مقالات وآراء

الدراما السورية والقضايا

حفلت الدراما السورية منذ انطلاقتها بالقضايا والمقولات، من حارة القصر إلى أسعد الوراق وإلى عزالدين القسام. وحتى في الأعمال الاجتماعية عالجت الدراما السورية المجتمع ومشكلاته، فكانت خصوصيتها من موضوعاتها ومقولاتها، إضافة إلى الفضاء الخارجي الذي اقترب من الواقع وألغى الاستديو.

المهم أن الدراما السورية أثبتت خصوصيتها وشخصيتها، وحين انطلق السوريون خارج سورية لبراعتهم أوبسبب ظروف الحرب بدأت الأصوات تتعالى في الحديث عن ضياع الخصوصية. وبعض المتضررين صاروا ينعون الدراما السورية! ويضعونها أمام تحديات حقيقية أو افتراضية، وهذا كله يستحق النقاش، لكن ما لا شك فيه هو أن الإبداع لامكان له. والإبداع من غاياته تجاوز المحلية إلى الإقليمية والعالمية.

والذي لا شك فيه أن الدراما صناعة والعاملين فيها رسل بلادهم للعالم.
فبدل أن ننعى على الفنانين والكتاب والمخرجين عملهم الخارجي، فلنؤمن لهم العمل الجيد، ولنحقق شروط العمل الصحية داخل سورية وخارجها ولنجعلهم رسل صناعة الدرما ورسل القضايا السورية الواقعية.
شئنا أم أبينا عالم الإبداع مفتوح على مصاريعه الكبيرة، ولن يحسن بنا أن نمضي الحياة في اللوم، فلن يجدي الانغلاق، ولن يفيدنا الانغلاق.. وعلينا ألا نمارس الانغلاق الأيديولوجي في إبداعنا.

يسمو الإبداع كلما تبادله المبدعون وبالتثاقف بين المبدعين والبلدان.
ستنتهي الظروف وربما استفدنا من أسس الصناعة الإبداعية، وخرجنا من واقع غير إبداعي نشكو منه دوماً.
هذا يتكلم
ذاك يتسقط
وثالث ينتقد
ورابع ينتقص
قلما نجد تقويماً حقيقياً يبتعد عن الغايات الآنية!!

إسماعيل مروة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock