واصلت «جبهة النصرة» وحلفاؤها فيما يسمى «هيئة تحرير الشام» حملة تصفية «أشقائها» من التنظيمات الإرهابية في آخر منطقة لـ«خفض التصعيد» بإشراف ودعم تركي لتبييض صفحتها أمام الدول الغربية في مسعى لإزالة اسمها من قائمة التنظيمات الإرهابية لمجلس الأمن الدولي.
فبعد تقليم أظفار تنظيم «حراس الدين» الإرهابي وحل غرفة عمليات «فاثبتوا» التي يقودها واعتقال قياديين لديه وطرده من نقاط سيطرته في سهل الغاب الشمالي الغربي ومحيط جسر الشغور نهاية الشهر الماضي، عمدت «النصرة» إلى مداهمة البلدات التي تشكل معاقل لـ«حزب التحرير الإسلامي» واعتقال قيادييه ومنتسبيه لإزاحته من المشهد العسكري في «خفض التصعيد» للاستفراد بإدارته ومن واجهة التنظيمات المتشددة التي تطالب بتطبيق «الخلافة» الإسلامية بقوة السلاح.
وبينت مصادر أهلية في حارم وسلقين ودركوش، البلدات الحدودية المتاخمة للواء إسكندرون السليب مع تركيا في إدلب، لـ«الوطن»، أن «النصرة» شنت حملة اعتقالات في صفوف إرهابيين غير سوريين تابعين أو محسوبين على «حزب التحرير الإسلامي» واحتجزت أكثر من ١٠ منهم إضافة إلى أكثر من ٢٥ من منتسبي الحزب بعد مداهمة مقاره ومنازلهم، وذلك بعد يوم من اعتقال نحو ٥٠ إرهابياً من الحزب في بلدة أطمة الحدودية شمال إدلب.
وتوقعت المصادر استمرار حملة الدهم في جميع القرى والبلدات التي ينتشر وينشط فيها «التحرير الإسلامي» في ريفي إدلب الشمالي والغربي، وخصوصاً في خربة الجوز التي تحوي معبراً غير شرعي قرب جسر الشغور، وأن تطول الحملة ريف حلب الغربي كما في الدانا وسرمدا ودير حسان وكفر تعال.
مصادر إعلامية مقربة من «النصرة»، أوضحت لـ«الوطن»، أن سبب قيام «النصرة» بتصفية «حزب التحرير»، غير مرتبط بانتقاده الدائم لها حيال الضرائب التي تفرضها في مناطق هيمنتها وعدم اعترافه بحكومتها المسماة «الإنقاذ» ولا رفضه لفتح الطريق الدولي حلب اللاذقية المعروفة بـ«M4» والاتفاقات الروسية التركية الخاصة بها ولا حتى أنشطته الدعوية ونشراته التي تحث على إقامة «الخلافة» الإسلامية، بل لعدائه الظاهر ضد النظام التركي ومناهضته ودعوته لطرد نقاط المراقبة التركية في إدلب.
وعزا المصدر حملة «النصرة» ضد «التحرير الإسلامي»، في مثل هذا التوقيت، إلى تفجير سيارة مفخخة بنقطة المراقبة التركية في قرية سلة الزهور شرقي جسر الشغور على «M4» أول من أمس، التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود الأتراك ولم تتبنّ العملية أي جهة، ولفت إلى أن حملات تحريض الحزب قد لعبت دوراً في استهداف النقطة التركية التي قد يتكرر مستقبلاً.
وعلى الفور، غمز محمد علوش، رئيس المكتب السياسي الخارجي سابقاً في ميليشيا «جيش الإسلام» من قناة زعيم «النصرة» الملقب بـ«أبو محمد الجولاني»، وقال على قناته في «تليغرام»: «الجولاني ينقلب على حزب التحرير الذي طالما صفق له ونافق لجبهته ودعمه الجولاني لتكفير الفصائل وتضليلها، الجولاني الذي يقدم التنازلات بالجملة ليرضى عنه الغرب، ليس بعيداً أن نراه قريباً يقود هيئة التغيير الديمقراطي، المهم أن يبقى على الكرسي، الحقيقة أنا شامت بحزب التحرير وبالوقت نفسه مسرور لأن ما ذكرته سابقاً عن الجولاني البراغماتي يتم تنفيذه خطوة خطوة»، في إشارة إلى تودده وتقربه من الغرب بمبادرة ومساعي من النظام التركي.
حلب – خالد زنكلو- «الوطن»