بلد نظيف
سفارة كوريا الديمقراطية الشعبية بدمشق
من المعروف للجميع أن العالم أجمع يتلوث حالياً بفيروس المرض المُعدي الرهيب، ولكن كوريا الاشتراكية الواقعة في الشرق تبقى بلداً نظيفاً لم يشهد أي حالة من حالات الإصابة به وأي ضحية من الضحايا الناجمة عنه، رغم كونها محاطة بالبلدان التي تتعرض لأضرار فادحة بسبب هذا المرض، ما يتيح للمجتمع الدولي أن يعرف حقيقة هذا البلد من خلال ذلك الواقع المدهش.
تجدر الإشارة أولاً إلى السياسة الصحية التقدمية التي يمارسها هذا البلد، فليس مصادفة على الإطلاق أن يتمكن هذا البلد من النجاح في مواجهة هذا المرض الوبائي الخطير الذي يشمل العالم، إذ أقيم فيه منذ فترة طويلة نظام الطب الوقائي الوطني لمنع الوبائيات وسائر الأمراض بشتى أنواعها.
وعلى الأخص، بدأ هذا البلد بتطبيق نظام العلاج المجاني العام في زمن الحرب الضروس التي اندلعت في الخمسينيات من القرن الماضي، واستطاع القضاء على الملاريا والأمراض المعدية التي يسببها مختلف أنواع الأسلحة الجرثومية عبر إقامة النظام الوقائي الصارم أثناء تلك الحرب، حتى أصبحت له خبرات في هذا المجال.
كما تأسست في كل أنحاء البلاد المستوصفات والمستشفيات، وتجري دائماً أعمال مداواة أمراض السكان والوقاية منها. وبموجب نظام التخصص الطبي الفعال لكل منطقة يتم تسجيل جميع السكان القاطنين فيها من دون استثناء وتسير أعمال فحصهم ومعاينتهم الطبية وعلاج أمراضهم والوقاية منها بانتظام وببعد نظر. ونتيجة لذلك لم يطرق هذا البلد أي مرض مُعد حين كان وباء الالتهاب التنفسي الحاد غير النمطي (سارس) يكتسح العالم في الفترة الماضية، وهو ما يدل على مدى رسوخ النظام الوقائي المتبع في هذا البلد.
وما يلفت النظر خاصة في العمل الوقائي الكوري بصيرة قيادة هذا البلد وقدرتها الإرشادية البارعة.
في الفترة الأولى من وقوع المرض المُعدي بفيروس كورونا الحديث، استشفّت كوريا الاشتراكية حزباً وحكومة عواقب خطيرة ستنجم عن تفشيه، وما لبثت أن اتخذت بحزم تدابير استباقية وشاملة لمكافحته بوصفها إجراءات طارئة للدولة، وهذه تشكل عاملاً رئيسياً جعل هذا البلد ينجح في منع تفشي هذه الجائحة الوبائية العالمية مسبقاً.
وفي بداية ظهور أعراض العدوى بهذا المرض، أقام هذا البلد النظام الوطني للوقاية الطارئة أولاً وقبل غيره في العالم.
وعندما كانت البلدان المتقدمة في العالم تتغاضى عن العمل الوقائي، اتخذه هذا البلد كأولوية قصوى للحفاظ على أمن الدولة وأرواح الشعب، وأجاد تنظيم العمل لهذا الهدف من دون ثغرة.. ففي الاجتماع الموسع للمكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمل الكوري الذي عقد في أواخر شهر شباط الأخير، نوقش العمل الوقائي من هذا المرض الوبائي كقضية أساسية من قضاياه، وتم اتخاذ الإجراءات الوطنية الأعلى تشدداً.
وهناك عامل آخر يقود العمل الوقائي في كوريا الاشتراكية إلى النجاح وهو تحديداً وحدة جميع أبناء الشعب المتلاحمين بقلب واحد حول قائدهم.
إن تحرك جميع أبناء الشعب كرجل واحد تحت نظام القيادة الموحدة ليس بالأمر الهين. ومع ذلك صار المجتمع الدولي يدرك مجدداً، من خلال هذه الجائحة الكبرى، قدرة هذا البلد الذي يتميز بوحدة الناس المتلاحمة بقلب واحد، لأنهم جميعاً تحركوا كرجل واحد بما يلبي توجهات قيادتهم التي أعلنت حالة الطوارئ الوقائية للدولة، ولا يأتي هذا الأمر بمعزل عن ثقتهم المطلقة بقيادتهم، وأن الجهود المتفانية والأعمال الحميدة التي تجلت بين الكوادر في الوحدات الدنيا وعاملي الطب والعمال، لا يمكن تصورها في المجتمع الذي توضع فيه الأنانية الفردية في المقام الأول.
لوجود قدرة هذه الوحدة، صارت كوريا الاشتراكية تبرز كبلد نظيف لم يظهر فيه موبوءون، ولا حتى واحد منهم، حتى وسط ضجة تفشي المرض الوبائي الخطير على نطاق العالم.