أكد وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، اليوم السبت، أن سورية لا يمكن أن تقبل بأن تشكل مناطق تخفيف التوتر مساساً بمبدأ وحدة التراب السوري، مشدداً على أن أي حل في سورية يجب أن يراعي الثوابت الوطنية التي تشكل خطا أحمر لجميع السوريين.
وأضاف المعلم، خلال كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “سورية مصممة أكثر من أي وقت مضى على اجتثاث الإرهاب من كل بقعة على أراضيها”، لافتاً إلى أن “بعض الدول توهمت أن الإرهاب يمكن أن يكون أداة لتنفيذ غاياتها”.
وأشار المعلم إلى أنه “على الجميع أن يدرك أن الإرهاب سيبقى داء سرطانيا ينخر في جسد العالم طالما لم تتوفر الرغبة الصادقة بمحاربته من خلال العمل الجماعي”.
وحول المصالحات الوطنية قال المعلم إن “المصالحات هي الوسيلة الأنجع لعودة الحياة الطبيعية إلى ربوع سورية”، منوهاً بجدية سورية في إنجاح مساري أستانا وجنيف.
وفيما يخص مناطق تخفيف التوتر بيّن المعلم أن “سورية إذ تؤكد التزامها بما جاء في مذكرة مناطق تخفيف التوتر فإنها في الوقت ذاته تحتفظ بنفسها بحق الرد على أي خرق من جانب الطرف الآخر”، مؤكداً أن الثوابت الوطنية تقوم أساسا على “أن لا مكان للإرهاب على أي جزء من الأرض السورية والحفاظ على وحدتها ورفض أي تدخل خارجي في القرارات السياسية المتعلقة بمستقبل سورية”.
وحول التدخل الإسرائيلي في الحرب على سورية قال المعلم إن “إسرائيل” قدمت مختلف أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية التكفيرية من مال وعتاد وسلاح ووسائل اتصال وقصفت مواقع الجيش السوري خدمة للمشروع الإرهابي، مشيراً إلى أن الدعم الإسرائيلي غير المحدود للإرهابيين لم يكن مفاجئا ولا مستغربا فالمصلحة مشتركة والهدف واحد.
وأوضح المعلم أن الجماعات الإرهابية استهدفت الدفاعات الجوية المخصصة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشدداً في الوقت نفسه على أنه لا يمكن للأزمة في سورية أن “تحيدنا عن حقنا في استعادة الجولان المحتل كاملا ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم”.
وقال وزير الخارجية إن “أي وجود لقوات أجنبية على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة يعتبر احتلالا وعدوانا سافرا وخرقا فاضحا للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة”، لافتاً إلى أن “التحالف الدولي” قتل من المواطنين السوريين أضعاف ما قتل من الإرهابيين ودمر البنية التحتية و استخدم الأسلحة المحرمة دولياً.
وختم المعلم كلمته بالحديث عن نجاحات الجيش العربي السوري الذي حقق انتصارات كبيرة بمساعدة الحلفاء وتمكن من تطهير مناطق كبيرة في البادية وصولا لفك الحصار عن دير الزور، مؤكداً أن سورية “ماضية نحو وأد الإرهاب وما تحرير حلب وتدمر.. إلا دليل على أن بشائر النصر أضحت قريبة”.