الجهل قبل الثرثرة!

يتحفنا المؤرخ والموثق الدكتور، سامي المبيض، بلقطات الخبير، ويناقشها مناقشة المدقق فيكشف الحقائق أو ما يقترب من الحقيقة.
اليوم قرأت للدكتور سامي قضية يوسف العظمة وابنته ليلى، وقد عالجها بالتاريخ ليعزز جانبا وطنيا مشرقا عند وزير الحربية الأول يوسف العظمة والذي يعد بحق شهيد الاستقلال الأول، وقد نبه الدكتور المبيض إلى حملة منظمة للإساءة إلى العظمة ووطنيته ودوره!
ويؤلم هذاالأمر حقا، فلمصلحة من تتم الإساءة للرموز الراحلة؟
وماذا نجني عندما نخترع الحكايا؟
لو كانت الحكايا صحيحة ويتم توثيقها فذاك أمر، ولكن أن يتم اختراعها وتوليفها وفي سياق سلبي فهذا أمر مرفوض.
وقد رد الدكتور المبيض الأمر إلى ثرثرات الفيس بوك حيث لارقيب ولاحسيب!
أوافق الدكتور سامي على أن الفيس ووسائل التواصل تملك القدرة على تغيير المفاهيم وتعزيزها، ولكن الأمر يتعلق بالجهل ونسبة الجهل في مجتمعاتنا عالية حتى بين من يحملون الشهادات العليا والألقاب وهذا مايساعد وسائل التواصل.
وأذكر مثالا واحدا لم يكن للفيس فيه من دور، فقد أخبرت الأستاذ وضاح عبدربه رئيس تحرير مجلة “الشهر” في وقت بعيد، أن اللوحة التي وضعت في ساحة يوسف العظمة تذكر أنه مات منتحرا!
وطلب إثارة الموضوع وأثير على صفحات المجلة، وتابعته بعد ذلك د.ناديا خوست في الصحافة الرسمية، مادفع محافظ دمشق يومها، الأستاذ غسان اللحام، لمتابعة الموضوع وتم تغيير اللوحة والتعريف.
عندما أثير الموضوع قال أحد المثقفين: “ما الفرق؟”.
وزاد بأن العظمة ذهب إلى سيران لا معركة!
فالإساءة للرموز باتت ممنهجا، وهناك من يسيء للعلي والقوتلي وهنانو والخراط والأشمر!
لاندعو للتقديس ولكن للتوثيق، ولم يكن التشويه ليحصل لولا الجهل الكبير لدى مثقفينا قبل شبابنا.
شكرا للعلم والتوثيق الذي يزيح الظلم عن القامات التي نحتاجها ولايفيدنا التشكيك بها.
إسماعيل مروة