ميادة الحناوي لـ«الوطن»: عاتبة على الإعلام السوري الذي لم يواكب نشاطي الأخير
جاءت بإطلالة ساحرة، ذكّرت المتابعين بألقها الفنّي منذ انطلاقتها الأولى، وهي في عمر 16 عاماً وهي اليوم آخر عمالقة الزمن الجميل، ويحتفي بها المثقفون والفنانون في مصر من جديد عبر لقائها في برنامج «بعد العاشرة» مع الإعلامي وائل الأبراشي الذي اعتاده الجمهور أن يكون برنامجاً سياسي الصبغة إلا أن هذه الحلقة الاستثنائيّة كانت لمطربة الجيل احتفاءً بها وتكريماً لمسيرتها الفنيّة.
الإفراج عن الأغنيات
قدّمت الحلقة أخباراً جديدة ارتبطت بمسيرة القديرة ميادة الحناوي فقد صرحت لأوّل مرّة تفسيراً حول خروجها من مصر، وسبب هذا الابتعاد القسري، الذي دام 13 عاماً، وكيف تعامل معها الضابط «النبوي»، وكيف عانت في انطلاقتها الأولى بسبب ذلك، وموقف الموسيقار محمد عبد الوهاب من الموضوع وحقيقة تصرفه، وكيف ذهبت أغنية «في يوم وليلة» إلى السيدة وردة الجزائريّة دون علمها، كما تمّ الإعلان عبر الحلقة وعلى الهواء مباشرة عن الأغنيات التي بقيت في حوزة المنتج «محسن جابر» ولم تطرح في سوق الأغنية إلى اليوم، وقد وعد جابر الحناوي على الهواء مباشرة أن يعمل جاهداً على ترتيب هذه الأغاني، وإطلاقها، وهي 4 أغنيات طويلة، وفي تصريحٍ لـ«الوطن» تقول السيدة ميادة الحناوي: «لقد دعاني السيد محسن جابر إلى بيته، واتفقنا على أن يرسل لي الأغنيات غير المسجّلة، وكذلك الأغنيات المسجّلة منذ 13 عاماً، والتي يجب أن نجري بعض التعديلات عليها، وهي «أنا اللي جبته لنفسي»، و«رجعنا لبعضينا»، و«ما بتتنسيش» للأستاذ بليغ حمدي، والموسيقار محمد سلطان وهذه الأغنيات تقدر بحوالي 4 ألبومات، وسأحاول توضيبها وتجهيزها مع الأستاذ محسن جابر فمنذ 13 عاماً إلى اليوم حصلت اختلافات وتطورات كثيرة على شكل الأغنية واللحن أيضاً، وهناك أغنيات جديدة سأضع صوتي عليها، وأنا سعيدة جداً بهذا الاتفاق فهي بالنسبة لي كالجواهر المقفول عليها في صندوق وجاء الوقت لإخراجها وإطلاقها في الساحة الفنيّة.
أنتِ تاريخي ومشوار العمر
وقد قال جابر لميادة: «أنتِ تاريخي»، وأفتخر بكِ لأنك من الزمن الجميل، وأنت مشوار العمر. كما استذكر كلّ منهما تحديات الماضي في السفر إلى اليونان بعد الاتفاق على اللحن والأغنية بين القاهرة والشام ثم تسجيلها في استديوهات اليونان، واجتماع كبار الملحنين معها هناك من أجل تقديم أجمل الأعمال.
نجوم مصر في الحلقة
كان الفنان هاني شاكر من المشاركين في الحلقة عبر اتصال هاتفي عبر فيه عن حبه وتقديره للفنانة الحناوي، وعبر عن سعادته في متابعة الحلقة، والدافع الذي شكلته له بالعودة إلى زمن الأغنيات الجميلة، وإقامة الحفلات الراقية في مصر والدول العربيّة. كما شارك في الحلقة الكثير من الفنانين ومنهم: فيفي عبدو، ودنيا عبد العزيز، ومحمد ضياء الدين، وخديجة خديجة وغيرهم. وعن الألحان الجديدة التي يتمّ الاتفاق عليها مع الملحن محمد ضياء الدين تقول مطربة الأجيال: «جرى الاتفاق على 3 أغنيات من ألحانه وكذلك مع الملحنين عمرو مصطفى، وصلاح الشرنوبي أمّا أغنية «أنا بعشقك» الجديدة التي تعدّ امتداداً للأغنية الأساسية، فبدأنا العمل عليها وكلماتها تقول:
«أنا بعشقك
هي دي كلّ الحكاية بعشقك
والحكاية باختصار
أني أنا خدت القرار
جيت بقلبي ألحقك
جيت أقلك بعشقك» «فهي صدى للأغنية الأصليّة».
سورية تتعافى
عبرت مطربة الجيل في الحلقة أيضاً خلال البرنامج عن مشاعرها تجاه وطنها سورية وعن إصرارها في البقاء فيه على الرغم من كلّ الصعاب والظروف والمحن التي مرّ بها: «أنا وطنيّة وأحبّ وطني، وأحب قائد وطني وأنا مع مؤسسات دولتي ومع جيشي الجيش العربي السوري الذي سطر أروع ملاحم النصر». كما أضافت: «بلدي جريحة وسأبقى أعيش فيها، وهل إذا أحبّ فنان بلده فسيخسر!؟ والإعلام يضخم أن سورية مدمرة، لكن في الحقيقة هي مناطق من سورية عاشت الحرب والمشاكل فيها إلى اليوم، ولكنها ستتعافى بإذن الله».
عودة للزمن الجميل
غنت السيدة الحناوي خلال الحلقة من أغانيها الطويلة «أنا بعشقك» و«الحبّ اللي كان»، وأبدعت فيهما، وكما غنت أغنية «للصبر حدود» للسيدة أم كلثوم والتي جاءت من دون بروفات وتدريبات، وقد كانت الفرقة المرافقة لها قادرة على المواكبة والانسجام مع صوت السيدة ميادة بكلّ براعة وقوّة.
تصريحات
تقول السيدة ميادة عن هذه الزيارة إلى مصر في نهاية اللقاء: «هذه الزيارة كانت جميلة جداً، وهناك حفاوة وتكريم واهتمام أسعدني بهم كثيراً الشعب المصري، وسعدت بالحلقة مع وائل الأبراشي، ووجدت فيهم الحبّ لسورية ولشعبها ورئيسها وكل المثقفين الذين قابلتهم والفنانين هم مع سورية قلباً وقالباً، ووائل الأبراشي كسر قالب برنامجه السياسي ليظهر معي وقال: «لقد أضفتِ لي في مسيرتي الإعلامية»، وقد قال هذا الأمر عبر الهواء مباشرة، وكانت هناك اتصالات كثيرة منها ما ظهر في البرنامج ومنها ما كان قبل البرنامج وبعده، وشعرت بمحبتهم وتقديرهم، وأنا بدوري أشكرهم وأقدر كلّ هذا الحبّ.
وقد عتبت السيدة ميادة الحناوي على الإعلام السوري الذي لم يواكب الحلقة، ولم يسلّط الضوء على ما قدمته وما قالته عن سورية في حين أن الإعلام المصري اهتم بها كثيراً. وهناك سلسلة من اللقاءات التي تمّ الاتفاق عليها والتي ستظهر تباعاً خلال الأشهر القادمة من خلال الشاشات والقنوات المصريّة، إضافة إلى حفلة في نهاية هذا العام في مصر أيضاً.
عامر فؤاد عامر