ميداني: ازدياد عدد السيارات بدمشق إلى مليون
شهدت دمشق خلال الأيام الأخيرة أزمة مرورية حقيقية، وتأخراً في حركة انسياب الآليات في مختلف أنحاء المدينة على الرغم من إزالة أغلب الحواجز في المدينة وفتح عدد من الطرق التي كانت مغلقة خلال الفترة الماضية، وهذا يستدعي انفراجاً في حركة الآليات والتخفيف من الازدحام في الشوارع، لكن الحقيقة ما حصل على العكس تماما، ولم يعد الأمر محصورا بساعات الذروة الصباحية والمسائية.
تابعت «الوطن» رصد الواقع المروري في مدينة دمشق من خلال التعرف على واقع الاختناقات المرورية في دمشق، حيث لا تجد منطقة إلا وتعاني من اختناق مروري ابتداء من أوتستراد المزه الذي تحتاج إلى 30 دقيقة للوصول من بدايته إلى ساحة الأمويين وكذلك الحال في عقدة جسر فيكتوريا والحال أسوأ في البرامكة في محيط وكالة سانا، وإذا وصلنا إلى الفحامة نجد أنه ابتداء من الدوار وحتى اتحاد الفلاحين الازدحام غير طبيعي، ومن ثم شارع خالد ابن الوليد وشارع النصر وأمام قلعة دمشق، وفي شارع الثورة وعلى الاتجاهين تجد اختناقاً غير طبيعي، في منطقة الشيخ سعد وكذلك في الجسر الأبيض ومنطقة الزبلطاني، هذه المحاور جميعها تجولنا فيها في أوقات متفرقة في الساعة الثامنة صباحاً وفي الساحة الحادية عشرة صباحا وفي الساعة الثالثة عصرا وفي الساعة الخامسة والنصف مساء، وفي كل هذه الأوقات كان الازدحام كبيراً.
يلاحظ أن السبب في بعض الحالات وليس جميعها عدم إدارة عناصر المرور للموقف بشكل صحيح حيث يقومون بتوقيف السيارات في عقد مزدحمة لتفقد أوراق السيارات مما يؤدي إلى عرقلة المرور، وهذا ما وجدناه في دوار المواساة وفي الشيخ سعد وفي الزبلطاني.
حاولنا التواصل مع فرع مرور مدينة دمشق لكن لم نتمكن من ذلك، فتحدثنا إلى عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل هيثم ميداني لنتعرف من خلاله على أسباب هذه الأزمة المرورية التي تعاني منها دمشق منذ أكثر من شهرين، فأجابنا قائلاً: كان عدد الآليات المسجلة في دمشق 400 ألف سيارة، واليوم يوجد 800 ألف سيارة مسجلة في دمشق وهناك أكثر من 200 ألف سيارة تتواجد في مدينة دمشق من المحافظات الأخرى، أي أن مليون سيارة تتحرك في مدينة دمشق، وهذا أدى إلى انخفاض المساحة الطرقية في مدينة دمشق إلى الثلث وهذا السبب الرئيسي في الأزمة المرورية.
إضافة إلى وجود سيارات تقف على طرفي الطريق ولأكثر من رتل، ما يؤدي إلى خفض المساحة الطرقية، والسبب الآخر قلة المرائب الموجودة في مدينة دمشق والتي لا تتناسب مطلقاً مع عدد الآليات وحاجة المدينة، لذلك أخذنا قراراً في محافظة دمشق مؤخراً من أجل تسليم المرائب والمواقف الخاصة إلى شركة خاصة في المدينة لتقوم بإدارة وتنظيم واستثمار هذا الموضوع، وكلفت شركة دمشق الشام القابضة وهي الجهة المعنية بالجانب الاستثماري في محافظة دمشق لانجاز هذا المشروع الذي من شانه أن يخفف من الاختناقات المرورية في حال تنظيم وقوف السيارات على جانبي الطرق، وإتاحة المجال للمشاة باستخدام الأرصفة التي نجد أغلبها مشغولة بالسيارات، وهناك حلول هندسية ومرورية سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة وكنا أمس في اجتماع مع قائد شرطة دمشق وفرع المرور لبحث جميع هذه القضايا التي من شأنها تخفيف الازدحام المروري في دمشق.
محمود الصالح