حداد لـ«الوطن»: يتمّ الآن وضع ما تم الاتفاق عليه بين سورية وروسيا مؤخراً موضع التنفيذ
أكد سفير سورية لدى موسكو، رياض حداد، لـ«الوطن» اليوم السبت، أنه يتمّ الآن وضع ما تم الاتفاق عليه بين سورية وروسيا خلال زيارة الوفد الروسي رفيع المستوى مؤخراً إلى دمشق «موضع التنفيذ بالتنسيق بين الجانبين».
واستعرض المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقية نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، مع حداد أمس بشكل مفصل الآراء حول تطورات الأوضاع في سورية وحولها، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية نشر على موقعها الرسمي، أن بوغدانوف وحداد ناقشا أيضاً خلال اللقاء الخطوات الملموسة ضمن أطر مواصلة التطوير المستمر للتعاون الروسي السوري متعدد الأوجه.
وقال حداد في تصريحه لـ«الوطن» حول آخر التطورات في مجال التعاون الروسي السوري في جميع المجالات وكسر الحصار الأميركي الغربي المفروض على سورية: إن «التعاون الروسي السوري لم يتوقف خلال جميع المراحل، وكلما كانت وسائل الحرب المفروضة على سورية تتغيّر، كان الجانبان يتعاونان بالشكل المطلوب لمواجهة هذه الوسائل».
وأوضح حداد، أن الوسيلة التي يستخدمها الأعداء مؤخراً للضغط على سورية، هي السلاح الاقتصادي وتشديد الحصار على السوريين ومحاربة الشعب السوري بلقمة عيشه، الأمر الذي استدعى تضافر الجهود السورية الروسية، والتي ترجمت مؤخراً بزيارة وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وقد تم خلال الزيارة بحث جميع القضايا، وعلى رأسها الاقتصادية والتوصل لاتفاقيات وآليات سيكون لها الأثر الكبير في مواجهة الحصار الغربي المفروض على سورية وإعادة إنعاش الاقتصاد السوري.
وأضاف: «الآن يتم وضع ما تم الاتفاق عليه موضع التنفيذ بالتنسيق بين الجانبين ويأتي لقائي مع السيد بوغدانوف البارحة في هذا الإطار».
وحول المباحثات الروسية التركية التي جرت قبل يومين في أنقرة بشأن إدلب، وما رشح عن إخفاق هذه المباحثات مع تعنّت الاحتلال التركي بتقليص عدد نقاط المراقبة التابعة له، ومصير اتفاق سوتشي بخصوص إدلب بين الجانبين في ظل هذه التطورات، قال حداد: إن «الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية تحاولان منذ بداية الأزمة التوصل لحل يحافظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وفقاً لمبادئ القانون الدولي، وفي هذا الإطار جاءت اتفاقات أستانا وسوتشي ومؤخراً موسكو بين روسيا وتركيا، وقد حقّق التعاون بين الجانبين الكثير من الإنجازات بإعادة القسم الأكبر من الأراضي السورية إلى كنف الدولة، أما القسم الذي لم نتمكن من استعادته بالاتفاق والطرق السلمية، فقامت قوات الجيش العربي السوري بتحريره بعمليات عسكرية، وبالتالي فإن إدلب مثلها مثل أي منطقة، مصيرها العودة إلى السيادة السورية، سواء من خلال المفاوضات بين روسيا وتركيا أم من خلال العمليات العسكرية، وعلى الرغم من أن تركيا دولة ضامنة لعملية أستانا ويتوجب عليها التزامات بموجب اتفاق وقف الأعمال القتالية في محافظة إدلب، والذي يقرّ بوحدة سورية وسيادتها، والالتزام بالاستمرار بمكافحة الإرهاب، إلا أن تركيا تماطل بشكل مستمر بتنفيذ التزاماتها كدولة ضامنة لمسار أستانا، ونحن لدينا ثقة بحليفنا الروسي بأنه يبذل كافة الجهود لدعم سورية في استعادة جميع أراضيها المحتلة من سيطرة الإرهاب ومن الاحتلال الأجنبي والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها».
ورداً على سؤال، إن كان عدم التوافق الروسي التركي بشأن إدلب سيؤثّر على اجتماعات أستانا ولجنة مناقشة تعديل الدستور، قال حداد: «من الضروري الإشارة إلى أن اجتماعات أستانا واجتماعات لجنة مناقشة تعديل الدستور تجري بين أطراف سورية، وعلى الرغم من أن تركيا هي دولة ضامنة لمسار أستانا، إلا أن مسار أستانا له أهداف محدّدة، على رأسها مكافحة الإرهاب، وسورية ستمضي بدعم من حلفائها الموجودين أيضاً كدول ضامنة لمسار أستانا -روسيا وإيران- لتحقيق هذا الهدف بجميع الوسائل الممكنة».
وأضاف: «أما بخصوص لجنة مناقشة تعديل الدستور، فأحد الأساسيات التي تم الاتفاق عليها عند تشكيل اللجنة أن تمارس عملها دون الخضوع للضغوط والإملاءات الخارجية، وبالتالي من المفروض أن لا يكون لتركيا أي تأثير على عمل اللجنة، وأن يكون أعضاء اللجنة أسياد أنفسهم».
موفق محمد – «الوطن»