الكبار.. الكبار يا سادة!!
بين الفينة والأخرى تهبُّ الجهات المعنية، وتشن حملات على باعة المعونات الإغاثية، وأصحاب بسطات بيع الفروج المثلَّج المهرب من تركيا، وتستقوي عليهم بالقانون – ونحن معها في ذلك – في الوقت الذي تغضُّ فيه الطرف عن الكبار الكبار الذين يتاجرون بتلك المواد ويُدخلون الفروج المهرب للبلد من ريف حماة الشمالي، وهم معروفون بالاسم لها، ويمارسون أعمالهم وتجارتهم الرابحة على الملأ، ومن دون أي وجل أو خوف أو حساب لأحد!!
وباعتقادنا، ليست تلك الحملات سوى ذرٍّ للرماد في العيون، وليست أكثر من همروجة إعلامية أو هوشة مؤقتة، لا تؤدي أي هدف ولا تحقق أي غاية تفيد البلد واقتصاده!!
فإذا كانت تلك الجهات حريصة فعلا على قمع التهريب والقضاء على المهربين، وعلى المتاجرين بالمواد الإغاثية، يجب عليها الضرب بيد من حديد على رؤوس المهربين الكبار الكبار، فعندما تضع حدَّاً لهؤلاء لن ترى أولئك الصغار الدراويش على قارعة الأرصفة والشوارع.
وعندها تكون حملاتها حقيقية وتؤدي الغرض المطلوب، وتحقق الغاية المنشودة، وتشعر الناس أن القانون يطول الجميع ولا يستثني أحداً، وأنه يُطبَّق على الكبير قبل الصغير وعلى القوي قبل الضعيف، وعلى المدعوم قبل المنتوف!!
فمعظم أصحاب البسطات التي تبيع المواد الغذائية الإغاثية والفروج التركي المهرَّب، هم من الفقراء والمهجرين والوافدين من مناطقهم الساخنة إلى المدن الآمنة، ويعيلون أسراً، ويسددون أجور منازل كاوية، ويعيشون بأقل كلفة ممكنة، بمعنى آخر أنهم تحت خط الفقر!!
بينما الذين يسرحون ويمرحون ويلعبون فوق كل الخطوط وعليها، لا يدنو منهم أحد ولا يسألهم ولو مجرد سؤال عمَّا يفعلون!!
محمد أحمد خبازي