واشنطن تطيح بآمال نظام أردوغان بانتزاع “النصرة” من قائمة الإرهاب
وجهت الإدارة الأميركية ضربة موجعة وقاصمة لجهود نظام رجب طيب أردوغان، الرامية إلى تلميع صورة “جبهة النصرة” أمام الغرب تمهيداً لانتزاعها من قائمة الإرهاب الدولية، عبر رصد مكافأة مالية مقدارها ١٠ ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات متعلقة بمتزعمها “أبو محمد الجولاني”.
ونشرت وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء على الحساب الرسمي لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لها على “تويتر”، تغريدة تحدثت عن “جرائم” التنظيم الكثيرة بحق السوريين وقالت فيها: إن الوزارة تبحث عن معلومات تخص القائد الأعلى ل “تنظيم هيئة تحرير الشام”، الاسم السابق ل “النصرة” والذي اعتبرته الوزارة في أيار ٢٠١٨ “مستعاراً” وأن الولايات المتحدة “لا تنخدع” بمحاولة تنظيم “القاعدة” إعادة تشكيل نفسها، ما يقتضي ادراجها على قائمة التنظيمات الإرهابية.
واعتبر مراقبون ل “الوطن” أن مواصلة الخارجية الأميركية رصد مكافآت مالية في أيار ٢٠١٧ وتشرين الأول ٢٠١٩ ثم يوم أمس لقاء إرسال معلومات عن “الجولاني” لاعتقاله أو اغتياله، دليل على إصرارها محاربة فرع “القاعدة” في سورية وعدم استجابتها لرغبة أردوغان إضفاء شرعية دولية عليه على الرغم من تواصله الأمني مع “التحالف الدولي” لضرب تنظيم حراس الدين، كما حدث في ٢٣ الشهر الماضي عندما استهدفت طائرة مسيّرة للتحالف تجمعاً لمقاتليه قرب قرية “جكارة” الحدودية مع تركيا على بعد ٥٠ كيلو متراً إلى الغرب من إدلب وأودت بحياة ٢٠ منهم.
ورأى المراقبون أن وضع “النصرة” مختلف تماماً عن “الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية” أو ما يعرف ب “الحزب الإسلامي التركستاني”، الذي ألغت الولايات المتحدة في ٦ الشهر الجاري تصنيفه من قوائم الإرهاب، على اعتبار أن الإجراء يستهدف الصين وجهودها في مكافحة الإرهاب في إقليم “شينجيانغ” الذي يقطنه “الإيغور”، حيث ينشط الحزب بالإضافة إلى ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
يذكر أنه وبتخطيط وإشراف من النظام التركي، شنت “النصرة” الإرهابية ومنذ مطلع العام الجاري حملة إعلامية واكبها إعادة بناء وتشكيل تحالفاتها وخطها “الجهادي” استهدفت تلميع صورتها وبث رسائل “طمأنة” إلى الدول الغربية الراعية للإرهاب في سورية لانتزاعها من قائمة الإرهاب الدولية. وجرى تكثيف الظهور الإعلامي لمتزعمي وشرعيي “النصرة” وحلفائها الإرهابيين في “تحرير الشام”، وتشدق “الجولاني” خلال لقائه في ٢٠ شباط الماضي مع “مجموعة الأزمات الدولية” بأن تنظيمه الإرهابي لن يمارس “الإرهاب الخارجي” قبل أن يدعو صراحة “الشرعي” العام للتنظيم المدعو عبد الرحيم عطون في ٤ أيلول الفائت في حديثه لصحيفة “LETEMPS” السويسرية الناطقة بالفرنسية إلى “تنظيف” صورة التنظيم للخروج من “القائمة السوداء” لمجلس الأمن و”تطبيع العلاقات مع الدول الغربية”، على الرغم من إعلان التنظيم في ٣٠ من الشهر نفسه في اجتماع لقياديين منه مع إعلاميين وناشطين بأنه أسس بقوة السلاح دولة “سواء اعترف بها أم لا”!.
حلب- “الوطن”- خالد زنكلو