وزير الخارجية الصيني: خطأ إستراتيجي محاولة أميركا تحويلنا إلى خصم.. وسندافع عن مصالحنا بحزم
استنكر عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، ادعاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بأن سياسة المشاركة مع الصين التي اتبعتها إدارات أميركية متعاقبة قد فشلت.
وقال وانغ خلال مقابلة حصرية مع وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الأربعاء الماضي: إن هذا الادعاء مجرد إعادة لعقلية الحرب الباردة، وأضاف: إن هذا الادعاء يغض النظر عن كل ما تم تحقيقه في العلاقات الصينية-الأميركية خلال العقود الماضية، ويظهر تجاهلاً للعملية التاريخية وعدم احترام للشعبين الصيني والأميركي، وبين أن هذا فيروس سياسي يشكك فيه وينتقده الشعب الأميركي والمجتمع الدولي.
وأشار وانغ إلى أن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة ثابتة ومستقرة دائماً، وفي الوقت نفسه، فإن الصين مستعدة أيضاً لمواجهة العواصف والعثرات المحتملة. ولفت إلى أن «تحرك الولايات المتحدة لتحويل الصين إلى خصم يعد خطأ استراتيجياً أساسياً، وهذا يعني أن الولايات المتحدة توجه مواردها الإستراتيجية في المنطقة الخاطئة».
وأضاف: «إننا مستعدون دائماً لتطوير العلاقات الصينية-الأميركية التي تقوم على نبذ الصراع والمواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين، قياماً على التنسيق والتعاون والاستقرار»، وأكد أنه في الوقت نفسه فإن الصين ستدافع بحزم عن مصالحها الخاصة بالسيادة والأمن والتنمية، لأن هذا حق أصيل للصين كدولة مستقلة ذات سيادة.
وقال: إن الولايات المتحدة ينبغي أن تحترم مبدأ المساواة في السيادة المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وأن تتعلم كيفية التوافق مع الأنظمة والحضارات المختلفة والتكيف مع التعايش السلمي، وقبول حقيقة أن العالم يتحرك نحو تعددية الأقطاب.
وتابع: إن «تنمية الصين والولايات المتحدة ليست لعبة صفرية، ولا ينبغي أن نرفض بعضنا البعض، وما يجب أن نفعله هو الاستفادة من قوة بعضنا البعض لتحقيق التنمية المشتركة».
وشدد على أن «التعاون بين الصين والولايات المتحدة لم يكن قط قضية قيام أحد الطرفين بالتفضل على الطرف الآخر، أو استغلال الطرف الآخر، وقد استفاد البلدان كثيراً من هذا التعاون».
ولفت وانغ إلى أنه مع تأثير مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) على الاقتصاد العالمي، يتعين على الصين والولايات المتحدة التوقف عن محاولات فك الارتباط وتعزيز العلاقة من خلال التعاون والوفاء بمسؤوليتهما تجاه العالم، ودحض وانغ سلسلة من التحركات الأميركية الأخيرة التي تضر بالعلاقات الثنائية، بما في ذلك إغلاق الولايات المتحدة القنصلية العامة الصينية في هيوستن، وإطلاق حملة عالمية ضد الشركات الصينية، وشن هجمات عنيفة على الحزب الشيوعي الصيني، والتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
وقال: «يمكن طرح جميع القضايا على الطاولة للمناقشة»، مشيراً إلى أن الجانب الصيني على استعداد للدخول في مشاورات صريحة وفعالة مع الجانب الأميركي والرد بهدوء وعقلانية على القلق والتحركات الاندفاعية من الجانب الأميركي.
وأشار وانغ إلى أن بعض السياسيين الأميركيين المعادين للصين والمنحازين ضدها يستخدمون سلطتهم لتشويه سمعة الصين بإطلاقهم الافتراءات ويعيقون العلاقات الطبيعية مع الصين تحت ذرائع مختلفة.
ولفت إلى أن ما يريدونه، هو إحياء الكارثية في محاولة لتقويض علاقات الولايات المتحدة مع الصين، وتأجيج العداوة بين الشعبين وتقويض الثقة بين الدولتين.
وأضاف: «في نهاية المطاف، يريدون استدراج الصين والولايات المتحدة إلى تجدد الصراع والمواجهة ويزجون بالعالم في الفوضى والانقسام مرة أخرى»، مشيراً إلى أن الصين لن تسمح لهؤلاء الأشخاص بالوصول إلى هدفهم، مؤكداً على أن الصين ترفض أي محاولة لخلق ما يسمى بـ«الحرب الباردة»، لأنها تتنافى مع المصالح الجوهرية للشعبين الصيني والأميركي والاتجاه العالمي نحو التنمية والتقدم.
وشدد وانغ على أن الشروع في «حرب دبلوماسية» لا يثبت قوة الولايات المتحدة، ولكنه يظهر نقص الثقة لديها، مضيفاً: إن الولايات المتحدة غير مؤهلة لبناء تحالف «الدول النظيفة» لأن الدولة ذاتها تشيع القذارة في جميع أنحائها.
وأكد أن هونغ كونغ جزء من أراضي الصين، وأن شؤونها تقع ضمن الشؤون الداخلية للصين، وقال: إن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى هو قاعدة أساسية تحكم العلاقات الدولية، ولن تسمح أي دولة لدول أخرى بتخريب سيادتها أو وحدة أراضيها بشكل صارخ.
وأكد أن الصين ملتزمة بسياسة «دولة واحدة ونظامان»، قائلاً: إنه من خلال الدعم القوي من البر الرئيسي، وتحسين البيئة القانونية، والجهود الموحدة لمواطني هونغ كونغ، يمكن للصين بالتأكيد دعم سياسة «دولة واحدة ونظامان» وتطبيقها على نحو أفضل.
«وكالات»