلن الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي نيوت غينغريتش أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وفريقه الانتقالي يعتبران أن غياب واشنطن عن المحادثات الثلاثية حول سورية في موسكو يعتبر «فشلاً واضحاً وذريعاً لسياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية في الشرق الأوسط».
ونقلت وكالة «تاس» عن غينغريتش الذي يعتبر واحدا من أقرب المقربين إلى ترامب قوله في حديث لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أعتقد أن ترامب يدرك كل الإدراك الفشل الكامل للاستراتيجية السياسية الخارجية لأوباما وكلينتون في منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى المباحثات الثلاثية في موسكو حول سورية «بمساهمة أميركية تساوي الصفر» على حد تعبيره، وهذه «يجب أن تثير قلقنا، فقد وصلنا إلى طريق مسدود في ضعفنا ويجب علينا إعادة النظر في ذلك».
وجددت إدارة أوباما إصرارها على الاستمرار في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية بالتصديق على مشروع قانون يتضمن بندا لتسليح تلك التنظيمات ويحدد سبل تسليم منظومات الدفاع الجوي إلى الإرهابيين والمسلحين.
الوطن – وكالات