سورية

هل تسلم “قسد” مناطق سيطرتها شمال حلب لميليشيات أنقرة؟

تضاربت الأنباء حول نية “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، التي يغلب الأكراد على تشكيلتها، تسليم القرى والبلدات التي تسيطر عليها في ريف حلب الشمال إلى الميليشيات المسلحة التي تتبع لتركيا.

وكانت “قسد” سيطرت منتصف العام الماضي أثناء فك الجيش العربي السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء على رقعة واسعة من الأراضي شمال حلب تسيطر عليها الميليشيات المسلحة الموالية لأنقرة تضم قرى وبلدات تبدأ من منغ ومطارها العسكري على طريق عام حلب اعزاز الدولي الذاهب إلى تركيا مروراً بعين دقنة وشيخ عيسى ومريمين وكفر ناصح والمالكية ومرعناز وكفر كمين وتلرفعت وصولاً إلى حربل وشواغرة ودير جمال قرب مدينة اعزاز التي تسيطر عليها الميليشيات.

كما سرت أنباء قبل ثلاثة أشهر حول تدخل روسيا كوسيط بين الحكومة السورية و”قسد” لدخول الأولى إلى المناطق السابقة التي تسيطر عليها الثانية لتقديم خدماتها فيها من صحة وتعليم وغيرها لكن لم يتم ترجمتها على أرض الواقع.

وأوضح مصدر ميداني في “سورية الديمقراطية” لـ “الوطن أون لاين” أن مفاوضات رعتها واشنطن وبطلب من أنقرة جرت خلال الأسبوعين الأخيرين وجرى الكشف عنها أخيراً بخصوص تسليمها لجميع القرى والبلدات الـ 12 التي استولت عليها العام الماضي لكنه أشار إلى أن المفاوضات لم تتوصل إلى أي اتفاق بخلاف ما روجت له بعض الميليشيات.

ولفت المصدر إلى أن الهدف الأساسي من المفاوضات وقف حال الاقتتال السائدة بين الفريقين ووقف هجمات الميليشيات المسلحة باتجاه مناطق سيطرة “قسد” وإطلاقها القذائف والصواريخ المتفجرة باستمرار على مواقعها في ريف حلب الشمالي وعلى مدينة عفرين التي تشكل الإقليم الثالث في الإدارة الذاتية الكردية إلى جانب عين العرب والجزيرة.

وبين ان جهود تبذل لإعادة سكان بلدة تلرفعت العرب إليها وإلى باقي المناطق التي لا يشكل فيها الأكراد أغلبية “وإلى الآن لم نتوصل إلى اتفاق يفتح الطريق أمام عودة الأهالي لعدم إحراز تقدم ملموس في المفاوضات العسكرية حتى الآن”، على حد قوله.

وكانت مصادر في ميليشيا “لواء المعتصم” التابع لما يسمى “الجيش الحر” والموالي لتركيا كشف عن التوصل لاتفاق مع “قسد” برعاية أمريكية” يقضي بتسليمه قرى وبلدات شمال حلب قبل أن ينفي مصدر في ميليشيا “جيش الثوار” المتحالف مع “قسد” صحة وجود مثل هذا الاتفاق الذي يقتصر على بحث بنود “المصالحة” مع ميليشيات من “الحر” فقط.

ولم يتضح موقف موسكو، وفي حال وجود مثل هكذا اتفاق، لأن لها مصالح في تلك المنطقة الحيوية الواقعة على مقربة من الحدود الجنوبية لتركيا بعدما عمدت أخيراً إلى إرسال “قوات خاصة” تابعة للجيش الروسي إلى عفرين لتدريب عناصر من وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية والتي تشكل معظم قوام “قسد”، وهو ما اثار حفيظة أنقرة التي تعتبر الوحدات إرهابية وعملت على منع تمددها ووصل كانتوني عفرين بعين العرب للحؤول دون إقامة إقليم كردي موحد يهدد أراضيها.

حلب- الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock