الرئيس الأسد لـ”الوطن” : أنا على تواصل مع المجتمع السوري بكل شرائحه.. وقبل أن أكون رئيساً
الوطن: سيدي الرئيس، منذ بداية الحرب كل من زاركم، وأعني منذ اليوم الأول، استمد منكم شعور النصر ولو بعد حين، حتى في أصعب الأوقات كنتم على الدوام متفائلين، من أين ولد لديكم هذا الشعور وهذه الثقة، وأنتم تتعرضون لعدوان من كبريات دول العالم؟
أولاً: أنا على تواصل مع المجتمع السوري بكل شرائحه، دائماً ومنذ زمن طويل، وقبل أن أكون رئيساً وقبل الحرب وبعدها، لم يتوقف هذا التواصل، فأنا اعتدت على التواصل مع الناس، وهذا يعطيك صورة مذهلة فعلاً من الصمود، من التمسك بالوطن، من الرغبة بالحياة واستمراريتها، يعطيك حالة تشكل وقاية لك من التأثر بأي حالة إحباط، لذلك فعلاً أنا لم أصل في كل مراحل الأزمة ولا للحظة لحالة الإحباط، والفضل في ذلك يعود للشعب السوري بمختلف شرائحه، فعندما نذكر الاقتصاد والرغبة في إدارة عجلته، هذا جزء من الصمود، عندما تتحدث عن موظف يذهب إلى عمله، ومدرّس يذهب إلى المدرسة، وعامل كهرباء يستشهد أثناء تأديته لعمله، هذه حالات صمود عظيمة.. من جانب آخر أنا كنت أُميز بدقة فعلاً منذ الأيام الأولى ما بين الحملة الوهمية والواقع، كثيرون ربما لم يتمكنوا من التمييز، وأثّر الواقع الافتراضي الذي خلقه الإعلام الأجنبي والعربي العميل، أثّر على رؤية كثير من السوريين، أنا شخصياً قمت منذ البداية بالتعامل مع الواقع فقط، ولم أتأثر بهذه الحالة. نقطة ثالثة وهي أنك عندما تقوم بالدفاع عن وطنك لا تملك خياراً آخر، إما النصر وإما انتهاء الوطن، فليس هناك خيار بين نصر وهزيمة، القضية ليست شخصية. بالنسبة للآخرين قد يعني الأمر هزيمة رئيس أو عدمه، هزيمة حكومة أو عدمها لكن بالنسبة لي، القضية ليست قضية هزيمة بل سقوط وطن، تدمير وطن، تفتت وطن… كل هذه الأسباب تدفعك فقط باتجاه واحد هو أن تشعر دائماً أنك ستذهب باتجاه النصر.
المسؤول والواقع
الوطن: قبل الأزمة كنتم باستمرار تلتقون شخصيات من الشعب السوري من مختلف الفئات، هل ما زلتم تفعلون ذلك اليوم؟
طبعاً أكثر من قبل، لأنني بحاجة لهذا الموضوع أكثر من قبل، أنا مبدئي الأساسي عندما أتيت إلى الرئاسة هو أن المسؤول يجب ألا يكون رهينة للتقارير، لأن قرارته تصبح رهينة لهذه التقارير، يجب أن يتواصل مع الواقع، صحيح أن المواطن على المستوى الفردي ليس بالضرورة أن يكون لديه المعلومات والمعطيات الكافية، وليس بالضرورة أن يكون لديه الرؤية الشاملة، فهو يرى زوايا يعيش فيها داخل مجتمعه، ولكن عندما ترى مختلف الشرائح من المواطنين فتتشكل لديك الصورة الحقيقية البانورامية عن الواقع الذي يجب أن تتعامل معه، لذلك في الحرب أنت بحاجة أكثر لهذه اللقاءات من قبل الحرب.
الوطن أون لاين