نواب يصفون إجراءاتها: فاشلة ومستفزة وإهانة للمواطن.. غضب في مجلس الشعب على وزارة النفط
يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة النفط بإرسال رسائل للمواطنين للحصول على أسطوانة الغاز للقضاء على حالات الازدحام أثارت غضب العديد من أعضاء مجلس الشعب، معتبرين أن التجربة فاشلة وفيها استفزاز وإهانة للمواطن بأن الغاز متوافر في الشوارع والمراكز ولا يستطيع الحصول عليه بانتظار الرسائل التي تحدد له الموعد علماً أن هناك الكثير من المواطنين لم يحصلوا على مستحقاتهم من الغاز منذ شهرين ولم تصلهم الرسائل.
ولم تخل مداخلات النواب من الحدة حتى إن بعضهم اعتبر أن الحكومة اتبعت سياسة تبريد المواطن في بيته بدلا من تبريده في الشارع، مطالبين بالعودة إلى الآلية القديمة وتأجيل الجديدة إلى الصيف.
واعتبر النائب ماهر موقع أن الآلية الجديدة التي اعتمدتها الوزارة لم تتلاءم مع الكثير من المصطلحات التي وضعت وبالتالي لم يستطع المواطن السوري أن يتعامل مع هذا البرنامج، مشيراً إلى أن هذه التجربة جاءت في ظروف سيئة منها شدة البرد ونقص الطاقة الكهربائية وكان هناك حاجة لاستعمال الغاز لوسائل متعددة مما أدى إلى تفاقم الأزمة.
وفي مداخلة له تحت القبة أكد موقع أن المواطن يستغيث كيف يمكن الحصول على أسطوانة غاز رغم أن التعليمات سابقاً كانت تؤكد أن كل 23 يوماً يستطيع الحصول على جرة، مضيفاً: هناك من جاءتهم رسائل بتحديد الموعد لاحقاً بعد جهد جهيد والاستعانة بخبراء إضافة إلى أن هناك الكثير من الذين يستحقون الحصول على أسطوانة الغاز تجاوزوا الشهر والنصف والشهرين ولم تأتهم رسائل تحدد لهم موعداً للحصول على الأسطوانة.
ورأى موقع أن هناك شعوراً كبيراً لدى المواطنين أن هناك ظلماً كبيراً لحق بهم، مطالباً الجهات المعنية أن تعود إلى الآلية القديمة للفشل في البرنامج الذي تم اعتماده وترك هذه التجربة إلى الصيف لاكتشاف نقاط الضعف والقوة ليحصل المواطن فعلا على أسطوانة الغاز.
موقع أضاف: هذه استغاثة ونداء لنقلها إلى رئاسة الحكومة للمعالجة الفورية والسريعة لتسهيل حصول المواطن على أسطوانة الغاز سواء كان برسالة أم من دونها.
وطالب زميله طارق دعبول أيضاً بإلغاء الآلية الجديدة وخصوصاً أن الغاز موجود في الشوارع والمواطن لا يستطيع الحصول عليه وخصوصاً في هذه الأجواء الباردة، بينما أشار النائب مهند زيد إلى أن سيارات توزيع الغاز التابعة للمؤسسة السورية للتجارة توجد في الشوارع وكأنها تغيظ المواطن بأنها تقف في منتصف الشارع والمواطن لا يستطيع الحصول على الأسطوانة وهذه إهانة بحقه.
وأشار إلى أنه قبل إحداث هذه الآلية كانت القرى تأتيها 300 جرة أو أكثر حسب استيعاب كل منطقة، متسائلاً: لماذا لا يتم إرسال رسائل لأهالي القرية، مشدداً على ضرورة إيجاد حل لهذا الموضوع لأن البرد القارس، فقاطعه رئيس المجلس حمودة صباغ: بقوله الفكرة واضحة وهي ذاتها التي تحدث بها الزميل ماهر موقع وتم فتح الموضوع وحديث زميلين أو ثلاثة عن الموضوع لا يضر.
وأكد زيد أن معظم القرى لم تأتها رسائل حتى الآن وأغلب المحال الصغيرة والمطاعم تم إغلاقها وهذا يؤدي إلى شلل في الحركة الاقتصادية
وأكد النائب ساجي طعمة أن المعاناة وصلت إلى الذروة، ضارباً مثلاً في حمص وريفها فهناك الكثير من تجاوزت مدة حصوله على أسطوانة الغاز 65 يوماً وحتى الآن ولم يأت دوره، مضيفاً: هذا الأمر غير معقول وخصوصا في ظل هذا الطقس البارد، بينما دعت زميلته نورا حسن إلى الحكم على التجربة بعد شهر وخصوصا أن هناك أزمة في الغاز.
ورد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاطف النداف على المداخلين بقوله: برأي خلال فترة قصيرة سوف تستقر الأمور، مؤكداً أن هناك الكثير من ضعاف النفوس تضرروا من هذه الطريقة وأنتم تعلمون من كان مسيطراً على أسواق الغاز من المتعهدين والمعتمدين وكان منتشراً هذا الأمر.
وأكد النداف أن السيارات بدأت تصل إلى الكثير من الأحياء والمناطق ولا يوجد دور، موضحاً أنه عندما تم تطبيق بيع المواد المدعومة على البطاقة الذكية حدثت بعض الإشكاليات في بداية الأسبوع إلا أنه حاليا استقرت الأمور وأصبحت أفضل من الأيام الأولى.
وكشف النداف أنه حدث نقاش بينه وبين وزير النفط أمس الأول وأكد أنه سوف يتم تدارك هذا الأمر، مشيراً إلى أن هذه الملاحظات سوف يتم نقلها، معرباً عن أمله بتزويده عن الحارات والمناطق التي لم تحصل على أسطوانات الغاز منذ شهرين لمعالجتها مباشرة إلكترونياً مع الشركة.
النداف أشار إلى أنه يستطيع وهو موجود في المجلس مراقبة صالات المؤسسة السورية للتجارة وما الكميات التي تبيعها وهذا أحدث عملية ضبط ضمن توافر المادة.
جواب وزير التموين أثار حفيظة بعض النواب فأكد النائب عمار كرمان في الظاهر أن الحكومة لا تتكلم بشفافية فحينما تألم قلبها بأن المواطن يقف على الدور أحدثت هذه الفكرة فجعلته يبرد في بيته بدلا من أن يبرد في الشارع، مضيفاً: أنا أحد الأشخاص لم أحصل على أسطوانة الغاز منذ شهر من يوم 25 من الشهر الثاني عشر من العام الماضي وحينما حاولت أن استلم أسطوانة تم اختراع هذه الطريقة الذكية فأتاني أول دور في اليوم التاسع من الشهر الحالي.
وأشار كرمان إلى أنه تم فقط إلغاء الدور واستبداله بأن المواطن لن يحصل على أسطوانة الغاز ولا يوجد نية للحصول عليها، مضيفاً: أتحدى أن المواطن حينما تصله الرسالة لا يحتاج إلا لـ72 دقيقة للحصول على مخصصاته من الغاز وليس 72 ساعة وهذا يدل أن الرسائل لا تصل لأحد والبرنامج غير مفعل وخلال أيام يجب إيجاد حل لذلك وأنا كعضو مجلس اضطررت لأن اتصل مع محافظ حلب للحصول على أسطوانة الغاز لأن أولادي من دون غاز وأولادي يأكلون عند بيت أهل زوجتي.
ورأى النائب صالح معروف أن كل أمر تتدخل به الحكومة يتأزم أكثر، كان الموضوع يتم حله بين المعتمد والمواطن، مضيفاً: أنا عضو مجلس شعب غير قادر على الحصول على أسطوانة غاز فما بالك بالأهالي القاطنين بأطراف البادية؟
ورد صباغ على هاتين المداخلتين بقوله: نحن نطرح قضايا عامة وبالتالي أرجو عدم حشر موضوع مجلس الشعب، فنحن لا نطالب لأنفسنا فنحن نطالب للمجتمع وأي زميل يطالب لبلدته ومنطقته وناخبيه.
وأكد النائب مجيب الرحمن الدندن أن المواطن السوري ليس حقلاً للتجارب في ظروف البرد القارس، موضحاً أن المشكلة ليست في منطقة محددة كما ذكر وزير التموين بل في عموم المحافظات وبالتالي إن هذه التجربة ليس في وقتها فهناك معاناة واستفزاز للمواطن إضافة إلى أن شبكة الاتصالات ضعيفة في بعض المناطق ومن الممكن ألا تصل بعض الرسائل لبعض المواطنين.
وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب عبد الله عبد الله أن المداخلات صحيحة وأن أغلب المستحقين للحصول على أسطوانة الغاز لم يحصلوا عليها، مضيفاً على الأغلب أن هناك خللاً معيناً في تطبيق البرنامج وأنني سوف أتابع الموضوع بعد انتهاء الجلسة مع وزير النفط ورئيس الحكومة، فطلب صباغ من عبد الله أن يتم عرض النتائج في جلسة اليوم.
محمد منار حميجو