«الإندبندنت»: لا ثورات عربية بعد سورية والجيش السوري يقرر مستقبل البلد
كتب مراسل صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في الشرق الأوسط، روبرت فيسك، «كما أن الغزو الكارثي الأنجلو أمريكي للعراق قد وضع حداً للمغامرات العسكرية الغربية في منطقة الشرق الأوسط، فإن مأساة سورية تضمن أنه لن يكون هناك مزيداً من الثورات العربية».
وفي مقال نشرته «الإندبندنت» بعنوان «مآسي سورية إشارة لنهاية الثورات العربية» بيّن فيسك أن إعادة تنظيم السلطة السياسية أخذت 13 عاماً فقط، مخضبة بالدماء، من عام 2003 وحتى 2016.
وأضاف «روسيا وإيران يقررون الآن مستقبلها». وذكر فيسك أن الجيش السوري لا يزال يعمل بعد خمس سنوات تقريباً من المعركة. مؤكداً أن إرهابيي «النصرة» و«داعش» المحيطة بالقطاع الحكومي في شرق مدينة دير الزور سوف تكون الهدف القادم للجيش السوري بعد استعادة السيطرة على تدمر.
ولكن قبل فترة طويلة من استعادة الرقة «عاصمة داعش» والتي من المحتمل «أن تستعاد بواسطة الأكراد حلفاء واشنطن». وأضاف فيسك في مقاله: «هذا هو الجيش السوري الذي من المرجح أن يقوم بإعادة بناء سورية جديدة عندما تنتهي الحرب.هو بالتأكيد سوف يقرر مستقبل البلاد». واستغرب فيسك من استمرار جهل الزعماء الغربيين لطبيعة الصراع الحقيقي في سورية، وحتى أمراء الحرب الذين يدعموهم.
وضرب مثال على ذلك فرانسوا هولاند، الذي اختار أن يقول للأمم المتحدة في أيلول أنه «على روسيا وإيران إجبار سورية على تحقيق السلام. ونظراً لأنهم على خلاف ذلك، يقفون إلى جانب الحكومة السورية، فإنهم يتحملون مسؤولية الانقسام والفوضى في سورية». وبعد ذلك بشهرين فقط، طالب هولاند نفسه بـ«إجراءات فعّالة ضد جبهة النصرة الإرهابية، على أساس أن داعش يتراجع والنصرة تستفيد من ذلك» متفاخراً بأنه لاحظ تراجع «داعش». وكان ذلك قبل استرداد السيطرة على مدينة تدمر من قبل داعش نفسهم.
ولكن «ربما هولاند وحلفاءه الأوروبيين وواشنطن مسلوبي العقل بسياساتهم الضعيفة والمعيبة تجاه سورية..». لذا نصحهم فيسك بإلقاء نظرة فاحصة على الجيش السوري «الذي معظمه من المسلمين السنة، والذي يقاتل، منذ البداية، خصومه الذين في معظمهم من المسلمين الجهاديين السنة» كما قال فيسك.
وبعد تشكيكه بالإحصائيات المتداولة حول الحرب في سورية، التي كانت مسوغاً لتدخل بعض الدول.. يختم فيسك مقاله بالقول «روسيا في الشرق الأوسط مرة أخرى.وإيران تؤمن نصف دائرة سياسية من طهران- بغداد- دمشق- بيروت. وإذا أرادت دول الخليج العربي أو الأمريكيين التدخل مجدداً، فعليهم التحدث إلى بوتين أو إلى الأسد».
الوطن أون لاين