أكدت معلومات متقاطعة من مصادر أهلية وأخرى معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة في إدلب وريف حلب الشمالي أن الجيش التركي سيعتمد في توغله داخل محافظة إدلب على ميليشيات «درع الفرات» مع توفير غطاء ناري جوي وبري لها وقد يضطر إلى الاستعانة بقوات النخبة لديه كرأس حربة لتأمين ممرات تقدم للميليشيات في بعض محاور التدخل الحدودية، على حين تتكفل هي بالوصول إلى عمق المحافظة وخصوصاً إلى إدلب المدينة وجبل الأربعين في أريحا.
ورجحت المصادر أن تنسحب جبهة النصرة، واجهة ما تبقى من «هيئة تحرير الشام» بعد الانشقاقات التي طالت صفوفها، أمام تقدم الجيش التركي وميليشياته من دون قتال في معظم معاقلها الرئيسة وأن تجري اشتباكات محدودة في بعض الجيوب التي تضم مقاتلين عرباً وأجانب يرفضون تنفيذ السيناريو المتفق عليه سلفاً مع أنقرة، على أن يقود خطوط الانسحاب إلى ريف إدلب الشرقي الذي سيشكل معقل فرع تنظيم القاعدة الأخير في المحافظة التي ثبت دخولها منطقة رابعة من مناطق «خفض التوتر» بموجب مقررات الجولة السادسة من مفاوضات «أستانا 6» التي اختتمت أعمالها الجمعة الماضية.
وقالت المصادر: إن أنقرة ستستنسخ «درع فرات» جديدة في إدلب على حين يظل دور الميليشيات التابعة لها داخل المحافظة، وخصوصاً «حركة أحرار الشام الإسلامية» وميليشيات «الجيش الحر»، مجهولاً لجهة المشاركة في العمليات القتالية، بغية تجنيبها بطش «النصرة»، إلا أنه من المرجح قيامها بعمليات محدودة مع بداية العملية في مناطق معينة كما في محيط قرى وبلدات جبل الزاوية وسهل الغاب الشمالي الغربي حيث مناطق سيطرتها.
وأوضحت المصادر أن الاستعدادات ما زالت جارية في صفوف «درع الفرات» شمال وشمال شرق حلب لتجهيز من 3 إلى 4 آلاف مسلح انتقوا بعناية من المناوئين لـ«النصرة» خلال معسكر تدريب لفترة قصيرة، ولفتت إلى عملية نقلهم عبر «بوابة السلامة» في إعزاز إلى داخل الأراضي التركية فالحدود الإدارية لإدلب ستستغرق أياماً بالتوازي مع الحشود والتعزيزات التركية التي تصل إلى الحدود.
وتوقعت المصادر أن تنطلق العملية العسكرية في محاور عديدة بعد أسبوعين وأن تركز مع بداية انطلاقتها على السيطرة على المعابر الحدودية ولاسيما في باب الهوى وأطمة، وأن يتم انتزاع بلدة سرمدا الحدودية من جبهة النصرة أولاً، نظراً لأهميتها بالتزامن مع السيطرة على المناطق الحدودية بمؤازرة «الحزب الإسلامي التركستاني» الموالي لأنقرة وحليف «النصرة» سابقاً والذي نقل إليها، أما التوغل داخل مدن حارم ودركوش وسلقين الحدوديات فسيتم من بلدة الريحانية التركية القريبة ومن الثغرات التي سيحدثها الجيش التركي داخل الجدار المقام في المنطقة من جهة لواء إسكندرون (ولاية هاتاي).
وأضافت: إن التقدم السريع لـ«درع الفرات» يرسم له أن يجري باتجاه مدينة إدلب مركز المحافظة، لما لها من أهمية عسكرية ورمزية، ثم منها إلى مدينة أريحا المجاورة جنوباً حيث جبل الأربعين ذو الموقع الإستراتيجي (775 متراً فوق سطح البحر) والمجاور لمناطق هيمنة جبهة النصرة في جبل الزاوية، بينما سيتأخر التقدم من دركوش باتجاه مدينة جسر الشغور فمعبر خربة الجوز غربي المحافظة، إلى نهاية العملية العسكرية بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية واعتبارها من أهم معاقل «النصرة».
حلب- إدلب- الوطن