لم ينتظر أهالي حلب إعلان خلو المدينة من جميع المسلحين، واستبقوا مغادرة آخر مجموعة منهم إلى خارج حلب بالاحتفال أمس برفع علم الجمهورية العربية السورية في ساحة سعد اللـه الجابري «إيذاناً بالنصر الكبير وعودة الحياة إلى هذه المدينة بعد أن تم تطهيرها من دنس الإرهاب» حسبما نقل التلفزيون السوري، مشيراً إلى أن الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال والوفد المرافق وضعوا إكليلا من الزهر على النصب التذكاري للشهداء في الساحة وقرؤوا الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار من مدنيين وعسكريين.
كما أقام «الاتحاد الوطني لطلبة سورية» حفلاً جماهيرياً في صالة الأسد بعنوان: «مهرجان الانتصار لحلب» بحضور الهلال الذي شارك أهالي مدينته الاحتفالات وأكد في كلمته بأن «الجيش العربي السوري والقوات الصديقة والرديفة كما طهروا حلب من الإرهاب سيطهرون كامل تراب الوطن من هذه التنظيمات الإرهابية المسلحة».
وبينما بدأت الاحتفالات تعم مدينة حلب ابتهاجاً بطرد الإرهاب منها ونصبت في حي العزيزية أكبر شجرة للاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، وجه الجيش العربي السوري أمس النداء الأخير للمسلحين المتبقين في أحياء جنوب المدينة عبر مكبرات الصوت للإسراع بالخروج منها قبل دخول وحداته التي وضعت في أهبة الاستعداد لاتمام مهمة الانتشار والسيطرة على آخر نقاط المسلحين، بحسب مصدر ميداني تحدث لـ«الوطن».
وشهد يوم أمس تحرير أول جندي سوري اختطفته المجموعات الإرهابية قبل أكثر من 4 سنوات داخل الأحياء الشرقية من حلب بعد أن تم تسليمه إلى نقاط تمركز الجيش في القسم الذي يسيطر عليه في حي العامرية جنوب المدينة كبادرة أولى في تنفيذ الاتفاق الذي يخص تسليم أسرى الطرفين.
وبات في حلب أمس 60 مراقباً أممياً لمتابعة عملية إجلاء ما تبقى من المدنيين بعد أن سمحت الحكومة السورية للمنظمة الدولية بإرسال 20 موظفاً إضافياً.
وبلغ عدد الذين تم إجلاؤهم من المسلحين والمدنيين منذ بدء العملية الإثنين الماضي 25 ألف مسلح ومدني بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلا أنه وبحسب تغريدة في «تويتر» لوزير الخارجية التركي مولود تشاويوش أوغلو فإن إجمالي من تم إجلاؤهم من شرق حلب بلغ 37500 شخص حتى أمس.
في المقابل جرى إخراج 750 حالة إنسانية من بلدتي الفوعة وكفريا بموجب الاتفاق المعلن عنه والذي يقضي بإخراج 4500 حالة منهم في ثلاث دفعات بالتزامن مع إجلاء مسلحي حلب والزبداني ومضايا.
وخرجت أمس 8 حافلات تقل جرحى ونساء وأطفال وكبار سن من البلدتين المحاصرتين باتجاه حلب ودخلت معبر الراموسة الإنسانية إلى مناطق سيطرة الجيش.
حلب – الوطن