سيطرت موسكو على عقدة الاتصالات السياسية والعسكرية حول تسوية أزمة حلب، بالتزامن مع استعداد من تبقى من مسلحي حلب ومدنييها في الأحياء الشرقية للخروج باتجاه مناطق سيطرة زملائهم في ريف المحافظة الغربي بالتزامن مع تأمين خروج الحالات الإنسانية في بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب إلى مناطق نفوذ الحكومة السورية، وانضمام بلدتي الزبداني ومضايا إلى الاتفاق الجديد.
وكان مسلحو حلب نكصوا ببنود الاتفاق السابق الذي خرج بموجبه نجو 9500 مسلح ومدني محاصر من حلب الجمعة الفائتة، فلم يسمحوا بخروج مصابين ونساء وأطفال من الفوعة وكفريا إلى مأمنهم، ما استدعى وقف عملية إجلاء نحو 5500 منهم والتفاوض مجدداً لحل الإشكال الحاصل.
وأوضح مصدر معني بالتفاوض مع المسلحين لـ«الوطن»، أنه جرى التوصل أمس لاتفاق تخرج بموجبه الحالات الإنسانية من الفوعة وكفريا في إدلب مقابل إجلاء من تبقى من مسلحي حلب، حيث جهزت محافظة حلب قافلتين ضمت كل منهما 25 حافلة واتجهت إلى البلدتين عبر معبر الراموسة وريف حلب، دون ورود معلومات تؤكد دخولها البلدتين، حتى ساعة تحرير الخبر مساء أمس، ما يؤشر إلى إمكان تعثر الاتفاق الأخير، والذي علمت «الوطن» من مصادرها، أن بنوده لاستئناف إجلاء المحاصرين في حلب والفوعة وكفريا تتضمن إجلاء جرحى من بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق لم يكونوا مدرجين في الاتفاق السابق.
ورجح مصدر خاص لـ«الوطن» استكمال الإجراءات في وقت متأخر من ليل أمس أو صباح اليوم لتنطلق عملية إخلاء مسلحي حلب إلى منطقة الراشدين 4 حيث يسيطر المسلحون جنوب غرب المدينة بالتزامن مع خروج الحالات الإنسانية للفوعة وكفريا من مناطق سيطرة المسلحين في إدلب وريف حماة الشمالي، إذ من المقرر استيعابها وتوفير احتياجاتها وتأمين مأوى لها في حماة ودمشق.
وعلمت «الوطن» من مصادر أهلية أن مسلحي حلب أحرقوا مساء أمس مقراتهم ومستودعات ذخيرتهم في أحياء الزبدية والمشهد والأنصاري والسكري وبدت النيران واضحة منها من مكان بعيد في مؤشر على أنهم يأملون مغادرتهم أحياء سيطرتهم في وقت قريب إثر الأنباء التي رشحت عن الاتفاق، الأمر الذي دفعهم إلى التجمع في ساحة السكري لترقب تطورات العملية.
ونقضت الميليشيات المسلحة بحلب الاتفاق السابق عندما حملت سياراتها الخاصة التي تخطت معبر الراموسة إلى الراشدين 4 ومعها مخطوفين من الجيش العربي السوري كان يفترض أن يسلموا للجيش مقابل تسليمهم أسرى لهم، كما أخفوا سلاحا متطورا معهم وحال زملاؤهم في إدلب دون خروج مصابين ونساء وأطفال من الفوعة وكفريا بخلاف بنود الاتفاق.
في موسكو، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو سلسلة من الاتصالات الهاتفية الثنائية مع نظيريه السوري فهد جاسم الفريج، والإيراني العميد حسين دهقان، ورئيس جهاز المخابرات التركية حقان فيدان، تناولت سبل تطبيع الأوضاع الأمنية والإنسانية في حلب، وخطوات عملية لا بد من اتخاذها لضمان صمود وقف إطلاق النار في سورية، حسبما نقل موقع «روسيا اليوم» عن بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية.
اتصالات شويغو جاءت عقب تأكيد وزارته أن عملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم من حلب، التي نفذها مركز حميميم للمصالحة، أعطت فرصاً جديدة لإعلان الهدنة في سورية وسمحت بفصل المعارضة «المعتدلة» عن المتشددين، ولفتت إلى أن الأميركيين كانوا يعتبرون هذا «الأمر غير قابل للتحقيق على الأرض».
حلب – الوطن – وكالات