هؤلاء سوف يرسمون سياسات ترامب.. تعرف عليهم

نشر مركز الدراسات العربي الأمريكية (مقره واشنطن) دراسة مفصلة حول مراكز الأبحاث الأمريكية التي ترسم الخريطة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي حافظ على اولوية حضور الجنرالات في مراكز صنع القرار، وارتكازه ايديولوجياً على مراكز أبحاث هامة تمثل التيارات اليمينية والمحافظين الجدد.
علماً بأن مراكز الابحاث تعتبر امتداداً للسياسة الاميركية وتشاطرها وظيفة بلورة ورسم السياسات المقبلة، بعيداً عن أي هيئة رقابة أو محاسبة، وبعضها يتلقى معونات مالية حكومية دون أن يرافقها مساءلة واضحة، على نقيض ما تفترض الممارسات الديموقراطية التي تستند الى المساءلة والمحاسبة.
وفيما يلي أبرز مراكز الأبحاث التي من المتوقع أن يكون لها دور كبير في رسم سياسة الإدارة الأمريكية المقبلة:
معهد واشنطن
أسسه اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن سياسات اسرائيل، وحشد الدعم الرسمي الاميركي لها؛ ويعتبر من اهم اركان “اللوبي الاسرائيلي” في واشنطن وتيار المحافظين الجدد.
تركز إصدارات وأدبيات المعهد على قضايا المنطقة العربية بشكل عام، والصراع العربي- الصهيوني بشكل خاص. واصدر عدد من الدراسات موجهة للرئيس دونالد ترامب وما يتعين عليه القيام به في شتى المجالات.
في المسألة السورية، يناشد المعهد الادارة المقبلة التسليم بما يعتبره حقائق راسخة، منها: التسليم بأن سورية أضحت مقسمة فعلياً. وينبغي على ادارة ترامب امتحان مدى التزام روسيا بمكافحة الارهاب في سورية، وتقييد النظام، والتوصل لتسوية سياسية قابلة للتطبيق؛ محورها إقامة عقبات بينة من اجل التعرف على نوايا موسكو.
مؤسسة راند
كانت مؤسسة راند البحثية أول من دشن معالم السياسات العامة للادارة المقبلة، وإطلاق العنان لسباق التسلح، بإصدارها دراسة تبشر فيها بالتأزم والصدام المقبل في شرق آسيا، بعنوان “الحرب مع الصين: التفكير بالاحتمالات فوق العادية” منتصف شهر آب العام الماضي.
مؤسسة هاريتاج
تعتبر هاريتاج إحدى أعرق المؤسسات اليمينية منذ تأسيسها عام 1973، بتمويل من وريث عائلة “كوورز” لمشروب الجعة، جوزيف كوورز؛ وضمت نائب الرئيس الاسبق ديك شيني كأحد مستشاريها عام 2013.
تتميز المؤسسة عن قريناتها الأخريات من مؤسسات التيار المحافظ بأن لديها مروحة واسعة من القضايا ذات الاهتمام تتوزعها نخبة من نحو 50 خبير وعضو مشارك، يعاونهم نحو 235 عنصر اداري وبحثي لمراقبة كافة نواحي المسائل الهامة للتيار المحافظ.
من القضايا “المقدسة” بالنسبة للمؤسسة فرط اهتمامها بوزارة الدفاع وزيادة الانفاق على الشؤون العسكرية ورفعها الى مرتبة متقدمة عن الاولويات الاخرى.
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية
نادراً ما يتم دحض القراءة العامة لدور “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” كأحد أهم معاقل بلورة السياسات الخارجية التي تقتدي بها الادارات المتعاقبة والدول الاخرى.
مدى نفوذ المركز في أروقة الكونغرس ظاهرة لكل عيان، ويستخدم سياسة الباب الدوار إذ يستقطب بعض الاعضاء للعمل معه بعد تقاعدهم الرسمي. ويشغل وزير الخارجية المرشح، ريكس تيلرسون، مركز عضو مجلس أمناء المركز، مما يؤشر على عمق النفوذ المنتظر للمركز أن يلعبه في رسم معالم السياسة الخارجية الاميركية.
معهد المشروع الاميركي
يصنف المعهد ضمن فئة أبرز مراكز المحافظين الجدد، ويرجح أن يحجز مقعداً متقدما له في المرحلة المقبلة. كما يعد المعهد من انشط المراكز المؤيدة “لاسرائيل،” وقدم درع تقدير لبنيامين نتنياهو، تشرين الأول عام 2015، لجهوده في “اثراء الانتاج الفكري المميز وتطوير السياسة الرسمية”.
شجع المعهد ادارة ترامب على ترشيح جيمس ماتيس لمنصب وزير الدفاع. وترشيح تيلرسون لمنصب وزير الخارجية.
معهد هوفر
تأسس المعهد عام 1919 من قبل الرئيس الاميركي هيربرت هوفر. ولا يعتبر من المقربين للدوائر الحاكمة في العاصمة واشنطن، بحكم بعده الجغرافي، بيد انه رشح العديد من اكفأ خبرائه لمناصب عليا في الادارات الاميركية المتعاقبة: هنري كيسنجر؛ جورج شولتز؛ كونداليسا رايس؛ ويليام بيري؛ دونالد رامسفيلد؛ مرشح الرئيس ترامب لمنصب وزير الدفاع جيمس ماتيس؛ ورئيس القيادة المركزية الاسبق جون ابي زيد الذي انضم لطاقمه عقب انتهاء خدمته العسكرية.
يتسم بميله الشديد لتأييد اجندة المحافظين الجدد، لا سيما في مجال السياسة الخارجية الاميركية؛ وخرج من صفوفه الاكاديمي العربي السابق فؤاد عجمي، المستشار السابق لادارة الرئيس بوش.
معهد أبحاث السياسة الخارجية
تأسس عام 1955 تحت رعاية جامعة بنسلفانيا بهدف تنوير القادة السياسيين حول طبيعة الصراع طويل الاجل (الحرب الباردة) وآليات الفوز بها. واضاف لاحقا الى مهماته بلورة سياسات تتعهد بالحفاظ على المصالح الوطنية الاميركية لا سيما فيما يخص صعود الصين والتحولات داخل الدول الاسلامية.
من ابرز الشخصيات والكفاءات المرتبطة بالمعهد المؤرخ المعروف بيرنارد لويس، الذي يشغل منصب عضو في مجلس مستشاري المعهد، اضافة الى وزير الخارجية الاسبق الكسندر هيغ. وخرج من بين ثناياه لعالم السياسة المسؤول المالي السابق في البنتاغون، دوف زخايم، وآخرين من اقطاب الفكر المحافظ. وتتسم إصدارات المعهد بنظرة الجناح الواقعي في اليمين المحافظ.
الوطن أون لاين