تهريب الأدوية انخفض بشكل ملحوظ
أعلن نقيب الصيادلة في سورية محمود الحسن أن نسبة تهريب الأدوية في سورية انخفضت خلال الفترة الماضية بشكل كبير وملحوظ عما كانت عليه سابقاً، مؤكداً أن الأدوية المهربة تعد على أصابع اليد.
وعقدت نقابة الصيادلة مع الغرفة الفتية الدولية ورشة عمل بعنوان التيقظ الدوائي خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح لتحسين سلامة المرضى بحضور عدد من الصيادلة وشركات أدوية خاصة.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الورشة أكد حسن أن سورية تعد من أقل الدول في مسألة تزوير الأدوية، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الورشة تسليط الضوء على الآثار الجانبية لاستخدام الدواء.
وكشف حسن أن هناك الكثير من المخالفات متعلقة بصرف الأدوية من دون وصفة طبية سواء كانت من الطبيب أو الصيدلي، لافتاً إلى أن الأدوية ولا سيما النوعية منها لابد أن تصرف ضمن وصفة طبية تخص الحالة المرضية للمريض.
وأضاف الحسن: يجب ألا نجعل من المريض حقل تجارب للأدوية بل يجب أن نسعى للحفاظ على سلامته من أي أعراض جانبية من الممكن أن تؤثر عليه.
وأوضح الحسن أن تناول المريض لعدد من الأدوية من الممكن أن تسبب له اختلاطات قد تتسبب في تأزم حالته، مشيراً إلى أن الدراسات الحالية أثبتت ظهور أثار جانبية لبعض الأدوية الحديثة.
وشدد الحسن على ضرورة متابعة المريض أثناء تناوله لجرعات الأدوية وخصوصاً أن بعض الآثار الجانبية من الممكن أن تودي بحياة المريض، مشيراً إلى أن التوعية لا تشمل الصيادلة والأطباء.
وأكد الحسن أنه لا يوجد دواء آمن مئة بالمئة، ضارباً مثلاً أدوية السيتمول المهدئة التي لها آثار جانبية، وفي كلمة له بالندوة قال الحسن: النقابة أولت اهتماماً كبيراً في متابعة واقع المستحضرات الدوائية بعد تسويقها وآلية معرفة مصدرها واستخدامها، موضحا أنها تجري جولات مستمرة على الصيدليات وتتلقى الشكاوى من المواطنين لمتابعتها.
وأضاف الحسن: لم نتوان عن اتخاذ الإجراءات عند وجود أي مخالفة، مؤكداً أن موضوع التيقظ الدوائي مسؤولية مجتمعية وأنه على الجهات المعنية المشاركة فيه للحفاظ على الصحة العامة ولضمان الاستخدام الأمثل للأدوية.
من جهتها كشفت مديرة الرقابة الدوائية في وزارة الصحة سوسن برو أن هناك عقوبات تنفذ بحق الصيادلة الذين يصرفون أدوية من دون وصفات طبية، مشددة على ضرورة التعاون بين الأطباء والصيادلة في موضوع صرف الأدوية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكدت برو أن المديرية على تواصل دائم مع المديريات في المحافظات لمتابعة موضوع صرف الدواء ومراقبة الأدوية إضافة إلى متابعة الشكاوى من المواطنين.
وفيما يتعلق بموضوع التهريب أعلنت برو أن الوزارة دائما تسحب وتتلف أدوية من الأسواق، لافتة إلى أن هناك العديد من التعاميم صدرت من الوزارة تتعلق بموضوع التهريب والتشدد في هذه المسألة.
وأكدت برو أن هناك نسبة من الأدوية مزورة في الأسواق من دون أن تذكر النسبة، مؤكدة أنه كلّما تم كشف دواء مزور يتم إتلافه.
من جهته أعلن عضو النقابة الدكتور أنس البهنسي أن أكثر من 70 بالمئة من الأخطاء الطبية ناجمة عن الآثار الجانبية للأدوية، ضاربا مثلا أن 3 بالمئة من الحالات التي تدخل إلى المشافى نتيجة سوء استخدام حب السيتمول.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف البهنسي: هناك الكثير من الناس يستخدمون هذا الدواء من دون أن يشعروا بخطورته والذي يسبب تناوله بكثرة إلى حالات سمية.
وأشار البهنسي أنه سيتم إحداث التعليم المستمر في الجامعات فيما يتعلق بموضوع التيقظ الدوائي موضحاً أنه سيتم إدخاله من ضمن الخطة الدرسية.
وأضاف البهنسي: التعليم المستمر في هذا الموضوع كان معطلاً، مشدداً على ضرورة تفعيله وخصوصاً أن هناك وعياً عند الكثير عند المواطنين ومعتبراً أن هناك تقصيراً إعلامياً في موضوع التوعية في هذا الموضوع.
وخلال محاضرة له في الندوة أكد البهنسي أن ما يهم هو سلامة المريض قبل البحث عن سلامة الدواء وذلك بمساعدته على الشفاء، موضحاً أنه ليس من الضرورة أن يكون الدواء سليماً مئة بالمئة ولو وافقت عليه الجهات المختصة.
وأضاف البهنسي: هناك العديد من الأصناف تم سحبها من الأسواق بعد حصول التراخيص إلى إدخالها، لافتاً إلى أن استخدام الدواء يختلف من بيئة لأخرى نتيجة الاختلاف في العامل الوراثي والحضاري والاجتماعي.
وشدد البهنسي على ضرورة المراقبة المستمرة للأدوية، والعمل على تحقيق البعد الإنساني منه من دون التفكير بالجانب الاقتصادي.
محمد منار حميجو