المعارك في قره باغ تتواصل.. وبوتين: روسيا مستعدة للوفاء بالتزاماتها أمام أرمينيا
أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، استعداد بلاده للوفاء بالتزاماتها أمام أرمينيا كحليف في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، مشيراً إلى أن الأعمال القتالية الآن لا تجري على أراضيها، في إشارة إلى المعارك الجارية في إقليم قره باغ بين القوات الأرمينية والجيش الأذربيجاني.
وقال الرئيس الروسي في حوار مع القناة الروسية الأولى، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن «أرمينيا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولدينا التزامات معينة تجاه أرمينيا في إطار هذه المعاهد»، وأضاف: «للأسف الشديد العمليات القتالية لا تزال مستمرة، وهي لا تدور على أراضي أرمينيا».
وأوضح الرئيس بوتين أنه «فيما يتعلق بتنفيذ روسيا لالتزاماتها بموجب المعاهدة لقد أوفينا دائماً ونفي وسنواصل الوفاء بالتزاماتنا»، مضيفاً: «أنا على اتصال دائم مع رئيس وزراء أرمينيا، وليس لدى أرمينيا أي أسئلة حول مدى وفاء روسيا بالتزامات الحلفاء».
وأعرب الرئيس بوتين عن أمله في أن ينتهي هذا الصراع في أقرب وقت، وجدد دعوته لطرفي الصراع إلى وقف الأعمال القتالية.
يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المعارك في الإقليم وتزداد وتيرتها، حيث نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزارة الدفاع في ناغورني قاه باغ قولها اليوم: إن 40 آخرين من جنودها قتلوا، مما يرفع عدد القتلى في صفوفهم إلى 280 منذ اندلاع القتال مع القوات الأذربيجانية في 27 أيلول.
وبدورها أعلنت قيادة القوات الأرمينيّة في الإقليم بدء هجوم مضاد في شمال خط التماس مع الجيش الأذربيجاني، بعد أن تعرضت مدينة ستيباناكرت، عاصمة الإقليم، إلى قصف طوال ليل الثلاثاء والأربعاء، ودوت صفارات الإنذار في المدينة، الغارقة في ظلام شبه كامل، في فترات متقطعة كل ساعة تقريباً.
وأشارت تقارير إلى وقوع انفجارات قوية لم يتسن تحديد طبيعتها بدقة، وما إذا كانت صواريخ أو مدفعية أو قصفاً جوياً.
وقال أحد السكان حسب وكالة «فرانس برس»: إنها ليلة القصف الأعنف منذ نهاية الأسبوع منذ أن بدأت القوات الأذربيجانية استهداف ستيباناكرت، التي يقطنها 55 ألف نسمة.
وأفاد مسؤولون في الإقليم بأن نصف سكان قره باغ نزحوا منذ اندلاع المعارك العنيفة في المنطقة قبل أكثر من أسبوع.
وقال المسؤول المكلف ملف حقوق المدنيين في أوقات الحرب في قره باغ: إنه «بحسب تقديراتنا الأولية، نزح نحو 50 بالمئة من سكان الإقليم و90 بالمئة من النساء والأطفال، أي ما يعادل نحو 70 إلى 75 ألف شخص».
أما رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، فقال: إن بلاده تواجه ما يصل إلى حد «الهجوم الإرهابي» من أذربيجان وتركيا، موضحاً في حديث لشبكة «سكاي نيوز»، أن ما تفعله تركيا في ناغورني قره باغ «جزء من استمرار الإبادة الجماعية للأرمن، ومحاولة لإعادة الإمبراطورية العثمانية».
وسبق لرئيس وزراء أرمينيا أن اتهم النظام التركي الجمعة «بالتقدم مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية»، مشيراً إلى أن جيش النظام التركي يقود بشكل مباشر هجوماً لقوات أذربيجان على القوات الأرمينية حول الإقليم.
«وكالات»