يا حبنا اللي غاب من عمرنا… «أبو مجد» وداعاً … ملحم بركات
غيب الموت عملاقاً جديداً من عمالقة الفن في لبنان والوطن العربي، الموسيقار ملحم بركات عن عمر ناهز الـ71 عاماً بعد صراع مع المرض، في مستشفى أوتيل ديو، وسط أجواء من الصدمة والحزن على غياب «أبو مجد»، الذي ترك عائلة صغيرة مؤلفة من «مجد» و«وعد» و«غنوة» و«ملحم جونيور»، وعائلة كبيرة من الأصدقاء والجمهور.
صاحب «من بعدك لمين»، و«مرتي حلوة ما بطلقها» و«على بابي واقف قمرين»، ترك الساحة الفنية ليكون من أواخر عمالقة الزمن الجميل، وقد اشتهر بحرصه على التراث الغنائي العربي مع إضفاء لمسة تطوير ما جعل لأغنياته طابعاً مميزاً يجذب فئات عمرية مختلفة.
طبع الراحل الأغنية العربية المعاصرة بأسلوبه اللحني الإبداعي وأدائه الذي يجمع بين الطرب الأصيل والغناء المتجدد، ويعتبر مجدداً في الأغنية وقيل عنه إنه «سابق عصره» إذ قدم نماذج من الأغنية الجديدة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
لم يغنّ إلا باللهجة اللبنانية، ليس لعدم اهتمامه باللهجات الأخرى، بل قناعة ووفاء للذين صنعوا الأغنية اللبنانية وأوصلوها إلى كل الأقطار العربية والأجنبية.
أطلق عليه جورج إبراهيم الخوري عندما كان رئيس تحرير مجلة الشبكة لقب «الموسيقار». ونال جوائز وأوسمة عديدة من دول ومؤسسات وجمعيات.
شخصية فيها الكثير من التنوع والثراء والديناميكية والخصوصية الفنية، وكلها صفات نهلها من روح الراحل الكبير فيلمون وهبة الذي عايشه على مدى سنـوات طويلة.
ملحم بركات لا يموت ولن يموت، بل غاب عن صورة الجسد الفاني، وبقي متجذراً فينا، في قلوبنا، وفي نفوسنا.
السرطان مرة أخرى يأخذ منا مبدعاً.. إنه المرض الذي لا أذن موسيقية له ولا يطرب ولا يرحم.. رحمة اللـه على الموسيقار الراحل.
مطرب الضيعة
ولد الراحل في كفرشيما في 15 آب عام 1945، في كنف عائلة بسيطة وفقيرة، والده أنطون بركات كان نجاراً ويجيد العزف على العود وكان ملحم يصغي إليه باهتمام، يراقب أصابع يديه على آلة العود ويتعلم.
وعندما كان الوالد يتغيب، كان الصبي ملحم يقفز ويلتقط العود من على ظهر الخزانة ويدندن عليه، فيجتمع الصبية حوله يصفقون، ويلقبونه «مطرب الضيعة».
موهبته
ظهرت موهبته منذ كان تلميذاً في المدرسة، وكان يقوم بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها في إحدى المناسبات المدرسية.
وكان يستمتع بالغناء من جهة لمحمد عبد الوهاب، وأغاني أم كلثوم من جهة أخرى. اشتهر منذ صباه كمغن في بلدته، حتى طلب منه مرة الغناء والعزف بين فصلَي مسرحية «جنفياف» التي كانت تعرض في البلدة، فلفت انتباه الموسيقي حليم الرومي، الذي كان يسكن القرية ذاتها، فأثنى على موهبته وشجعه.
في مطلع شبابه طلب من والده أن يسمح له بدراسة الموسيقا، فكان جواب الأب: «هناك عبد الوهاب في الساحة وتريد أن تصبح فنانًا؟!» ومع ذلك ترك المدرسة وكان في السادسة عشرة من عمره، وقرر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقا، فانتسب إليه دون معرفة أبيه، وكان يُخبئ كتب المعهد في كيس ورقي يخفيه أمام مدخل منزله، إلى أن اكتشف والده الأمر، الذي عاد وقبل الأمر نظراً لإصرار ابنه وموهبته الواعدة.
درس النظريات الموسيقية والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود مدة أربع سنوات في المعهد الوطني للموسيقا (الكونسرفاتوار)، وكان من بين أساتذته، سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا.
مع الرحابنة
ترك المعهد قبل إكمال دراسته، فنصحه فيلمون وهبة أن يتوجه إلى مسرح الرحابنة وهكذا كان. فانضم إلى فرقة الأخوين رحباني. لكنه بعد أربعة أعوام، تركهما لكي يشق طريقه الفنية ويبني شخصيته الموسيقية الطربية والتلحينية المتميزة لما يمتلكه من موهبة في هذين المجالين.
فكان يلحن في مسرحيات الأخوين رحباني، وبرنامج «ساعة وغنية» الذي سجل في التلفزيون الأردني، وكان على صداقة حميمة مع فيلمون وهبة ابن بلدته، فأثر عليه بلحنه الطربي ذي الطابع الشعبي الذي يصنف ضمن خانة «السهل الممتنع». وكانا يعشقان الصيد، وحياتهما مملوء بالبسمة والطرافة وخفة دم ينشرانها أينما وُجدا.
انطلاقته
أغنية «الله كريم» التي كتبها له الراحل توفيق بركات ولحنها له جاره الراحل أيضاً فيلمون وهبي رسمت أولى بدايات ملحم الفنية.
كانت بداية مهمة لأن صوته كان مملوءاً وكاملاً والبعض كان يتوقع أن وديع الصافي هو الذي يغني، إلا لأنه لم يقتنع بأغنية واحدة وعندما طالبهما بأغنية ثانية وكانت الأغنية الرائعة «سافر يا هوا» كلمات مصطفى محمود وألحان فيلمون وهبي، وبعدها تعرف إلى مارون نصر وقدم له أغنية «يا أسمر» بعد أن دفع له مبلغ 32 ليرة لبنانية مقابل الحصول عليها. يومها طلب المبلغ من والده فوافق رغم أنه لم يكن يشجعه على الغناء.
في الثانية والعشرين من عمره شق طريقه في مشوار فني طويل تعليماً ولحناً وغناء ومسرحيات. فقد درس العزف على العود، واشترك في الغناء في فرقة الرحابنة في عدد من مسرحياتهم الغنائية وقام ببطولة مسرحية «الربيع السابع»، وبدأ مسيرته التلحينية لعدد كبير من المطربين، نذكر منهم: وديع الصافي، وصباح، وسميرة توفيق، وماجدة الرومي، ووليد توفيق، وباسكال صقر، وربيع الخولي، وميشلين خليفة.
وكانت أولى ألحانه، «بلغي كل مواعيدي» (ثنائي بينه وبين جورجيت صايغ)، ثم ألحان مسرحية «حلوة كتير» للمطربة صباح، ومن بينها: «المجوز اللـه يزيدو»، و«صادفني كحيل العين»، و«ليش لهلق سهرانين».
أول عمل مسرحي قام ببطولته كان مسرحية «الأميرة زمرد» ومن ثم «الربيع السابع» مع الأخوين رحباني، وبعد ذلك مسرحية «ومشيت بطريقي». وخاض غمار السينما وقام ببطولة فيلم «حبي لا يموت» مع النجمة هلا عون. كما أحيا إلى أمدٍ قريب الحفلات فوق المسارح العربية والعالمية.
مر بمرحلة فقر وظلم وعوز أيام الحرب، لكنه لمّا لحن أغنية «أبوكي مين يا صبية» للفنان وليد توفيق، كرت بعدها السبحة وانطلقت شهرته من جديد، فقدم: «علواه يا ليلى»، «عود يا حبيب الروح»، «يا لايمة ليش الملام»، «على بابي واقف قمرين»، إلخ.
يعتبر الشاعر نزار فرنسيس توءم روحه، فهو كتب له معظم كلمات أغانيه. وإذا ما تطلب الأمر تعديل بعض هذه الكلمات فهو لا يتوانى عن القيام بذلك بكل طيبة خاطر من أجل عيني ملحم، كما حصل مثلاً في أغنية «جيت بوقتك» عندما قرر لأن تحل كلمة «فرفح» مكان كلمة «فرَّح»، وكان له ما أراد، خصوصاً أن هذه الكلمة تذكره بابنه «ملحم جونيور» فهو كان يقول له دائماً: بابا عندما أشاهدك على شاشة التلفزيون «بفرفح قلبي».
الراحل وسورية
مع بداية اندلاع الأزمة في سورية، لم يتوان الراحل من الإدلاء بموقفه حيث أبدى دعمه لسورية (جيشاً وشعباً وقائداً)، وقال في أحد تصريحاته: «لا أنسى فضل سورية عليّ، وأدعو اللـه أن يخلصها من محنتها».
الراحل وصف الحرب على سورية عندما قال: «عندما تشتعل تركيا لا تتأثر سورية، وعندما يشتعل لبنان لا تتأثر سورية، عندما تشتعل الأردن لا تتأثر سورية، حتى العراق عندما اشتعل لم تتأثر سورية، لكن حين حدث ما حدث في سورية، انظر إلى كل دول الجوار ماذا يحدث بها من مشاكل وأحداث تزعزعها.. هل تريدون أن تعرفوا لماذا؟ لأن سورية منذ الأزل ذات قيمة والجميع يحسب لها ألف حساب.
وروى الراحل في لقاء تلفزيوني ما حصل معه عندما اندلعت الحرب في لبنان وقام بالانتقال إلى سورية، وقال: سورية بلد العروبة وبلد الخير والعطاء، احتضنتني 14 عاماً وشهرتي ابتدت منها، فعندما وصلت إلى دمشق أيام الحرب في لبنان كان معي 6 ليرات سورية فقط.. كنت أنام في سيارتي لمدة 18 يوماً وكنت آكل الفستق المالح.
وأضاف: اللـه يرحم الرئيس حافظ الأسد، علم أنني أنام في سيارتي فأرسل لي شخصاً قال لي إن الرئيس يقول إن كنت تريد شقة أو سيارة أو مساعدة وقال الشخص إن الرئيس عندما علم أنني أنام في سيارتي أبدى انزعاجه، فقدم لي المساعدة وتحسن وضعي.
ملحم بركات الذي قدّم قبل سنوات أغنية «بشار حامل رايتنا» إهداء للسيد الرئيس بشار الأسد، أكد على إحدى الإذاعات اللبنانية أنه كان مهدداً من قبل العصابات المسلحة، حيث أشار إلى أن البعض أبلغه أن اسمه أُدرج فعلاً على «اللائحة السوداء»، إضافة إلى تلقيه اتصال تهديد بسبب موقفه المؤيد لسورية.
حياته الخاصة
تزوج أولاً من السيدة رندا عازار وهي أم لأولاده الثلاثة، ثم من مي حريري التي أنجبت له «ملحم جنيور» التي عاد وطلقها.
لا يحب بركات أن يستذكر طفولته كثيراً. تلك الأيام تشعره بالحنين والحزن معاً. لا ينسى مثلاً رائحة الليمون التي كانت تفوح في «كفرشيما» في الربيع، كذلك صوت الفونوغراف الذي كان مختار البلدة متمسكاً به كأنه جوهرة نادرة تنطلق منها أصوات العمالقة فيجلس ملحم مستمعاً شغوفاً بها.
كان يخشى الأستوديو أو بالأحرى لا يرتاح فيه، لذلك نجد له العديد من الأغاني المدرجة في ألبوماته مأخوذة من حفلاته الحية وليس من تسجيلات الأستوديوهات لأنه يحب أن يتفاعل الجمهور مع صوته مباشرة عبر المسارح العربية.
المعروف عنه ولعه الشديد بهواية الصيد. كان يؤلف مع الملحنين إيلي شويري والراحل فيلمون وهبي ثلاثياً معروفاً في هذا المضمار فلا يفترقون في مواسم الصيد، وكان يحلو للثلاثة أن ينتقدوا بعضهم بعضاً ويروون الطرائف والنكات الخاصة بالصيادين أثناء قيامهم بهذه الهواية. ويروي المقربون منه تلذذه في تناول الأطباق العريقة كالكبة على أنواعها والمجدرة والتبولة إلا أن طبق الفول بالليمون والثوم يبقى الأفضل لديه وخصوصاً عندما يشكل ختام المسك لرحلة صيد ناجحة.
الفنانون السوريون يعزون
سارع الفنانون السوريين إلى رثاء الراحل بركات وتقديم واجب العزاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذا بعض ما كتب:
جورج وسوف: «من التراب وإلى التراب نعود، كبير من لبنان هوى لكنه باقٍ ما بقي لبنان في الوجدان والضمير والفن الأصيل الذي بات نادراً.. رحم اللـه الموسيقار الكبير الفنان العملاق الأستاذ ملحم بركات ورحمنا نحن بغياب أمثاله».
سلاف فواخرجي: «كل مرة كنا نكذّب الإشاعة… ونفرح لما نسمع أو نقرأ التكذيب إنك لسا بيننا وبخير، هي أول مرة بحب الإشاعة والكذبة وبتمناها تكون حقيقة. ملحم كوكب والكوكب مات بس ماهوى، الكوكب بيضل فوق وعالي وساكن الهوى، وحدك يا ملحم رح تبقى وحدك ساكن بوجداننا، مشيت وماشي لوحدك متل السما على طول رح تبقى وحدك، اللـه معك».
سوزان نجم الدين: «وداعاً الموسيقار الكبير، خسارتك الفنية والإنسانية كبيرة.. سوف نفتقدك رحمك الله».
أمل عرفة: «وكأن الأرض لم تعد تتسع الكبار، اللـه معك، الذاكرة اللي قدمتا خلود كامل، فلترقد روحك بسلام، كلنا ع هالطريق».
مصطفى الخاني: «كما غنيت لسورية اليوم، سورية تتغنى بك.. كنتَ محباً ووفياً لسورية، وستبقى سورية محبة ووفية لك، وداعاً أبو المجد أيها النغم الجميل في زمن النشاز».
شكران مرتجى: «وفاته خسارة كبيرة لفنان مثير للجدل، وفنه يُدرّس، وحياته مليئة بالأحداث. ملحم بركات مدرسة لن تتكرر، وألحانه مميزة وتشبهه، رحمه الله».
كنانة القصير: «خسارة كبيرة للفن فقدان فنان حقيقي متلك، وكان لي الشرف إني التقيك وغني بحضرتك، اللـه يرحمك أبو المجد، وداعاً».
سلمى المصري: «وداعاً أبو المجد، رحيلك خسارة للموسيقا العربية، وستترك فراغاً كبيراً في الساحة الفنية لا تعوض، أحببناك بكل حالاتك، رحلت جسداً ولكن فنك باق ولن يموت، اللـه يرحمك والسلام لروحك».
ميسون أبو أسعد: «الراحل المحبوب من كل الأجيال حالة فنية خاصة جداً جمعت بين الفطرة وأغاني القرية والتراث كبداية، وتعمقت بدراسة جدية للموسيقا والطرب وتألقت بمسرح الرحابنة. هو من أجمل المطربين بالنسبة لي لأنه جمع الموهبة والدراسة، وكنا محظوظين أنه لحن للمطربين الجدد وله فضل بأن الحداثة التي اشتغل عليها أطلقت أغنية جديدة لكن بمستوى راق، ولذلك استطاع أن يستمر ويتجدد لأجيال».
ميرنا شلفون: «أبو المجد كتير بكرت، بعمرها ما غابت عنك روح الشباب، بصوتك النقي ووقفتك الرشيقة ع المسرح، اللـه يرحمك يا شيخ الشباب، لح ضل شوفك هيك يا كبير».
علاء قاسم: «يا حبي اللي غاب.. ومشيت بطريقك.. وحدك أنت رح تبقى وحدك.. ماشي أنت.. ماشي لوحدك.. باقي أنت والسما على طول.. حبيناك ومنحبك تيبطل الغيم يشرد ورا الغيم.. وعلى بابنا صفي قمر واحد مو قمرين.. سنشتاق لك».
دينا هارون: «أسوأ خبر رحيلك، وداعاً يا طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا، ولليوم ولبكرة رح تبقى مرافقنا بالحزن والفرح والسفر والسهر».
محمد زهير رجب: «نعم رحل الموسيقار، كم هو مؤلم رحيل المبدعين، خسارة كبيرة للفن العربي ولنا جميعاً، وداعاً يا موسيقار.. أعمالك خالدة».
مظهر الحكيم: «لن يبقى إلا الرحمة ترسل لك من قلوب المحبين، من برنامج لقاء الأحبة الذي سجلته لك من بداية رحلتك الفنية مع المرحوم فليمون وهبي وأنت في القلب يا غالي، الرحمة لروحك الطموحة ولفنك الراقي ولحبك لسورية وأهلها، لك منهم الرحمة والدعاء».
جيهان عبد العظيم: «ملحم بركات رحل جسداً فقط. فالراحل بركات مثله مثل العظماء الذين سبقوه كأم كلثوم وفايزة أحمد وعبد الحليم حافظ وصباح وفريد شوقي، مازالوا خالدين بفنهم وبحب الناس لهم».
جيني إسبر: «الموسيقار العبقري ملحم بركات رحل بصمت وكبرياء. إنه زمن رحيل العظماء، الواحد تلو الآخر، ويا لبؤس الموسيقا العربية برحيل أحد أهم وأعرق مطربيها.. رحل وترك لنا إرثاً غنياً سيبقى على مدى الأجيال».
صفاء سلطان: «رحم اللـه روحه، كان محباً للحياة والمرح، كان عظيماً بفنه وأخلاقه، ورحل جسداً لكن أعماله الرائعة لن تنسى. كان وسيبقى من أهم المطربين الذين أنجبهم الوسط الفني اللبناني والعربي، ورحيله خسارة كبيرة لا تعوض، لكن ما يعزينا أن أعماله راسخة بأذهاننا وقلوبنا ولن ننساها».
محمد خير الجراح: «كنتُ دائماً أنتظر كل سنة أغنية جديدة للموسيقار ملحم بركات حتى أستمتع بخصوصيته الفنية المتجددة. بقي مصراً دائماً على شرقية الأغنية رغم كل التطورات الكثيرة التي وصلت إليها تقنيات تسجيل من إيقاعات مؤثرات موسيقية مختلفة.. وكان كلما يقدم أغنية جديدة أشعر بمدى إصراره على شرقيتها وطابعها العربي الخالص.. وأظن أنها أكثر طريقة ليعبر فيها عن انتمائه وفكره الفني والثقافي». صحيح خسرنا قامة موسيقية عربية عظيمة إلا أن الإرث الموسيقي العظيم الذي تركه الموسيقار أبو المجد سيبقى لأجيال وأجيال».
ناصيف زيتون: «شو كنت فرحان هداك اليوم.. مو حاملتني الأرض أني بس شفتك، اللـه معك يا معلم يا كبير.. رحلت جسداً بس فنك خالد وباقي».
..والفنانون العرب
وعلى صعيد الفنانين العرب من لبنان وغيرها، كتب هؤلاء:
سميرة توفيق: «ملحم بركات أشرف إنسان تعاملت معه، وتربطني به علاقة عائلية وطيدة. كانت لنا لقاءات عديدة وجلسات طويلة في لبنان وفي الخارج، وكانت كل هذه الجلسات فيها الحب والمودة والفرح.. كانت روحه جميلة والجلسة معه ممتعة. حمل لبنان بصوته ونشره في كل أرجاء العالم.. إنه موسيقار وملحن كبير وإنسان وشاعر بكل ما للكلمة من معنى.. كان محباً وحنوناً ويحب الخير كثيراً».
عاصي الحلاني: «وداعاً أبو مجد، رحلت ولكن رح بتضل معنا بروحك الحلوة وقلبك الكبير وإبداعك، رحلت وتركت بالقلب غصة وحزن كبير يا كبير من لبنان رح نشتقلك يا صديقي.. البقاء لله».
راغب علامة: «رحم اللـه الموسيقار، عندما زرته منذ كم يوم شعرت بأنه والعلم عند اللـه أيامه معدودة. تذكرت والدي رحمه اللـه في أيامه الأخيرة. طلبت منكم الدعاء له. رحل وترك وراءه أغاني للأجيال وذكرى لشخصيته التي تركت أثراً لن ننساه».
نجوى كرم: «الحياة كانت بعد بتلبقلك، كانت إذا هربت الضحكة تلحقها، لأن كنت مؤمن أنو الحياة ما فيها شي».
كارول صقر: «زرته مؤخراً مرتين وكان يبدو بصحة جيدة إذ كانت حالته مستقرة، لا أعلم ما حدث. خسرنا ملحم بركات، ماذا هناك أكبر من هذه الخسارة؟ خسرنا قطعة من علم لبنان لأنه كان يحب لبنان كثيراً، وكان يدافع عن شرفنا الذي بقي منه القليل».
جوليا بطرس: «لم أكن أعرف الموسيقار ملحم بركات شخصياً ولكنني حزينة على خسارته وأحسد من غنوا له وقد أغني من ألحانه يوماً».
جورج الراسي: «الكلمات اليوم لا تعبر عن خسارتنا الكبيرة التي خسرناها، أنا خسرت صديقاً وأخاً وشخصاً أتعلم منه كثيراً. وعلى صعيد الفن كلنا خسرنا الجبل الكبير».
غسان الرحباني: «ملحم أخي الكبير وجميعنا تربينا على فنه وأعماله العظيمة، وعندما علمت بالخبر لم أصدق.. لم أتوقع أن يغادرنا باكراً. ملحم بركات تليق به الحياة، وخسارته لا تعوض وهو الفنان الوحيد الذي يعشقه الكبار والصغار وهذه الظاهرة لا أستطيع أن أفسرها».
ميشلين خليفة: «رحيل ملحم بركات خسارة كبيرة للبنان وللفن اللبناني، وترك ألماً كبيراً في قلوبنا.. ملحم كان شاغل الناس بأعماله وكان فناناً شاملاً، كان يكتب ويلحن ويغني وفي المستوى نفسه، فعلاً كان فناناً عظيماً، وعلى الصعيد الإنساني كان يسلي الجمهور بأسلوبه في الكلام».
إلياس الرحباني: «بوفاة الموسيقار ملحم بركات خسرت أخاً وصديق عمر منذ بداياته الفنية وإلى الآن، ضيعانه كان زلمة كلو حياة وعاطفة وكان ينير كل هذا الكون بحضوره وصوته وموسيقاه».
شذى حسون: «لا أستطيع أن أصدق أن الموسيقار قد رحل، أنا حزينة جداً بعد أن سمعت بهذه الفاجعة، وأكثر ما يحزنني أنه رحل وهو عاتب عليّ، علاقتنا في الفترة الأخيرة لم تكن على ما يرام، وكنت أتمنى أن أصالحه، وهذه عبرة لكي يرى الناس أن لا شيء يستحق».
نانسي عجرم: «ما عم بقدر صدق لبنان من دون الموسيقار ملحم بركات. اللـه يرحمك وتكون نفسك بالسما».
صابر الرباعي: «بكل حزن تلقيت نبأ وفاة الموسيقار ملحم بركات، هذا الذي أمتعنا وأطربنا منذ سنين، سوف تبقى في وجداننا إلى الأبد، نم هادئاً يا كبيراً ليس ككل الكبار».
وائل العدس