خدام يثمن إطلاق (قسد) لمعركة الرقة.. ومرتاح لاستبعاد تركيا: تدخلها سيعقد الموضوع
ثمن المعارض منذر خدام خطوة «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) بإطلاق معركة تحرير الرقة من تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وأعرب عن الارتياح لاستبعاد تركيا من المعركة لأن مشاركتها «ستعقد الموضوع»، ورأى أن روسيا لن تنزعج من العملية.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال خدام حول إعلان «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، عن إطلاق معركة تحرير الرقة: «لقد وصلني بيان (قسد) برأيي ينبغي تثمين هذه الخطوة». ورأى خدام أن «قوات سورية الديمقراطية»، «يمكن الحوار السياسي معها وهي قوى علمانية وديمقراطية». و«قوات سورية الديمقراطية» هي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، وتضم نحو ثلاثين ألف مقاتل، ثلثاهما من الأكراد. ومنذ تشكيلها في تشرين الأول العام 2015، نجحت بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، في طرد تنظيم داعش من مناطق عدة كان آخرها مدينة منبج بريف حلب الشمالي في شهر آب الماضي.
واتخذت الإدارة الأميركية الديمقراطية قرارها الحاسم؛ إطلاق عملية الرقة من دون الأتراك، وذلك عشية الانتخابات الأميركية. وربما اندفع الأميركيون إلى المعركة، التي أبدى جنرالات كبار في وزارة الدفاع شكوكهم حيالها، ولو أدى ذلك إلى إغضاب حلفائهم الأتراك، لتعزيز حظوظ مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون لانتخابات الرئاسة الأميركية، بعدما ترنحت حظوظها للفوز، وتلميع إرث الرئيس باراك أوباما المغادر للبيت الأبيض مطلع العام المقبل.
وخلال الأسبوع الماضي، واظب مسؤولون أميركيون كبار على التأكيد أن معركة الرقة ستنطلق خلال أسابيع، ليتضح أنهم كانوا يخادعون حلفاءهم الأتراك، وأن ما كانوا يقصدونه بالأسابيع هو مجرد أيام، وأن حديثهم عن «دور تركي» ليس أكثر من التحاق تركيا، بخطط العمليات التي وضعتها وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون». وحول سبب استبعاد الولايات المتحدة الأميركية لتركيا من المشاركة في معركة الرقة بعد إصرار تركي على ذلك واستبعاد الوحدات الكردية، قال خدام: «تدخل تركيا كان سيعقد الموضوع ومن ثم قوات قسد تضم سوريين فقط». وإن كانت تركيا يمكن أن تقوم بدور تخريبي على معركة الرقة بعد استبعادها قال خدام:
«الأتراك يصرحون فقط، حتى لا يلاموا في المستقبل». وأعرب خدام عن اعتقاده بأن الاتراك «لن يستطيعوا التخريب» على عملية الرقة، «وخصوصاً أن أميركا هي التي تقود العملية».
ونهاية الأسبوع الماضي، أكد المتحدث باسم «الديمقراطية» طلال سلو قرب انطلاق حملة عسكرية مدعومة من التحالف الدولي، وبقيادة «الديمقراطية» للسيطرة على «مدينة الرقة المحتلة من داعش»، وبين أنه «تم حسم موضوع (المشاركة التركية في الحملة) مع التحالف بشكل نهائي»، وأضاف بشكل قاطع: «لا مشاركة لتركيا». وإن كانت معركة الرقة ستأخذ وقتاً طويلاً قال خدام: «لن تكون سهلة… لكن صار لدى الأكراد خبرة في قتال داعش».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياسيس في أثينا منذ عدة أيام: إن الولايات المتحدة، «بحسب معطياته»، قررت تأجيل التقدم نحو الرقة معقل تنظيم داعش في سورية لأجل غير مسمى. وأوضح لافروف، أن مسألة الرقة «كانت مطروحة كموضوع محتمل لعمليات روسية أميركية مشتركة، وذلك عندما كانت موسكو وواشنطن على وشك الاتفاق على تنسيق خطوات البلدين في سورية، إلا أن الأميركيين لم يذكروا هذه المسألة بعد ذلك».
وأكد لافروف أن موسكو وواشنطن «ستضطران للتوصل إلى اتفاق»، مضيفاً إنه «من الأفضل الإسراع بذلك». وحول ما سيكون عليه موقف روسيا من عملية الرقة، خصوصاً أن «قوات سورية الديمقراطية» رأس الحربة في العملية وهي حليف للولايات المتحدة وان استبعاد تركيا جاء إرضاء لـ«قوات سورية الديمقراطية»، قال خدام: «لا يمكن التحالف بين الأكراد وتركيا فهي عدوتهم». وأضاف: «لن تكون روسيا منزعجة من العملية فهي حليف سياسي للأكراد في حين أميركا حليف عسكري فقط».
وإن كانت روسيا ستنزعج من استبعادها عن العملية خصوصاً أنه رشح منذ أيام قليلة أنباء عن تفاهم روسي تركي لإجهاض خطة أميركية في شمال سورية، قال خدام: «سوف تكتفي تركيا بشمال حلب لمنع التواصل الكردي وروسيا على ما يبدو موافقة على ذلك…». وتابع: «ما قيل عن مشروع أميركي لوصل المناطق التي يسكنها الأكراد غير صحيح».
ورأى محللون قبل عدة أيام أن الخلاف الروسي الأميركي بشأن معركة الرقة قد يقود إلى تفاهم روسي تركي بهذا الخصوص، ذلك أن رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار ورئيس هيئة الاستخبارات هاكان فيدان زارا موسكو الأسبوع الماضي للتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وخاصة أزمتي سورية والعراق.
وحسبما نقل موقع «ترك برس» عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية، فإن أكار تباحث مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف آخر المستجدات العسكرية في مدينة حلب، ومسألة تحرير مدينة الموصل العراقية من يد تنظيم داعش.
كما تباحثا حول التعاون العسكري المشترك بين أنقرة وموسكو، وسبل تعزيزه، وأكّدا ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين مؤسسات البلدين العسكرية من أجل التنسيق.