لم يجف حبر البيان الختامي لاجتماع «أستانا» أمس حتى كانت منعكساته على الأرض تترجم بطرد جبهة النصرة من مناطق بريف إدلب، رغم أن رئيس وفد الفصائل في أستانا تحدث عن «تحفظات» على البيان الختامي، وذلك قبل يوم من استضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للملك الأردني عبد اللـه الثاني للبحث «حول الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب» التي جرى التوافق عليها في العاصمة الكازاخية.
وفي مؤتمر صحفي عقده في ختام الاجتماع قال علوش رداً على سؤال حول تحفظات الوفد على البيان: «قدمنا ورقة، للجانب التركي والأمم المتحدة والروس، تتضمن آليات وقف إطلاق النار لإلحاقها باتفاقية 30 كانون الأول (وقف الأعمال القتالية)، من أجل تثبيت الاتفاق، ونتوقع أن ترد تلك الأطراف علينا بعد نحو أسبوع»، وشدد على أن المعارضة السورية ستذهب إلى جنيف فقط، بعد تثبيت وقف إطلاق النار من قبل الحكومة وضمان آلية مراقبته».
ورأى علوش في المؤتمر الذي عرضته بعض الفضائيات: أن «موقف روسيا بشأن سورية تغير، فهي أصبحت بلداً ضامنا يحاول تذليل العقبات، بعد أن كانت طرفا، وتكلمنا مع الجانب الروسي بشأن إخراج المعتقلات من السجون في سورية وقالوا سيتم الإفراج عنهن جميعا».
بموازاة ذلك احتدمت المعارك بين الميليشيات المسلحة الموقعة على اتفاق وقف الأعمال القتالية من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى في ريف إدلب، ووفق نشطاء معارضين على فيسبوك فإن ميليشيا «فيلق الشام أعلنت استنفار كافة مقاتليها بعدما قام الفيلق بشن هجوم على حاجز الناعورة التابع للنصرة من جهة المشفى الوطني في مدخل معرة النعمان الشمالي بإدلب»، ونقل النشطاء تسجيلاً صوتياً قالوا إنه لقائد (ميليشيا) ألوية صقور الشام أبو عيسى الشيخ «يدعو فيه الفصائل إلى النفير العام للاقتتال مع النصرة».
كما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن «الفصائل طردت النصرة من ثلاث مناطق في محافظة إدلب بينها بلدة احسم». على حين أعلن «المجلس الإسلامي السوري» المعارض الذي يتخذ من تركيا مقرا له، أن النصرة «بغاة صائلون معتدون استحلوا الدماء والحرمات»، داعيا إلى قتال هذا التنظيم.
وفي الرياض وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان مارك إيرولت، عبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن استعداد بلاده لدعم «أي جهود تؤدي إلى وقف إطلاق النار في سورية، وتسهيل إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية»، رابطاً ذلك بأن «تؤدي الجهود إلى استئناف المفاوضات (السورية)، بناء على إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254»، على حين أعرب أيرولت عن أمله في أن ينجح اجتماع أستانا ويمهد الطريق لاستئناف مساعي الأمم المتحدة لإحلال السلام في سورية، مطالباً باستئناف مفاوضات جنيف في أسرع وقت، واعتبر أن الحل في سورية يعتمد على انتقال سياسي وفق بيان جنيف والقرارات الدولية، وهو ما لم يأت على ذكره بيان أستانا.
واليوم من المقرر أن يقوم الملك الأردني بزيارة إلى موسكو تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجاء في بيان للكرملين أمس، وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم» أن الزيارة تأتي «في إطار لقاء القمة، من المزمع بحث المسائل الملحة على جدول الأعمال للعلاقات الروسية الأردنية، بما في ذلك آفاق تعزيز التعاون في المجالين التجاري الاقتصادي والإنساني».
وفي السياق، قال الديوان الملكي الأردني في بيان، حسب وكالة «أ ف ب»: إن المباحثات «ستركز على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لاسيما الأزمة السورية وعملية السلام، وجهود محاربة الإرهاب وعصاباته».
في الأثناء نفى نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أنباء عن أن تركيا ستُسلم مدينة الباب السورية إلى قوات الحكومة السورية بعد طرد مقاتلي تنظيم داعش منها، وفق وكالة «رويترز».
الوطن – وكالات