الجيش يسيطر على الجزء الشمالي من الأحياء الشرقية .. ويحطم أحلام أردوغان في حلب والباب
حطم الجيش العربي السوري أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمد «سلطنته» العثمانية إلى مدينتي حلب والباب، فأمن حدود الأولى وتقدم باتجاه الثانية، بعدما استكمل سيطرته على الجزء الشمالي من الأحياء الشرقية واستمر بالتقدم في جزئها الجنوبي، بموازاة تقدم وحداته باتجاه مدينة الباب.
وخلال يومين فقط من عمليته العسكرية، استرد الجيش السوري ما تبقى من شمال الأحياء الشرقية والتقت وحداته التي دخلت بوابة المدينة من مساكن هنانو بالوحدات المرابطة بحي سليمان الحلبي في نقطة شكلت عودتها لحضن الشرعية حلماً للحلبيين منذ أكثر من أربع سنوات وهي محطة ضخ مياه الشرب للمدينة التي باشرت عملها أمس بزنود وخبرة أهلها الفعليين، بحسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وأوضح المصدر، أن الجيش سيطر بشكل كامل على القسم الشمالي من الأحياء الشرقية بعد أن أرغم المسلحين على التراجع إلى عمق الأحياء الجنوبية، لتصبح جميع المناطق الواقعة إلى الجهة الشمالية من الطريق العام من مركز المدينة وحتى المطار في عهدته، وهي تشكل نحو نصف مساحة الأحياء الشرقية للمدينة والبالغة 45 كيلو متر مربع.
وأكد المصدر، أن عملية الجيش استمرت باتجاه الأحياء الجنوبية الشرقية من المدينة باقتحام السكن الشبابي في حي المعصرانية الذي سيطر الجيش على أجزاء منه وعلى مساحات واسعة من حي الحلوانية قبل أن يتوغل في حي طريق الباب والسيطرة على مساحات واسعة منه.
وتمكن أمس أكثر من 300 مدني من الخروج عبر حي بستان القصر إلى مناطق سيطرة الجيش في القسم الغربي من المدينة ليرتفع عدد السكان الذين استطاعوا الخروج إلى أكثر من 6 آلاف شخص، وفرت محافظة حلب احتياجاتهم وأماكن إقامتهم المؤقتة بشكل فوري، وفق مصدر في المحافظة لـ«الوطن».
في سياق متصل ترأس وزير الداخلية اللواء محمد الشعار اجتماعاً مع ضباط وعناصر قيادة شرطة المحافظة أكد فيه أنه سيتم تفعيل كل الوحدات الشرطية وإحداث أخرى جديدة في المناطق التي تم تطهيرها من التنظيمات الإرهابية في أحياء حلب لتعزيز الأمن والاستقرار ومنع التعديات على الأملاك العامة والخاصة وتأمين عودة الأهالي إليها.
بدوره دعا وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف خلال اجتماع اللجنة الفرعية للإغاثة بحلب أمس المعنيين بالمحافظة إلى تقديم جميع التسهيلات والمساعدات للمواطنين من خلال العمل المتواصل والمنظم للجنة الإغاثة لإيجاد مراكز جديدة للإقامة المؤقتة وتخديمها بوسائل النقل وتجهيز المدارس وصيانتها وتزويدها بالمستلزمات المدرسية وتوزيع السلات الغذائية على المحتاجين.
في الأثناء أكد خبراء عسكريون متابعون لعمليات الجيش السوري العسكرية في حلب وفي محيط الباب تحدثت إليهم «الوطن» أن الجيش تمكن وعبر تكتيك بارع وإستراتيجية محكمة من تطويق مساعي الجيش التركي الرامية إلى فتح ثغرة من طريق الباب باتجاه حلب لدغدغة أحلام مسلحيها بأنه قد «يغامر» بكسر الحصار المفروض عليهم ووقف مسلسل انهياراتهم والحؤول دون رفعهم الراية البيضاء قريباً، فسارع الجيش إلى استرداد الأحياء الشمالية من شرق حلب والمواجهة للريف الشمالي الشرقي الذي قد يشكل بوابة عبور للأتراك باتجاه عاصمة الشمال السوري.
من جانبها كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في مقال نشر أول من أمس عن انخراط وزير الخارجية الأميركي جون كيري في سباق محموم يحاول من خلاله عقد اتفاق مع روسيا قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مدفوعا بخوفه من قيام الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بعقد اتفاق مختلف مع موسكو تتخلى واشنطن بموجبه عن الإرهابيين الذين تعتبرهم إدارة باراك أوباما «معارضة معتدلة».