هل بمقدور الجيش التركي اجتياح عفرين؟
تراهن وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، على توازنات إقليمية ودولية تحول دون اجتياح الجيش التركي لمدينة عفرين، الإقليم الثالث للإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر عليها، وتعدها أنقرة منظمة إرهابية على اعتبارها الذراع العسكري لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي في سورية.
يقول قياديون في “حماية الشعب” لـ “الوطن أون لاين” أنه على الرغم من تهديدات المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان ضد عفرين والوحدات الكردية فيها إلا أن الأمر مجرد تهويل لا أكثر يراد منه رفع سقف مطالب أنقرة في أي مفاوضات مرتقبة في “أستانا” وربما في الجولة الثامنة المقبلة منها لضم عفرين إلى مناطق “خفض التوتر” بعدما جرى الحديث عن سلة متكاملة للحل السياسي تضم ادلب وعفرين مع أن الأولى سبقت الثانية في إقرارها كمنطقة رابعة إلا أن تثبيت وقف النار بشكل دائم فيها لا يزال مثار بحث مستمر، وهو الهدف الذي أعلنه أردوغان خلال مشاركته في قمة سوتشي بروسيا إلى جانب الرئيسين الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين أمس.
ويزيد القياديون بأنهم ينظرون بمحمل الجد إلى الحشود التركية وتعزيزاتها المستمرة على حدود عفرين من طرف تركيا ومن جهة بلدة مارع داخل الأراضي السورية بالتعاون مع ميليشيا “درع الفرات” التابعة لتركيا مع أنهم تلقوا مراراً “تطمينات” من واشنطن بأنه غير مسموح للجيش التركي اجتياح عفرين وتبديل خريطة سيطرة المنطقة الاستراتيجية التي ترفض موسكو أيضاً أن تصبح بيد أنقرة للمساومة عليها، ولذلك وضعت وحدات من شرطتها العسكرية في عفرين وأخرى في تلرفعت المتاخمة لمارع لمنع أي نوع من التصعيد يهدد بحرب لا تعرف نتائجها واحتمالاتها المفتوحة في كل اتجاه.
أما السبب الأهم الذي تعول عليه “حماية الشعب” في حماة عفرين والزود عن حدودها، فهو عامل الردع الذي شكلته على مدار الاشهر الماضية برفع جهوزية مقاتليها إلى درجة تمكنها من إفشال أي مخطط هجومي لسيطرة الجيش التركي على المدينة التي تقول أنها تضم أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، وهو بحد ذاته حاجز بشري يحول دون حرب شاملة تستهدف السيطرة عليها.
ويؤكد أحد القياديين الميدانيين لـ “الوطن أون لاين” بأن لدى الوحدات الكردية من قوة عسكرية وعزيمة وإرادة بما يكفي لصد الجيش التركي ومنعه من ضم عفرين لنفوذه أو نفوذ ميليشياته “درع الفرات”. ويضيف: “لو استطاع تنظيم “داعش” السيطرة على عين العرب، وهي أقل تحصيناً من عفرين، لاستطاع الأتراك دخول عفرين اللقمة غير السائغة نهائياً، وهو ما تدركه القيادة العسكرية التركية جيداً”.
ويرى خبراء عسكريون لـ “الوطن أون لاين” أن حصار عفرين من جهة ادلب وقطع الطريق الرئيسي الذي يصلها مع المحافظة الحدودية مع تركيا عن طريق نشر “نقاط مراقبة” للجيش التركي في الجهة الجنوبية من المدينة لا يغير في موازين القوى من شيء سوى وسيلة ضغط عسكرية وسياسية يرجح أن تستثمرها أنقرة وتضعها على طاولة مفاوضات “أستانا” قريباً بدليل تغير لهجة أردوغان في المؤتمر الصحفي عقب قمة سوتشي من التهديد المباشر باجتياح عفرين إلى محاولة السعي لإيجاد حل سياسي لها ضمن حلول الأزمة السورية من دون اللجوء إلى الحرب.
حلب- الوطن أون لاين