العناوين الرئيسيةمنوعات

هل ستشهد سورية إعصاراً مشابهاً لـ “دانيال” المدمّر؟

شهدت بلدان حوض البحر المتوسط مؤخراً حالات جوية متطرفة غير معتادة من حيث حدتها وشدة الهطلات المطرية والآثار المترتبة عليها، لاسيما إعصار “دانيال” المستمر منذ أيام وتسبب بدمار أجزاء كبيرة من مدينة درنه الليبية، إضافة لآلاف الضحايا والمفقودين.

وباعتبار أن سورية واحدة من الدول المطلة على البحر المتوسط، كان لابد لنا من الاستفسار حول احتمالية حدوث مثل هذه الأعاصير في المنطقة وهل من تأثير لـ “دانيال” عليها؟

المتنبئ الجوي كيناز كيوان أوضح في تصريح لـ “الوطن أون لاين” أن مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط شهدت حالات جوية متطرفة، آخرها كان إعصار “دانيال” والذي أثر بشكل فعلي ورئيسي على السواحل الليبية، وكان مركزه فوق المنطقة المائية بشكل عام.

وأشار المتنبئ الجوي إلى أن حرارة سطح مياه البحر الأبيض المتوسط سجلت ارتفاعاً واضحاً وملموساً خلال نهاية فصل الصيف بمعدل 3.5 إلى 6 درجات مئوية، وهذا ما يعتبر رقما قياسياً وفوق المعدل الطبيعي.

وأكد المتنبئ الجوي أن الخلايا الرعدية مازالت مسيطرة على مناطق واسعة فوق البحر الأبيض المتوسط شديدة الفعالية والتأثير، إضافة لأجواء سديمية مغبرة في المناطق الداخلية القريبة من المناطق الساحلية الليبية.

وأوضح أن هذه الأجواء أثرت على مناطق فلسطين وشمال الأردن وجنوب سورية، حيث تسببت بفعل انتقال الغبار إلى طبقات الجو العليا حتى ارتفاع 4 كم تقريباً عن سطح الأرض، واتجهت مع التيارات الهوائية نحو مناطق شرق المتوسط، لافتاً إلى أن هذه الأجواء تستمر إلى أن تأخذ الرياح اتجاهاً آخراً في المناطق المذكورة.

وعن أسباب تشكل الإعصار، بين المتنبئ الجوي أننا نحتاج إلى سببين أساسيين هما الحرارة والرطوبة وهذه الشروط موجودة بالنسبة لمناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث أنه عند ارتفاع الهواء الدافئ الحار الرطب للأعلى يبرد ويتكاثف وتبدأ الغيوم الحملية ذات الفعالية القوية بالتشكل وإحداث منطقة ضغط جوي منخفض يؤدي إلى اندفاع الرياح باتجاهين متعاكسين في هذه المنطقة وبالتالي تبدأ حركة دورانية بعكس عقارب الساعة تشكل إعصاراً فعلياً من حيث بنية التكون.

وأكد المتنبئ الجوي أن تكرار مثل هذه الحالات الجوية بالنسبة لمناطق البحر الأبيض المتوسط أمر وارد لكن على شكل عاصفة وليس إعصاراً علماً أن الاثنان يحملان الشروط ذاتها لكن باختلاف شدة الفعالية حيث إن العاصفة تكون أقل حدة برياح 65 كم/سا أو أعلى من ذلك، والإعصار برياح من 118 إلى 120 كم/سا أو أعلى من ذلك.

وأشار إلى أن منطقتنا معرضة لحالات جوية تعد متطرفة نسبياً، ومن المتوقع أن نشهدها خلال الفترات القادمة متمثلة بهطلات مطرية غزيرة جداً مصحوبة بعواصف رعدية بالإضافة إلى ظواهر جوية من حيث نشاط كبير على سرعة الرياح، والغبار المثار في بعض المناطق الداخلية.

وأضاف: إن مناطق وسط البحر الأبيض المتوسط والمناطق الغربية منها هي المناطق الأكثر عرضة لتشكل الأعاصير أما بالنسبة للمناطق الشرقية فتكون ضعيفة التأثير من حيث التشكل تكراراً وحدوثاً.

وطمأن كيوان بالقول “لا شيء يدعو للقلق ونحن على اطلاع كامل واستمرارية في دراسة الحالة الجوية وتقديم كل المعلومات قبل فترة زمنية لا تقل عن 72 ساعة”.

نغم النجار – الوطن أون لاين

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock