المهنة انتعشت بعد انكفاء ١٤ سنة.. مسحراتية حلب: حان وقت تحصيل الإكرامية التي تزيد عن مليوني ليرة

انتعشت مهنة “المسحراتية” في شهر رمضان الجاري بمدينة حلب، بعد انكفاء ١٤ سنة طال الأحياء التي كان يسيطر عليها النظام البائد، ما انعكس على زيادة إعداد المشتغلين بالمهنة، التي توفر دخلاً موسمياً جيداً لهم.
وعمد “المسحراتية” في العشر الأخير من شهر الصوم إلى تحصيل “الإكرامية” من سكان الأحياء التي عكفوا على المداومة فيها عبر نشاطهم المحبب إلى قلوب الصائمين، وكتقليد اجتماعي له أثره في نفوس سكان المدينة.
وعلى الرغم من ابتغاء الحاجة إلى إيقاظ النائمين وقت السحر، إلا أن طقس “المسحراتي” بطبلته المعهودة والعبارات الدينية التي يرددها، ظلت محبذة لدى شريحة كبيرة من الأهالي الذين ارتبطت ذاكرتهم بالإرث الحضاري والاجتماعي السائد في حلب كمدينة محافظة تضم عدد كبير من الأحياء الشعبية.
وأفاد قاطنون في حي الفرقان الراقي غرب المدينة لـ “الوطن اون لاين” أن العديد من “المسحراتية” المزعومين، بدأوا في العشر الأول من الشهر الفضيل بقرع أبوابهم لتحصيل الإكرامية في وقت مبكر من شهر رمضان، خلافاً للعرف السائد، الذي يقضي بالحصول عليها في الأيام الأخيرة منه، الأمر الذي دفع الأهالي إلى صدّ هؤلاء وردعهم، بعدما تبين أن بعضهم من النشء الجديد الذين يسعون إلى جمع النقود بطريقة غير شرعية.
في المقابل، واظب “المسحراتية” الحقيقيين بجمع إكرامية تأديتهم لمهامهم المنوطة بهم من إيقاظ النائمين على صوت الطبلة وبعبارات مثل: “يا نايم وحّد الدايم” و”فيقوا ع السحور وصلوا ع الرسول”.
وفيما أفصح أحدهم لـ “الوطن اون لاين” أن قيمة “أتعابه” كمسحراتي طوال شهر الصوم تتراوح بين ٥٠٠٠ و١٠٠٠٠ ليرة سورية من العائلة الواحدة، وبالتالي، يفوق اجماليها عن مليوني ليرة، كما هو متوقع، قدر عدد المسحراتية في حلب بأكثر من ١٠٠٠ مسحراتي، معظمهم دخيلين على المهنة بعد أن كادت تنقرض في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن المسحراتية الجدد يفضلون أحياء غرب المدينة الثرية، لتعدد طوابق أبنيتها ومقدرة ساكتيها على دفع مبالغ مالية أكبر للإكراميات.
الوطن أون لاين- خالد زنكلو