كشف الرئيس بشار الأسد عن وجود شركات من دول عربية مختلفة عبّرت عن رغبتها بالمساهمة في إعادة الإعمار، مبيناً بأن هناك ضغوطاً شديدة على أيّ شركة يمكن أن تستثمر في سورية من خلال فرض عقوبات عليها من قبل الغرب، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن هذه العملية ستكون بطيئة ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة للكثيرين منهم، ومع ذلك هناك شركات بدأت بالعمل للاستثمار في سورية بأساليب فيها التفاف على العقوبات، وأضاف:” إذا أردنا أن نتحدث عن إعادة الإعمار بمعناها الواسع، لا أستطيع أن أقول بأن الظرف الحالي لا السياسي، ولا الأمني، ولا الاقتصادي، يسمح بإعادة الإعمار بالمعنى الواسع، مع ذلك بدأت عملية إعادة الإعمار ولو بإطار ضيق، البعض منها من خلال المستثمرين والشركات والأشخاص الذين يقومون بإعادة إعمار منشآتهم، وجزء آخر له علاقة بما تقوم به الدولة من إعادة إعمار لشرايين الحياة الاقتصادية الأساسية في بعض المدن الكبرى”.
الرئيس الأسد شدد خلال مقابلة مع قناة مع قناة «RT Arabic»، على أن سورية بقيت في مكانها بنفس المواقف، وبنفس الظروف، وهي تتعامل معها بطريقتها وبحسب مبادئها ورؤاها، كاشفاً بأن العلاقات السورية العربية خلال الحرب لم تتبدل كثيراً بالمضمون، معظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سورية، معظم الدول العربية كانت تقف مع سورية معنوياً، وحتى التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية حافظت على العلاقة، وحافظت على العواطف الإيجابية تجاه سورية من دون أن تكون قادرة على القيام بأيّ شيء. وقال:” الوضع الآن هو نفسه مع بعض التغيرات الشكلية بوضوح أكثر لهذه العلاقة مع تغير الظروف ربما الإقليمية والعالمية وأي ظروف أخرى -لا أستطيع أن أتحدث نيابة عنهم- فأنا لا أعتقد بأنّ هناك تغيّراً كبيراً بالمضمون، التغيّر الكبير هو بالشكل”.
ولفت الرئيس الأسد إلى أنه علينا أن نفرّق بين أخطاء سياسات قامت بها دول وبين الشعوب، مبيناً بأن سورية تسعى لعلاقات عربية – عربية، وهذا يعني الشعب. فلا يوجد أي حقد، وقال: “نعرف بأن الدول العربية لديها ظروف، ونحن نستطيع أن نقول: لا في كثير من الجوانب. ربما كثير من الدول العربية لا تستطيع أن تقول لا. وهذا ليس تبريراً ولكن هذا أمر واقع، فلابد أن نتعامل مع الأمر الواقع. الآن العتب واللوم لا يحقق نتيجة، دعونا ننظر للمستقبل، هذا ما نقوله في كلّ الحوارات، نحن ننظر للمستقبل، ما حصل في الماضي حصل. العتاب لا يغير شيء، الدمار حصل، الخسارة حصلت، الدماء نزفت، فإذاً لنتحدث بشكل إيجابي، هذه هي المنهجية السورية”.
واعتبر الرئيس الأسد بأن الوزن الوحيد للقمة العربية القادمة بأنها تُعقد في الجزائر، هذه حقيقة وأنا لا أجامل لأن علاقة سورية مع الجزائر بكلّ الظروف منذ الاستقلال عن الفرنسي حتى اليوم هي علاقة ثابتة، وهناك شيء وثيق بين الشعبين لأن التاريخ ربما متشابه مع اختلاف الأزمنة.
وبالنسبة للجامعة العربية جدد الرئيس الأسد التأكيد على أن القضية ليست عودة سورية، أو عدم عودتها، وكلمة عودة خاطئة، لأنّ سورية مازالت في الجامعة العربية، وهناك تعليق عضوية وليس خروجاً. مبيناً بأن المشكلة، ماذا ستفعل الجامعة العربية في المستقبل سواء كانت سورية أو لم تكن؟ هل ستحقق شيء من آمال المواطن العربي؟ لا أعتقد بأنّها خلال العقود الثلاثة الماضية حققت شيئاً، وبكلّ تأكيد بأنها خلال العشرة أعوام الماضية كانت هي الغطاء للعدوان على ليبيا، وللعدوان على سورية، ولكلّ عدوان آخر. فالسؤال هل ستتمكن من تغيير هذه المنهجية أم ستستمر؟ إذا استمرت الجامعة العربية بهذا النهج فلا يغير شيء، لا قيمة لعودة سورية. مشداً على أن العودة عن التعليق هو شيء شكلي، ربما يكون له بعض الفوائد ولكن لا نعوّل عليه.
الوطن أون لاين