الحكومة اللبنانية تراوح وقبلان: لن نقبل بإلغاء طائفة بعصا أميركية وجزرة فرنسية
ندد المفتي الجعفري في لبنان، الشيخ أحمد قبلان، اليوم الأحد، بمحاولات البعض إقصاء تيار المقاومة من تشكيلة الحكومة الجديدة، مشدداً على أنه «لن نقبل بإلغاء طائفة بأمها وأبيها، بعصا أميركية وجزرة فرنسية».
وقال قبلان حسب «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية: إن «الحكومة ليست ملكاً لشخص والبلد ليس حكراً على أحد، والنظام السياسي حتماً فاشل، والتطوير حتماً ضروري، وزمن العشرين انتهى، وما نطالب به سببه صيغتكم الطائفية التي أسس لها من مضى بصيغته الطائفية، والتي ما زلتم مصرين عليها، وأنتم بالخيار بين دولة مدنية للجميع أو دولة طوائف تتقاسم الدولة والناس، والشجاع الشجاع من يمشي بخيار الدولة المدنية بصيغة المواطن لا الطوائف».
وأضاف: «ما دامت الحصص على الطائفة، فإننا نحكّم بيننا وبينكم مبدأ المعاملة بالمثل، ولن نقبل بإلغاء طائفة بأمها وأبيها، بخلفية عصا أميركية وجزرة فرنسية».
وتابع: «لذلك لن نسير أبداً في لعبة القتل الدولية أو الإقليمية أو المحلية، ولن نسمح لهذا البلد أن يكون ضحية أحقاد أو فخوخ»، مشدداً على أن السلاح الذي ترموه طوال هذه الأيام هو الذي حرر هذا البلد وأمن سيادته وأعاده إلى الخريطة، وما زال يفعل ذلك ضماناً للبنان واللبنانيين.
وقال قبلان موجهاً كلامه إلى الرئيس المكلف مصطفى أديب: «البلد والمنطقة جمر تحت الرماد، ولذلك لا تلعبوا بالتوازنات، ولا تزيدوا أزمات هذا البلد لهيباً، لأن ما يجري في لبنان سببه حرب العالم في المنطقة، فيما واشنطن تخوض حرب أمركة لبنان وتهويده، وبهذا السياق تحارب لبنان وتعمل على تفخيخه من الداخل على قاعدة المال مقابل الاستسلام».
وأكد قبلان أن خيار اللبنانيين هو «لا استسلام حتى لو اجتمع العالم على حصارنا ما دام موقفنا يرتكز على صميم مصلحة لبنان بكل طوائفه ومناطقه ومفهوم سيادته الحر والآمن».
وجاء كلام قبلان في وقت تظهر مواقف لتيارات لبنانية ومحاولات تهميش لتيار المقاومة ضمن تشكيلة الحكومة الجديدة التي يتواصل حتى الآن الفشل في تحقيق أي اختراق باتجاه اطلاقها.
بدوره قال النائب جميل السيد اليوم، تعليقاً على بيان لرؤساء الحكومات السابقين حسب موقع «النشرة»: إن «على رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب التمسك بصلاحياته كاملة بتأليف الحكومة بأسرع وقت بالتشاور مع الرئيس وفقاً للدستور، أنتم الأربعة حكمتم ١٤ سنة واشتركتم المحاصصة والفساد مع غيركم، دعستم الدستور، واستغرق تشكيل حكوماتكم عدة أشهر، وتطالبون أديب بعكس ما فعلتم! منافقون».
ودعت فرنسا أمس القوى السياسية اللبنانية إلى «تحمل مسؤولياتها» وتشكيل حكومة جديدة برئاسة أديب «دون أي تأخير»، رغم أن المهلة التي التزم بها السياسيون اللبنانيون لتنفيذ مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل الحكومة انتهت في 15 أيلول الجاري.
وقدم «التيار الوطني الحر» الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس اقتراحاً لإنهاء الخلاف الذي يعرقل تشكيل الحكومة.
ويتضمن الاقتراح إسناد الوزارات الرئيسية إلى طوائف أصغر في البلد الذي يتقاسم فيه المسلمون والمسيحيون السلطة.
وفي سياق متصل دعت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها اليوم لبنان إلى «الإسراع بتشكيل حكومة على أسس دستورية»، مشيرة إلى «ضرورة نأي لبنان عن الصراعات الإقليمية الحاصلة في المنطقة».
«وكالات»