مرت ثلاث سنوات على سيطرة المسلحين على ادلب التي عاشت فيها عصور القهر والإرهاب والظلم والانفلات الأمني وتحولت فيها المحافظة الخضراء إلى سوداء بلون راية “جبهة النصرة” الإرهابية وشقيقاتها من الميليشيات المسلحة.
ففي مثل هذا اليوم 28 آذار من العام 2015، دخل ما يسمى “جيش الفتح” المولود الجديد الذي تقوده “النصرة” مدينة ادلب، وظن الإرهابيون ورعاتهم أن المسبحة ستكر إلى باقي المحافظات قبل أن يبدأ عهد دحرهم وليسطر الجيش العربي السوري ملاحم اسطورية أعادت حلب إلى حضن الوطن وبعدها دير الزور، وها هي الغوطة على طريق تطهيرها نهائياً.
ثلاث سنوات أثبتت لسكان ادلب ولجميع السوريين أن لا أجندة للمسلحين إلا القتل والتدمير والإرهاب في كل منطقة يستولون عليها وأن لا هم لهم سوى صناعة المتزعمين وأمراء الحرب وتنفيذ إملاءات وتوجيهات داعميهم بنشر الفكر الظلامي الوهابي واستقدام إرهابيي تنظيم القاعدة لتأسيس التنظيمات التكفيرية.
ضغط الإرهاب على عامة الناس في ادلب وضيق الخناق على أرزاقهم لدفعهم على حمل السلاح كخيار وحيد لإعالة أسرهم، واضطرت أعداد كبيرة من الرافضين لفكره ونهجه وتوجهاته لمغادرة البلاد على شكل موجات نزوح كبيرة إلى بلاد الجوار ثم إلى المانيا، في حين ازداد وانتشر العنصر العربي والأجنبي في المحافظة بنسخته “الجهادية” وبمصالحه الضيقة المتناقضة مع عقائد وعادات السكان وإسلامهم الوطني السمح.
ذاعت السرقة وانتشر الخطف مقابل الفدية في جميع أرجاء المحافظة التي نكل الإرهابيون بسكانها وأذاقوهم الأمرين بعدما حولوهم إلى رعاع ودفعوا بأبنائهم الذين غرر بهم إلى جبهات القتال لإبادتهم والتخلص منهم بينما تخلف الغرباء لـ “الرباط” في خطوط القتال الخلفية وجل همهم جمع المال والزواج بنساء المجتمع المحلي مثنى وثلاث ورباع.
وأيقن الأهالي أن الدولة أهم ضامن لحياتهم ولمستقبل أبنائهم، وفرحوا وهللوا بتقدم الجيش العربي السوري شرقي ادلب وسيطرته على مطار أبو الظهور العسكري وعشرات القرى مخترقاً الخاصرة الأهم للمحافظة والتي ستصيب الإرهابيين في مقتلهم قبل أن يلتفت الجيش إلى الغوطة الشرقية كأولوية جراء قصف سكان دمشق المتكرر بقذائف الإرهاب.
ثم ما لبث التناحر والصراع بين “أخوة الجهاد” أن احتد وذاع في جميع أنحاء المحافظة وتحولت “النصرة” إلى عدو يفتك بباقي الميليشيات المسلحة ويصفي عناصرها ولتنكشف على حقيقتها المزيفة التي أرغمت الميليشيات التي سبق أن تحالفت معها على قتالها للقضاء عليها.
ولا يزال أمل “الأدالبة” كبير في الجيش السوري والقيادة العسكرية والسياسية لتحريرهم من الإرهاب وإعادة المحافظة إلى سكة الصواب الصحيحة في عهدة الدولة الأم الحنون والراعية لكل أبنائها من دون تمييز.
وظلت أعين الأهالي ممن شردهم الإرهابيون من أرضهم ومنازلهم إلى المناطق الآمنة معلقة على محافظتهم وقلبهم ينبض بالحنين للعودة إليها عاجلاً غير آجل.
ادلب- الوطن أون لاين