الجيش يسترد 9 أحياء شرق حلب دفعة واحدة .. وانهيارات دراماتيكية لمسلحيها
حلب- الوطن أونلاين
بسط الجيش العربي السوري نفوذه اليوم الأحد على 9 أحياء دفعة واحدة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، في إنجاز عسكري هو الأضخم من نوعه منذ سيطرة المسلحين عليها قبل أكثر من 4 سنوات، وفي عملية أدت لانهيار تشكيلات الميليشيات المسلحة بشكل دراماتيكي غير متوقع قد يدفعهم لرفع الراية البيضاء في حال استمرار تقدم الجيش، أو المسارعة لفتح قنوات اتصال مع الحكومة السورية لإجراء مصالحة وطنية شاملة هي الأكبر من نوعها على مستوى القطر.
وتمكن الجيش السوري من فرض إيقاع المعركة بحسب مخططاته الهادفة إلى تسريع الانهيار الكامل في صفوف المسلحين، والانكفاء إلى الشطر الجنوبي من حلب وإلى المدينة القديمة التي له حسابات خاصة بالتعامل معها. ولم يعد الجيش بحاجة إلى تقسيم الشطر الشمالي الشرقي من المدينة إلى مربعات أمنية، بسبب استحواذه على معظم أحيائها من دون اتباع تكتيك الحصار الضيق الذي سيتبعه في باقي مناطق سيطرة المسلحين.
واستطاع الجيش خلال ساعات النهار مد نفوذه إلى حي الصاخور الذي يقرب الضفة بين نقطتي سيطرته شمال شرق المدينة وشمال مركزها، إذ تقدمت وحداته من مساكن هنانو التي سيطرت عليها بشكل كامل أمس باتجاه مشتل الصاخور الزراعي ثم مستديرته وجسره الحيوي والحرش الذي يعلوه باتجاه كرم الجبل، حيث تقدمت فيها وحدة أخرى، ولتبقى المسافة التي يقطع فيها الجيش الأحياء الشرقية إلى شطرين نحو 600 متر مع حلول مساء اليوم.
كما تقدمت وحدات الجيش داخل حي الحيدرية المتاخم لمساكن هنانو وحققت فيه تقدماً لافتاً مع تراجع مسلحيه وفرارهم إلى أحياء بعيدة آمنة خصوصاً الشعار، الذي دكت فيه مدفعية الجيش وراجمات صواريخه مراكز وتجمعات جبهة النصرة الإرهابية (جبهة فتح الشام حالياً) على اعتباره مع حي الصاخور المعقل الأبرز لمسلحي النصرة. وليلاً أكد مصدر ميداني لـ “الوطن أونلاين” استكمال الجيش سيطرته على حي الحيدرية كاملاً.
وابتدأ الجيش عمليته العسكرية صباح اليوم باستكمال السيطرة على جميع أجزاء حييي أرض الحمرا وجبل بدرو، ومن الأخير تقدم باتجاه حي الحلوانية الذي اقتحم بعض أقسامه بعد أن وصل إلى طريق مدينة الباب وأوتستراد مطار حلب الدولي، لتصبح المنطقة الواقعة شرقاً حتى مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي تحت سيطرة الجيش من الضفة اليسرى للمسافر من حلب إلى المطار، باستثناء مساكن البحوث العلمية التي وصل الجيش إلى مشارفها من جهة الغرب، فيما يتوجب على الجيش ومن أجل تأمين الضفة اليسرى لطريق المطار من أجل فتحه أمام الرحلات الجوية مد نفوذه إلى باقي حيي الحلوانية والمعصرانية وحي طريق الباب وصولاً لحي الشعار وكرم الجبل.
ومع تسارع تراجع الروح المعنوية للمسلحين إلى الحضيض جراء هزائمهم المدوية، شن الجيش عملية عسكرية باتجاه مستديرة بعيدين القريبة من مدخل المدينة الشمالي الشرقي، وسيطر على المستديرة الإستراتيجية ومعامل الجندول القريبة ثم على حي بعيدين المتاخم لها بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني، قبل أن يتابع تقدمه صوب حي الإنذارات ويستولي عليه ليلاً.
أما في حي بستان الباشا شمال شرق مركز المدينة، فواصل الجيش الذي يستولي على أكثر من 75 بالمئة من الحي تقدمه، بمؤازرة وحدات “حماية الشعب” ذات الأغلبية الكردية، ليسيطر على ما تبقى من الحي الذي يعتبر مصدراً للقذائف، لجهة اعتماد مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للحكومة التركية مقراً لعمليات إطلاق القذائف المتفجرة على أحياء المدينة الآمنة التي تقع تحت سيطرة الجيش وخصوصاً الميدانية والعزيزية والسليمانية.
وتابع الجيش مع “حماية الشعب” التقدم نحو حي الهلك الذي غدا في قبضته خلال فترة قصيرة، ثم تقدم من حي بعيدين باتجاه حي أو منطقة عين التل، وبسط سيطرته عليها كتاسع حي فر المسلحون منه اليوم بعد أن خسروا الكثير من قياداتهم الميدانية وعشرات المسلحين الذين لم يعد بمقدورهم سوى اللجوء إلى عمق الأحياء الشرقية من دون أن يتقوا ضربات وملاحقة الجيش لهم.
وفي أقصى جنوب المدينة، شن الجيش بمساعدة القوات الرديفة عملية عسكرية من قرية عزيزة صوب حي الشيخ لطفي، وهيمن على نقاط عديدة بعد تل الشرطة الذي طرد “النصرة” منه أول من أمس، وليفتح الجيش معركة قد يقوده طريقها نحو قلعة حلب التاريخية التي يسيطر عليها لمنع لجوء المسلحين إلى خيار الاحتماء داخل المدينة القديمة.
وقدرت مصادر في محافظة حلب لـ “الوطن أونلاين” عدد المدنيين الذين لجؤوا من أحياء شرق المدينة وخطوطاً من المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري ومن خطوط الاشتباك والتماس إلى مناطق سيطرة الجيش في الشطر الغربي من المدينة “بأكثر من 3500 مدني” أمن الجيش خروجهم، ووفرت محافظة حلب احتياجاتهم اللازمة وأماكن إيوائهم المعدة لهم سلفاً.
في الغضون، سارع مجلس مدينة حلب والمديرات الخدمية إلى تأهيل البنية التحتية، ومرافق مساكن هنانو التي دمرها المسلحون وإزالة السواتر الترابية من الشوارع وكنسها بغية تشجيع المدنيين على ارتياد مساكنهم، وذلك بعد يوم واحد من السيطرة على الحي وتمشيطه وإزالة الألغام والعبوات الناسفة منه.
ويتوقع أن تستمر عملية الجيش للسيطرة على ما تبقى من حي الحيدرية وحي الشيخ خضر المحاصر والوحيد المتبقي في كتلة أحياء شمال وشمال شرق المدينة قبل فتح معارك السيطرة على أحياء جنوب وجنوب شرق حلب، والتي يتوقع أن تتساقط كأحجار الدومينو كما سقطت شقيقاتها في الشطر المقابل من شرقي المدينة.