رد مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري على محاولات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا التشويش على إنجازات الجيش بحلب قائلاً: إن «المسرح العبثي وأبطاله من ممثلي جبهة النصرة داخل المجلس (…) لن يحجبوا حقيقة أن أهلنا في حلب استعادوا الأمل بالحياة بعدما حررهم الجيش العربي السوري».
وكشف الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن أمس أن الحكومة السورية طلبت أمس من مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة بدمشق «المساهمة في الجهد الإغاثي الذي تبذله في التخفيف من معاناة السوريين، وأن يقوم باستعمال مخزون الأمم المتحدة في مستودعاتها في حلب وأي مساعدات أخرى تساهم في سد الاحتياجات الأساسية للمواطنين».
وأضاف: إن السلطات الحكومية وافقت للممثل المقيم الذهاب إلى حلب (اليوم) الخميس وسنرى ما ستستطيع الأوتشا (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية) أن تفعل».
وخلال إحاطة قدمها في بداية الجلسة قال دي ميستورا: «نحن على قناعة بأن المساعدة لضمان مغادرة المقاتلين، الذين يعتبرهم المجلس إرهابيين، من شرق حلب يجب أن يتفق عليه جميع الأطراف داخل وخارج سورية»، مشدداً على أن مبادرته لإخراج مقاتلي النصرة «لا زالت مطروحة وإن كان الوضع في الميدان يتطور بسرعة واتضح أن الاقتراح لا يمكن تطبيقه كلياً»!
بدوره شدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين على أن بلاده «تشترط فصل إرهابيي جبهة النصرة عن المعارضة لوقف الأعمال القتالية في حلب».
وفي سياق متصل أفاد المكتب الصحفي للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان هاتفياً الأزمة السورية، بما في ذلك الوضع في حلب، وجاء الاتصال بعد ساعات من محاولة أنقرة التنصل من مواقف أردوغان بعد الضغوط التي مورست عليها، حيث صرح أردوغان أول أمس بأن هدف عملية «درع الفرات» التي يشنها جيشه في الشمال السوري بمساعدة ميليشيات المعارضة المسلحة هو «إنهاء حكم (الرئيس بشار) الأسد الوحشي الذي ينشر إرهاب الدولة»، حسب زعمه، ما دفع مصدر في ديوان الرئاسة التركي أمس، للقول إن تصريح أردوغان «لا ينبغي أن يؤخذ حرفياً»، معرباً عن أمله بأن «يتم تجاوز سوء الفهم هذا مع روسيا المتعلق بهذا التصريح سريعاً».
جاء ذلك بعدما اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف تصريح أردوغان «كلاماً جديداً بالنسبة لنا»، وأضاف بحسب «رويترز»: نأمل أن يزودنا شركاؤنا الأتراك بتفسير ما لهذا الأمر، على حين أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيطرح خلال مباحثاته في تركيا الخميس تصريحات أردوغان بشأن الرئيس الأسد «لتوضيح النوايا والمواقف».
وعقب مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أمس على كلام أردوغان بأن «سورية شعباً وجيشاً وقيادة لن تسمح لهذا الطاغية المتغطرس بالتدخل في شؤونها وستقطع اليد التي تمتد إليها وإذا كانت تحارب الآن أدوات وعملاء هذا الطاغية فإن غدا لناظره قريب».