وكالة: “كورونا” يمكن ان يسرّع رحيل أميركا من سورية والعراق
يعيش العالم اليوم تحت رحمة فيروس “كورونا” المستجد ويبدو أنه قادر على إعادة هيكلة العلاقات الدولية، وفق ما ذكرت وكالة “أف ب” التي اعتبرت أنه يمكن للوباء والتعبئة العالمية التي يفرضها أن يسرّعا رحيل قوات الاحتلال الأميركي من سورية والعراق.
ودعت الأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين إلى وقف لإطلاق النار في دول تشهد حروباً للمساعدة في التصدي للفيروس، إلا أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش نبّه الجمعة إلى أن “الأسوأ لم يأتِ بعد”، بينما لا يزال تأثير الوباء غير واضح في الحروب بالمنطقة من سورية والعراق مروراً باليمن وليبيا حسب الوكالة.
وسُجّلت أول إصابة بالفيروس رسمياً في سورية بعد أسبوعين تقريباً من بدء وقف لإطلاق النار في إدلب، بموجب اتفاق روسي تركي أُبرم بداية الشهر الماضي.
ويبدو أن المخاوف من قدرة الفيروس على الانتشار في كل أنحاء البلاد التي تشن الحرب ضدها منذ أكثر من تسع سنوات أوقفت هجمات متفرقة على محاور عدة، وفق ما ذكرت الوكالة.
ورجحت الوكالة أن قدرة الحكومة المركزية في دمشق وما تسمى “الإدارة الذاتية” الكردية والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في إدلب، على التصدي لمخاطر الفيروس سيضع مصداقية الأطراف الثلاثة على المحك.
ونقلت الوكالة عن الباحث المتابع للشأن السوري فابريس بالانش: “يشكل الوباء وسيلة لدمشق كي تظهر أن الدولة السورية كفوءة وعلى كل المناطق أن تعود إلى كنفها”.
ويمكن للوباء والتعبئة العالمية التي يفرضها أن يسرّعا رحيل القوات الأميركية من سورية والعراق المجاور، حسب الوكالة التي اشارت الى ان العراق لا يشهد حالياً حرباً شاملة إلا أنه يبقى عرضة لهجمات يشنّها تنظيم داعش الارهابي في بعض المناطق.
ومع مغادرة كل القوات غير الأميركية تقريباً من صفوف “التحالف الدولي” المزعزم ضد داعش وإخلاء قواعد عسكرية، يُصار حالياً إلى إعادة تجميع الجنود الأميركيين، بعدد أقل وفي قواعد أقل.
ولعب النظام التركي مؤخراً دوراً عسكرياً مباشراً في الحرب في ليبيا، دعماً لما تسمى “حكومة الوفاق” في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي اتخذ من شرق البلاد قاعدة له ويستمد شرعيته من مجلس النواب المنتخب عام 2014.
ولا يستبعد بالانش احتمال أن يحدّ الانسحاب الغربي المتسارع من الحروب المختلفة في المنطقة من الدعم التركي لـ”حكومة الوفاق”.
ومن شأن ذلك أن يصبّ بالدرجة الأولى في مصلحة الجيش الوطني الذي بدأ قبل عام هجوماً لتحرير العاصمة، ويحظى بدعم روسيا ومصر والإمارات.
وكالات