نشاط دبلوماسي روسي إيراني يتصدره الملف السوري على خطيّ واشنطن وأنقرة
في وقت تواصل كل موسكو وطهران نشاطهما الدبلوماسي لإيجاد حل للأزمة السورية، وإنهاء معاناة الشعب السوري، جاهر النظام التركي، بنياته لإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق التي احتلها ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية في شمال شرق سورية، بإعلانه البدء بالعمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس وفق وكالة «سبوتنيك»: يقوم وزير الخارجية سيرغي لافروف بزيارة عمل إلى واشنطن في العاشر من شهر كانون الأول (اليوم)، بدعوة من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو».
وذكرت الوزارة في بيانها أنه «من المقرر أن يتم (خلال الزيارة) تبادل للآراء (مع مسؤولين أميركيين) حول المسائل الدولية الرئيسية والقضايا الراهنة في العلاقات الثنائية».
وفي وقت لاحق ذكر مصدر في وزارة الخارجية الروسية، وفق وكالة «إنترفاكس» أن وزير الخارجية الروسي سيجتمع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن اليوم ويجري معه محادثات.
وفي سياق متصل، أعلن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين، حسبما نقلت «سبوتنيك» عن قناة «سي بي إس» الأميركية، أن البيت الأبيض «يعمل على ترتيب الزيارة، فضلا عن ترتيب لقاء بين دونالد ترامب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف».
وأجاب، أوبراين عندما سئل عن الغرض من اللقاء بين ترامب ولافروف، قائلاً: «هذا مبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات»، وأضاف: «عندما زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو روسيا، التقى به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذا أحد المبادئ التي تحدثنا عنها في العلاقات مع الصينيين والروس وغيرهم، مبدأ المعاملة بالمثل».
من جانبها، ذكرت الخارجية الأميركية في بيان مقتضب، وفق موقع قناة «سكاي نيوز عربية»، أن بومبيو ولافروف سيجتمعان في مقر الوزارة في واشنطن لمناقشة «مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والثنائية».
ورجح الموقع، أن تتصدر جدول أعمال اللقاء الأوضاع في سورية وأوكرانيا، مشيراً إلى أن المسائل المتعلقة بإيران وكوريا الشمالية هي أيضاً ذات اهتمام مشترك بين واشنطن وموسكو.
على خط موازٍ، نقلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية عن المركز الإعلامي للخارجية الإيرانية، أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي يزور تركيا للمشاركة في مؤتمر «قلب آسيا» الثامن بإسطنبول التقى نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
وبحث الجانبان، حسب الوكالة، القضايا الإقليمية والدولية ومنها أحدث المجريات فيما يتعلق بسورية والظروف التي يمر بها العراق وأفغانستان وكذلك القضايا الثنائية التي تهم البلدين.
في المقابل، جاهر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، بأن نظامه بدأ العمل على إسكان مليون شخص في مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال سورية، وذلك في إطار مساعيه لإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق التي احتلتها قواته ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية في شمال شرق سورية.
وأضاف أردوغان في كلمة له أمام وزراء الشؤون الاجتماعية بمنظمة التعاون الإسلامي، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إنه «سيتم تقديم الدعم لإنشاء مناطق سكنية جديدة في الشمال السوري».
ولإخفاء نياته الاحتلالية ومساعيه لإنشاء أذرع له في المنطقة، ادعى أردوغان أن «أي طرف لن يستطيع بمفرده تحمل أعباء السوريين الموجودين على الأراضي التركية والمقيمين بالقرب من الحدود التركية والبالغ إجمالي عددهم 9 ملايين»، علماً أن نظامه هو من يمنع المهجرين السوريين من العودة إلى مناطق سيطرة الدولة السورية ويجبرهم على العودة إلى مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية، لاستخدامهم في عدوانه والتغيير الديموغرافي الذي يسعى لإحداثه في المنطقة.
في غضون ذلك، أقر وزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار، وفق موقع قناة «المنار» الإلكتروني، بأن روسيا تبذل جهوداً لتنفيذ المذكرة الموقعة مع تركيا حول شرق الفرات في 22 تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن عدد الحوادث المرتبطة بـ«وحدات حماية الشعب» الكردية «تتقلص».