تقدم ميداني في حلب ومصالحات بريف دمشق .. موسكو: المسلحون استخدموا غاز الخردل
بالتوازي مع تسطير الجيش العربي السوري أهم إنجاز في سجل انتصاراته شرقي مدينة حلب بسيطرته على كامل مساكن هنانو، كان قطار المصالحة يحقق مزيداً من التقدم في ريف دمشق عبر البدء بتنفيذ اتفاقي التسوية في مدينة التل بالريف الشمالي للعاصمة ومخيم خان الشيح بالريف الغربي لها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قالت مصادر وثيقة الاطلاع: إنه «بدأت صباح السبت عملية تسليم الأسلحة من المسلحين (في مدينة التل) وتسوية الأوضاع، وأن 15 شخصاً تمت تسوية أوضاعهم»، بعد التوصل إلى اتفاق التسوية ليل الجمعة السبت.
وأوضحت المصادر، أن الاتفاق يتضمن «خروج كل المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم بسلاحهم الفردي إلى المناطق التي يرغبون بها وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لتتم تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في البقاء بالمدينة، وتسوية أوضاع المطلوبين من نساء ورجال من منطقة التل».
وذكرت، أن الاتفاق يتضمن تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والفارين، مع تشكيل لجنة من 200 شخص من الأهالي ولجان المصالحة وممن تمت تسوية أوضاعهم، لتأمين حماية المدينة بإشراف الجهات المختصة».
وتضمن الاتفاق «فتح طريق دمشق التل وتسهيل دخول جميع المواد الغذائية وغيرها إلى المدينة وكذلك فتح طريق منين التل».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد: «إن اتفاق التسوية الخاص بمخيم خان الشيخ بنسخته الأخيرة كان يوم الخميس على أن يبدأ التنفيذ السبت وينتهي خلال ثلاثة أيام»، لافتاً إلى أن «الانسحاب تأخر بسبب قضايا لوجستية»، وذكر أنه «تم تقديم قوائم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبدأ تسليمها (أمس)، وسيخرج بحدود ألفين بين مسلح وعائلاتهم».
في الأثناء، أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، سيطرة الجيش على كامل أحياء مساكن هنانو وهي مدينة متكاملة ومنظمة في طرف حلب الشمالي الشرقي إثر اشتباكات عنيفة استمرت يومين واعتمد فيها الجيش على الكثافة النارية الشديدة التي حطمت خطوط الدفاع الأولى للمسلحين قبل أن يقضم أبنيتها وشوارعها بشكل تدريجي وأقصى المسلحين عن مساحتها كاملة أمس.
وأوضح المصدر، أن الجيش عازم على استكمال إنجازاته في الأحياء المجاورة لمساكن هنانو بداية ثم تطهير الأحياء الشرقية كاملة بعد أن أعد العدة اللازمة لذلك، وهو ما بدا من التنسيق التام بين وحداته المختلفة والإسناد الناري الغزير ومتانة صفوف قوات المشاة التي أرغمت المسلحين على التخلي عن أهم معقل لهم في شطر المدينة الشرقي وبوابة الدخول إليه مثلما فعل المسلحون إبان غزوهم للمدينة في آب 2012.
على خط مواز ذكرت صفحات على «فيسبوك» أن الجيش السوري أمن خروج 600 مدني من الأحياء الواقعة شرق المدينة.
وردت موسكو على تصريحات منسق الشؤون الإنسانية لسورية يان إيغلاند الأخيرة وادعى فيها بأن الميليشيات المسلحة في الأحياء الشرقية بحلب وافقت على قبول خطة الأمم المتحدة للدعم الإنساني للمدنيين، فنقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أمس قوله: «إن وزارة الدفاع لا تملك أي معلومات موثقة ودقيقة حول الموافقة المزعومة للمعارضة المسلحة على إيصال المساعدات الإنسانية شرق حلب، ولا أسماء ولا شهادات أو وثائق سوى كلمات السيد إيغلاند».
كما أكدت الوزارة أن المسلحين استخدموا غاز الخردل السام في سورية وأنها سلمت دمشق أدلة مادية تثبت إطلاقهم قذائف تحتويه في قرية أم حوش في حلب.