موسكو ترحّب بقرار سورية منح الأمم المتحدة إذناً باستخدام معبر باب الهوى
رحّبت روسيا بقرار سورية منح الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إذناً باستخدام معبر باب الهوى، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها من المدنيين في شمال غرب سورية، وذلك بالتعاون والتنسيق الكامل معها، ولمدة ستة أشهر بدءاً من الـ 13 من الشهر الجاري.
وقالت الخارجية الروسية في بيان اليوم: “تم الإعلان في الـ 13 من تموز الجاري عن القرار السيادي والطوعي لسورية بالسماح لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة بمواصلة استخدام معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا، للعمليات العابرة للحدود لإيصال المساعدات إلى السكان المدنيين في المناطق الشمالية الغربية من سورية”، موضحةً أن هذا السماح صدر لمدة ستة أشهر، أي حتى الـ 13 من كانون الثاني القادم، شرط أن تعمل هياكل الأمم المتحدة بالتنسيق الكامل والاتفاق مع الحكومة السورية على النحو المنصوص عليه صراحةً في المبادئ التوجيهية للمساعدة الإنسانية الدولية، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 46/182.
وأشارت الوزارة إلى أن قرار سورية تضمّن ضرورة عدم تواصل الأمم المتحدة وممثليها وطواقمها مع التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على إدلب، والمدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي للكيانات الإرهابية، كما تم التأكيد على وجوب السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري اللذين نهب الإرهابيون مكاتبهما وأرغموا موظفيهما على ترك عملهم، بالإشراف على تسهيل وتوزيع المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية، إضافةً إلى التركيز على ضرورة تنفيذ المانحين الدوليين التزاماتهم وتوفير التمويل المطلوب لأنشطة الأمم المتحدة وبرامجها، بما يتيح تنفيذ المشاريع ليس فقط ضمن خطة الاستجابة الإنسانية الطارئة، بل أيضاً مشاريع التعافي بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت الخارجية الروسية ترحيب موسكو ودعمها القرار الطوعي الذي اتخذته سورية، كمتابعة للإجراءات التي أعلنتها في الـ 13 من أيار الماضي عندما منحت الأمم المتحدة ووكالاتها إذناً باستخدام معبري باب السلامة والراعي الحدوديين، لإيصال المساعدات لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في الـ 13 من آب القادم، وقالت: “إننا نعول على أن الأساليب العملية لهذه الأنشطة الإنسانية سيتم الاتفاق عليها من قبل الأمم المتحدة في سياق المشاورات المباشرة مع قيادة الجمهورية العربية السورية”.
وأشارت الوزارة إلى أن قرار سورية أكد على أن تقديم المساعدة للسوريين يجب أن يتم بالتنسيق معها وفق قواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني، مشددةً على أنه ليس هناك حقاً حاجة حقيقية للحفاظ على (آلية عبر الحدود) التعسفية وتوسيعها، والتي تم إنشاؤها عام 2014 كإجراء مؤقت وطارئ.
وأوضحت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة وحلفاءها هم من أعاقوا قبول مشروع القرار الروسي المقدّم إلى مجلس الأمن تحت ذرائع كاذبة تتمثل في عدم كفاية الوقت، ما يدل بوضوح على أنهم لا يهتمون بالمساعدة الإنسانية للسوريين.
وكانت سورية منحت الخميس الماضي الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إذناً باستخدام معبر باب الهوى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها من المدنيين في شمال غرب سورية، وذلك بالتعاون والتنسيق الكامل معها ولمدة ستة أشهر، بعد إخفاق مجلس الأمن خلال جلسته الثلاثاء الماضي بتمديد مفاعيل قراره رقم 2672 حول إيصال المساعدات، حيث عرقل الغرب اعتماد مشروع قرار روسي يمثل محاولةً صادقةً لتمكين المجلس من الاضطلاع بمسؤولياته للارتقاء بالوضع الإنساني في سورية بشكل حقيقي وفعال، بينما استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار غربي ينتهك سيادة سورية بحجة إيصال المساعدات عبر الحدود.