أكدت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية شكل مفاجأة كبرى للمؤسسة الإعلامية والاقتصادية الكبرى في الولايات المتحدة، بموازاة إشارات أرسلتها وزارة الدفاع الأميركية إلى ترامب، عن موافقتها على استئناف الاتفاق الروسي الأميركي مع تولي الرئيس الأميركي الجديد مهامه، على حين طلب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا من الرئيس المنتخب دعم «الانتقال السياسي» في سورية.
وخلال المنتدى الإعلامي الأول الذي أطلقه اتحاد الصحفيين أمس بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للحركة التصحيحية بجامعة دمشق، تحدثت شعبان عن نتائج الانتخابات الأميركية وقالت إن المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة كانت في واد، والشعب الأميركي في واد آخر، حتى أن صحيفة «نيوزويك» الأميركية طبعت أعداداً عليها صورة (هيلاري) كلينتون»، مشيرة إلى أنه «لم يعد المواطن الأميركي ولا الغربي يصدق ما تقوله وسائل الإعلام الغربية»، وأكدت أن كل ما يهم السوريين من تصريحات ترامب هو «عدم التدخل بشؤونهم».
ورأت شعبان أن العالم بعد انتخاب ترامب يمر بمرحلة مفصلية وتاريخية، مبينة أن صيغة العالم الجديد ستحددها دول كروسيا والصين وباكستان وجنوب إفريقيا ودول أميركا اللاتينية، وأن العلاقات الدولية «لا يمكن لها أن تعود للوراء».
وبعدما شددت على أن الأسس التي تبنى عليها سياستنا هي التي تقوم على تأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة، أوضحت أن العلاقة السورية مع كل دول العالم تحددها منطلقات المصلحة الوطنية.
وفي واشنطن سربت مصادر في وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية تأكيد استعدادها لتتبع المسار السياسي للرئيس الجمهوري المقبل الذي تعهد بتحسين العلاقات الأميركية الروسية، مشددة على أن الخطوة القادمة في التعاون مع موسكو ستتمثل في استئناف العمل باتفاق 9 أيلول الخاص بالأزمة السورية.
وقالت تلك المصادر لصحيفة «واشنطن تايمز»: إن ترامب بإمكانه استئناف اتفاق 9 أيلول بعد مراسم تنصيبه في كانون الثاني المقبل، ونقلت الصحيفة عن ممثل لـ«البنتاغون» قوله: «كنا مستعدين لتنفيذ المهمة (…) ويمكننا من جديد أن نكون مستعدين لها».
وتشكل هذه المواقف خضوعاً من مؤسسة الدفاع الأميركية لإستراتيجية ترامب العالمية، ومؤخراً، أعرب أبرز المرشحين لتولي منصب مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي الجنرال المتقاعد مايكل فلين، عن تأييده إطلاق «عهد جديد من التعاون العسكري الأميركي الروسي».
من جهته اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن سعي الرئيس الأميركي المنتخب للعمل مع روسيا لهزيمة تنظيم داعش في سورية صائب، لكنه حثه على المساعدة في دفع الإصلاحات السياسية لمنع الجماعة المتشددة من تجنيد المزيد من المقاتلين.
ورأى دي ميستورا خلال حديث تلفزيوني، بحسب وكالة «رويترز»، أن تحقيق النصر على تنظيم داعش الإرهابي يتطلب «نهجاً جديداً تماماً» فيما يتعلق بالحل السياسي، وأوضح: «بعبارة أخرى نوع من الانتقال السياسي في سورية، وإلا فإن الكثير من الأشخاص الآخرين غير الراضين في سورية ربما ينضمون إلى داعش في حين أنهم يقاتلونها».
ولم يوضح دي ميستورا ما يعني بالانتقال، لكنه أشار إلى أنه قد يؤدي إلى اللامركزية على الطريقة العراقية من خلال إعطاء بعض الحكم الذاتي للأكراد وضمان عدم «تهميش» السنة مع الحفاظ على وحدة سورية!
وقال دي ميستورا: إن الأولويات الأميركية تتغير بالفعل، والرئيس (بشار) الأسد وفريقه ربما يشعرون بالراحة في الوقت الحالي لكن عليهم أن يدركوا أن لا مصلحة لروسيا في أن ترث سورية مفككة تهيمن عليها حرب العصابات لسنوات مقبلة!