الوطن – وكالات
انضمت ألمانيا إلى الدعوات الروسية المطالبة بفصل المسلحين «المعتدلين» عن الإرهابيين، في وقت رفضت واشنطن دعوات صينية لإعادة إحياء الاتفاق الروسي الأميركي حول سورية، وسط توقعات متزايدة عن قرب الحسم في حلب من قبل الجيش السوري الذي واصل عملياته ضد ميليشيات المسلحين والإرهابيين على امتداد جبهات القتال.
وفي موقف لافت طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بفصل ما يسمى «المعارضة المعتدلة» عن الإرهابيين في سورية «بشكل واضح»، حيث نقلت صحف ألمانية عن شتاينماير قوله: «يجب فصل مقاتلي المعارضة عن جبهة النصرة الإرهابية بشكل جلي لأننا نراقب وجود تحالفات عديدة بين هؤلاء المقاتلين والمتشددين».
بدوره أشار السكرتير الثالث في سفارة روسيا الاتحادية بسلوفاكيا ديميتري فاشيتشينكو خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة براتيسلافا، إلى تمسك بلاده بمواقفها المعلنة حول ضرورة الفصل الكامل وبلا أي مماطلة بين ما يسمى «المعارضة المعتدلة» والتنظيمات الإرهابية، وضرورة بذل كل الجهود لاجتثاث الإرهاب من سورية ومنع تجدد بؤره مستقبلاً، إضافة طبعاً إلى العمل الجدي من أجل الحل السياسي للأزمة فيها».
يأتي ذلك بعدما أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهدنة الإنسانية التي أعلنتها يوم الجمعة الفائت «أتاحت للمجموعات المسلحة إمكانية مغادرة مدينة حلب وإجلاء المرضى والمصابين، وكذلك السماح للمدنيين الراغبين في الخروج من المناطق الشرقية»، مبينةً وفق ما نقلت «سانا» عن الناطق باسمها الجنرال إيغور كوناشينكوف، أن المسلحين المتحصنين في الأحياء الشرقية من حلب، لم يلتزموا بالهدنة وتعمدوا قصف الممرات الإنسانية.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي أن وزارته رفضت دعوة صينية لاستئناف التعاون الروسي الأميركي حول سورية، مؤكداً أن بلاده «ممتنة لبكين على دعوتها» وأضاف «لكنها غير جاهزة للاستجابة لهذه الدعوة».
ميدانياً تصاعدت التوقعات بقرب الحسم في حلب، وقال نائب قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاآني أمس: إن مصير الحرب في سورية سيتحدد خلال شهرين، لكنه لفت وفق «روسيا اليوم» إلى أن «10 آلاف مسلح جديد وصلوا إلى المدينة، موضحاً أن «بعض الانتحاريين بين المسلحين يجتازون الخطين الأمامي والثاني ويقتربون من مقرات القيادة»، على حين أشارت صحيفة روسية إلى أن الفرصة ستكون سانحة لدمشق هذا الأسبوع لحسم الوضع لمصلحتها نهائياً خلال الأيام القليلة القادمة في حلب التي اعتبرت أن ما حصل فيها خلال الأيام الأخيرة «مفرمة لحم»، ورأت أن التضخيم الإعلامي واسع النطاق حول نجاح هجوم «الجهاديين» ضد الجيش السوري، «لا صلة له بالواقع، وميزان القوة الآن لمصلحة الجيش الحكومي دون أي شك».
بموازاة ذلك، زاد نبأ انضمام ميليشيا «تجمع فاستقم كما أمرت» التابعة لميليشيا «الجيش الحر» في حلب إلى ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» من مخاطر انقراض «الجيش الحر» الذي تعول عليه الدول الغربية بوصفه «المعارضة المعتدلة».
ومقابل ذلك دك الطيران الحربي السوري والروسي مواقع وتجمعات وتحركات للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في أرياف حماة التي ألهبها الإرهابيون والمسلحون بشنهم هجمات عنيفة على مدينة محردة ونقاط وحواجز الجيش في المنطقة.
وفي غوطتي العاصمة واصل الجيش وطيرانه الحربي عملياته ضد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وخصوصاً في محيط خان الشيح وأيضاً خلال عمليات تضييق الخناق أكثر على المعقل الرئيس لميليشيا «جيش الإسلام» في دوما.