منوعات

“ميثاق الكتّاب المستقلّين” محاولة إنعاش جسد الدراما السورية.. وقتلان لـ”الوطن”: هدف الميثاق رفع النبض الدرامي إلى مستواه الطبيعي

بعد موسم درامي باهت علت أصوات عديدة منتقدة الشكل الأخير الذي طلت به مسلسلات حملت جنسيتها، ولم ترض أذواق مواطنيها.. فأصبح المتلقي العادي عدا المختص يقيّم ويقرر ويشارك برأيه، حيث ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي كل الأفراد لاعتلاء منابرهم والإدلاء بأصوات وصرخات كانت بجليتها سلبية..
هذا الأمر الذي أشعل فتيل الصرخات وإطلاق هاشتاغات بعنوان (إنقاذ دراما بلدنا)، كما دفعت مجموعة من الكتّاب للتحرك وإطلاق ما يسمى “ميثاق الشرف للكتّاب الدراميين المستقلين”. وحمّلوا ذلك الميثاق مهام عديدة، أولاها الحفاظ على تقاليد جديدة وتأسيس قواعد تجمع بين الكاتب والمخرج والشركة المنتجة والممثل.

غياب المشروع
ويرى السيناريست خلدون قتلان أن غياب المشروع عن الدراما السورية أحد أهم أسباب انهيارها، إضافة إلى أنها قائمة على مبدأ الخلاص الفردي!. وكما هو معلوم إن الفن لا يصنع بشكل فردي، بل يحتاج إلى صوت جماعي.. وفي تصريح خاص لـ”الوطن” أكد قتلان أن “الهمّ الجماعي يكون عندما يعتبر نجاح أي عمل نجاحاً للجميع، لأن العزف على آلة واحدة لا يشكل سيمفونية.. ويسمى عزفاً منفرداً، ولاسيما أننا أمام تحول عالمي في مفهوم الرؤية بشكل عام، وتعتبر الدراما سلاحاً ثقيلاً.. لا يجب الاستهانة به.. والسؤال هنا أين نحن من هذا السلاح؟
هذا حقيقة ما دفعنا لدعوة جميع المعنيين بالشأن الدرامي إلى تشكيل رابطة وميثاق هدفه صنع تقاليد جديدة للدراما السورية، لأننا نعيش حالياً حالة عبثية بلا أي تقاليد، ويساهم في إضفاء ضوابط للعمل الفني والدعوة إلى احترام قانون حماية الملكية والمؤلف، وكذلك يعتبر دعوة علنية للتحاور”.
حالة من الحماس والأمل ينشدها قتلان ويقول: “الأمل كبير لأننا نتجه نحو الخطوات الإيجابية ونعمل على تكريس الحالة الأخلاقية أيضاً. أنا متحمس جداً للفكرة وبكل الآراء التي تبشر ببداية انطلاقة جديدة، وأعتقد أنه عندما يرى المعنيون في الشأن الدرامي هذه الخطوة وإيجابيتها سيذهبون إلى حالة التبني للمشروع، لأننا كمجموعة نصدّر هموماً لها علاقة بالدراما السورية، وندعو كل من يرى نفسه مهتماً ومعنياً بهذا الأمر للمشاركة معنا.
ويبين قتلان أنّ: “الكاتب غير محسوب على الزمن، فهو يقدم مادة فنية من خلال قصة أو رواية، لكنه لا يعرف حقيقة كيف يمكن أن يحمي منتجه من خلال قانون الملكية الفكرية، لأنه قانون غير مفعل.. ونؤسس لشيء له علاقة “برابطة الكتاب السوريين” والمؤسسين 16 أبرزهم: (ممدوح حمادة، رافي وهبة، خلدون قتلان، إياد أبو الشامات، رانيا بيطار، سلام كسيري، عثمان جحا، مازن طه ونور شيشكلي). حيث استمر النقاش 3 أسابيع، إلى أن توصلنا للصيغة النهائية التوافقية.
ولاسيما أن الأعمال الدرامية التي تقدم الآن تعتبر من الأنواع الكلاسيكية في الخارج، وبين قتلان أننا: “طرحنا كيفية مناقشة القضايا بطريقة تطور الذات وتعطي احترافية أكبر. وخاصة أن المعنيين بالأمر ما زالوا بعيدين عن رؤية أهمية الدراما على الأقل ليس كصناعة، بل لبناء الوعي عند المتلقي، كما أنه لا يوجد رقابة على المنتج الفني ومفهوم الرؤية ضائع في سورية، وقلت ذات مرة: إن الدراما السورية تحتضر في العناية المشددة وهدفنا في الميثاق هو رفع النبض إلى مستواه الطبيعي.”
ودعا قتلان: “رأس المال إلى الاستثمار وتبني المشاريع الحديثة، لأن العودة إلى النصوص القديمة لا تزيدنا سوى التراجع، وتجربة باب الحارة كانت أكبر مدمر لهذا القطاع. كما نطالب بأن يتكامل عمل وزارتي الصناعة والثقافة لإنتاج مشروع ثقافي مهم يساعد في تكوين الوعي الجمعي عند الأفراد”.
وعن تأثير الدراما المشتركة على الواقع الدرامي السوري قال قتلان: “لا شك أن الدراما المشتركة لعبت دوراً مهماً ومفصلياً في غيابنا، لكنها عززت مفهوم البطل الفردي وهذه مشكلة، لأن الدراما السورية كانت تعتمد على البطولة الجماعية وهذا ما جعلها تنافس، وفي فترة من الفترات استطعنا سحب البساط من الدراما المصرية لأننا قدمنا دراما جديدة تعتمد على أبطالها المتعددين، وللأسف وجود العالم الرقمي أفرغ الفنانين من محتواهم، لأنهم يقومون بتفريغ محتواهم من خلال صفحاتهم الخاصة، وتكبير الأنا لديهم، نحن الآن بحاجة إلى صناعة نجوم ووجوه جديدة من الجيل الشاب ممن يمتلكون الموهبة فقط”.
وعن رأيه في الموسم الرمضاني الفائت أوضح قتلان: “لم نقدم شيئاً جديداً لكن بمجرد أن الكاميرات بقيت تدور في ظل كل تلك الظروف هذا بحد ذاته إنجاز”.
وعن جديده كشف قتلان: “وقعت عقداً مع إحدى الشركات المنتجة، في عمل يتناول مرحلة 1920 من خلال أبطال خلقوا قصتهم الخاصة ضمن هذا المحيط وهذه السنة الممتلئة بالمتغيرات منها دخول الاحتلال الفرنسي”.

سارة سلامة – الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock