ومن المقرر أن يلتقي اليوم في موسكو وزراء الخارجية والدفاع لروسيا وإيران وتركيا، إلا أن الدول الثلاث اختلفت حول أهداف الاجتماع، فروسيا ذكرت أنه سيناقش تسوية الأزمة السورية وسبل تعزيز التعاون بين الدول المجتمعة للمساهمة في تطبيق القرارات الأممية بشأن سورية، في حين اقتصر هدف الاجتماع، بحسب إيران، على مناقشة الوضع في حلب، على حين اعتبرت أنقرة أن الاجتماع سيناقش إلى جانب مسألة حلب، عملية الانتقال إلى مرحلة الحل السياسي للأزمة السورية و«فكرة جمع المعارضة السورية بممثلين للنظام السوري في كازاخستان»، وهو ما رفضته الدبلوماسية الإيرانية بشكل لا لبس فيه.
وعشية الاجتماع وفي إشارة عن امتعاضه من الدور الغربي في أزمة حلب، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين: «نأمل أن نتحدث بشكل تفصيلي مع من يستطيع بالفعل التأثير نحو تحسن الوضع على الأرض، في ظروف يمارس بها الشركاء الغربيون الخطابات والدعاية ولا يؤثرون على من يستمع لهم»، معرباً وفق موقع «روسيا اليوم»، عن أمل بلاده في أن يتيح الاجتماع «إحراز تقدم في تسوية الأزمة السورية».
من جهته أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن «اجتماعا آخر سيعقد في كازاخستان بين روسيا وتركيا وبعض «المعارضين السوريين» الذين أجروا اتصالات مؤخراً مع موسكو، لافتاً إلى عدم وجود أي علاقة بين الاجتماعين المذكورين»، وفق «سانا».
في غضون ذلك ذكر الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الإيراني حسن روحاني هاتفياً أمس بأنه يأمل في أن يعملا معاً للتوصل إلى حل بشأن سورية «في أسرع وقت ممكن»، وفقاً لوكالة «رويترز»، بموازاة بيان للخارجية الروسية أكد أن المبعوث الخاص لبوتين إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف التقى ممثل «جبهة التغيير والتحرير السورية» المعارضة قدري جميل، و«أكد الطرفان ضرورة تسريع البدء بالعملية السياسية للتسوية السورية على أساس القرار 2254 لمجلس الأمن».
من جهته أكد رئيس وفد معارضة الداخل (مجموعة حميميم) ورئيس «هيئة العمل الوطني السوري» المعارضة اليان مسعد أن وفده «يؤيد بقوة مقترح الرئيس بوتين وسينخرط بايجابية بمحادثات أستانة».
وأضاف مسعد في تصريح لـ«الوطن»: إن «مؤتمر أستانة سينجح وسينتج حلاً نهائياً لسورية، وسيجري التشاور بين شخصيات وطنية بالداخل والخارج والدولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشاركية بأقصى سرعة لإنجاز مؤتمر وطني جامع بدمشق ودستور ديمقراطي علماني متوافق مع المقررات الدولية ثم الذهاب للانتخابات».
وحول مهمة الحكومة التي تحدث عنها مسعد أوضح قائلاً: «إن مهمة حكومة الوحدة الوطنية التشاركية الجديدة إنقاذ الوضع الداخلي وإجراء حوار بالداخل والتواصل الدولي بالخارج لإنجاز الحل السياسي المتمثل بالانتقال السياسي في سورية ونريده من خلال مؤتمر كازاخستان حصراً».
وفيما تغيب واشنطن عن الاجتماع الثلاثي، أعرب وزير خارجيتها جون كيري عن أسفه لفشل الاتفاق بين واشنطن وموسكو حول سورية في 9 أيلول الماضي، الأمر الذي عزاه إلى «انقسامات» داخل الإدارة الأميركية.
ونقل موقع «روسيا اليوم» تصريحات صحفية لكيري قال فيها، دون أن يذكر اسم رئيس البنتاغون: «للأسف كانت ثمة انقسامات داخل صفوفنا، مما جعل تنفيذ ذلك (الاتفاق) أمرا في غاية العسر»، وأضاف: «إن الأوان قد فات على ما يبدو».