اقتصاد

الآلاف أمام الصرافات من الكهول المتقاعدين.. بلا حلّ!

سجلت الصرافات على مدى الأيام الماضية حالة عارمة من الازدحام والفوضى، وصلت حداً غير مسبوق، تخللها عدة حالات لمشادات ومشاجرات جراء التسابق في الوصول للصراف

والحصول على المعاش، علماً أن معظم القابعين أمام الصرافات لساعات طويلة للحصول على معاشاتهم هم من المتقاعدين وكبار السن، من الرجال والنساء، فلماذا كل هذا الاختناق أمام الصرافات؟ وكيف يمكن حل هذه المشكلة؟ وما الإجراءات الاستثنائية التي تعمل عليها المصارف المعنية؟
علمت «الوطن» من بعض العاملين في المصرفين العقاري والتجاري أيضاً أن سبب الازدحام هو تأخر صرف رواتب المتقاعدين من المدنيين والعسكريين، وتحويل الاعتمادات.
وفي اتصالات أجرتها «الوطن» مع مديري المصارف العامة المعنية وطرح بعض المقترحات في هذا الخصوص مثل استمرار عمل الصرافات 24 ساعة، وما الإجراءات الاستثنائية التي يتم العمل عليها لحل مشكلة الازدحام الحاصلة أمام الصرافات، بين مدير عام المصرف التجاري علي يوسف أنه تم رفع سقف السحوبات اليومية حتى 70 ألف ليرة ابتداء من اليوم لكل الموطنين رواتبهم ومعاشاتهم لدى المصرف من دون الحاجة لطلبات بذلك، وهو ما يسمح بسحب قيمة أعلى دفعة واحدة من الصراف، وعدم تكرار العودة للصراف لأكثر من مرة.
كما تم التوجيه باستمرار العمل في فروع المصرف التجاري السوري حتى الساعة الرابعة والنصف أيام الدوام الرسمي، بينما تم وضع جدول مناوبات لاستمرار الفروع بالعمل لتأمين تغذية الصرافات خلال أيام العطل القادمة.
وحول الصرافات التي تم توريدها مؤخراً للمصرف التجاري والبالغة نحو 50 صرافاً، بين يوسف أنها قيد التركيب، وتم إدخال عدد جيد منها في الخدمة، بينما يتم التنسيق مع العديد من الجهات العامة لتأمين أماكن جديدة لتركيب الصرافات المتبقية بما يسهم في توزيع هذه الصرافات على مختلف المناطق وتغطية احتياجات المواطنين.

خطة استثنائية!

في المصرف العقاري أكد المدير العام مدين علي أن هناك خطة استثنائية يتم العمل عليها لجهة استنفار عمال التغذية والكادر المعني بصيانة ومتابعة عمل الصرافات، وخاصة في الأماكن التي يشتد فيها الطلب على خدمة الصرافات، وأنه في هذا الخصوص سوف تستمر تغذية الصرافات طوال أيام العطلة القادمة.
وتم التوجيه برفع حجم التغذية للصرافات وتمديد أوقات التغذية، وفي هذا الإطار سيتم تغذية صرافات الصالة الموجودة تحت مبنى الإدارة العامة للمصرف حتى الساعة الخامسة أو السادسة مساءً، وهو ما يسمح بتوفر السيولة في هذه الصرافات لوقت أطول.
وعن الاستمرار بفتح أبواب هذه الصالة وتمكين المراجعين من استخدام الصرافات على مدار الـ24 ساعة، بين المدير العام أنه سيتم بحث هذا الإجراء، منوهاً بأن عملية تركيب الصرافات الجديدة ستبدأ اعتباراً من اليوم «أمس» حيث تم اختبار عدد من هذه الصرافات في صالة المصرف وتم التأكد من سلامة العمل فيها ومطابقتها للمواصفات العقدية المنصوص عليها في عقد التوريد وأنه مع توزيع هذه الصرافات ستحل مساحة مهمة من مشكلة الصرافات حيث تتسع هذه الصرافات لنحو 14 ألف قطعة نقدية بدلاً من 8 آلاف كما هي السعة الحالية للصرافات القديمة العاملة حالياً، كما أنه تم تجاوز بعض الصعوبات الإدارية والفنية لتأمين الصيانة الدورية للصرافات العاملة، مبيناً أن جزءاً من الصرافات بات مهتلكاً ومن غير المجدي إصلاحها وصيانتها.
لكن عدداً من المشكلات الموضوعية مازالت عالقة وتحد من تحسن خدمة الصرافات وبات معظمها معروفاً أهمها محدودية عدد الصرافات مقارنة بحجم الطلب وتعرض الكثير من الصرافات المتوافرة لدى المصرف لحالة عالية من الاهتلاك وعدم توافر قطع الصيانة والإصلاح ويضاف لكل هذا عدم توافر سيارات نقل الأموال المجهزة بعناصر الأمان وكوادر العمل المختصة والمدربة وخاصة أن المصرف يعاني نقصاً واضحاً في كوادره خاصة ممن لديهم الخبرة والقادرين على تكليفهم في مثل مهام تغذية الصرافات.

حيث بيّنت إدارة المصرف العقاري أن عدم وجود عقود سنوية تسمح بتعيين عمال تغذية للصرافات أسهم في نقص هؤلاء العمال لدى المصرف وأن العقود الموسمية لا تفلح في حل هذه المشكلة لأن هؤلاء العمال يحتاجون لفترة تدريب.
مقدراً الاحتياجات الفعلية للكادر المطلوب لتغذية الصرافات الآلية بنحو 40 عاملاً بينما لا يتوافر لدى المصرف منهم سوى 6 عاملين بينما تحتاج تغذية الصرافات لنحو 25 سيارة نقل أموال وهي غير متوافرة رغم العديد من المذكرات والكتب التي جرى تسطيرها حول ذلك.

عبد الهادي شباط

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock