محلي

خسائر تتكرر

بدأت تباشير تسويق الحمضيات، والأرقام الإنتاجية تشير إلى ما يزيد على مليون طن تقدمه محافظة اللاذقية، بعضه إلى السوق وبعضه إلى مكبات القمامة نتيجة العجز المعلن عن تسويق الكميات كاملة.
تباشير هذا الموسم تقدم انطباعات أولية على أن ما حصل في مواسم سابقة من خسارات أثقلت كاهل المنتجين مهيأة اليوم لتقدم نفسها كحالة أشد إيلاماً ووجعاً لمنتجين لم يعد بمقدورهم تحمل الخسائر، وليس بمقدورهم أيضاً سماع وعود معسولة أطلقها مسؤول هنا وآخر هناك بعدم مسؤولية وعدم احترام للوعد وأصحابه.
السوق الذي بدأ يستقبل كميات خجولة من الحمضيات يعطينا دلالة على حجم الخسارة المنتظرة إذا ما استمر الحال، فأصناف عديدة من الحمضيات الباكورية سامسوما، كلمنتين بأنواعه تباع بأقل من سعر التكلفة، وإذا ما احتسبنا أن العبوة زنة 9 كغ يتجاوز سعرها150 ليرة نرى عمق الهوة بين التكاليف وأسعار التصريف.. في الأسواق تعرض الأصناف الباكورية بأقل من 50 ليرة للكغ الواحد، وهذا وحده يكفي لقراءة مأساوية الحال، وكل ذلك وسط وعود ما انفك أصحابها يطلقونها ويعقدون الاجتماعات لأجلها في الفنادق الفارهة والمطاعم العامرة.
قبل شهر من الآن وبرعاية الحكومة عقدت اجتماعات لدراسة تصريف المنتج وتفاءلنا بذلك، واعتقدنا حينها أن الحكومة تقوم بإجراء استباقي تحضيراً لتسويق الحمضيات ومنع انحدار سعرها ليشكل خسارة كبيرة للمنتجين، لكن واقع الحال يثبت غير ذلك، فقرارات الاجتماعات بقيت حبيسة أدراجها، والسوق لا يعبأ بصراخ المنتجين الذين دفعتهم ظروفهم المعيشية لتسويق إنتاجهم ولو قبل حينه بقليل، فالبطون الجائعة تلغي إلى حد ما قدرة التفكير وخاصة إذا ما تقدمتها طلبات أسروية لا تحتمل التأجيل.. البدايات محزنة وصراخ المنتجين بدأ يملأ الأسواق ومعها الحقول والبيارات، وكل نخشاه أن نصل إلى وقت يستبدل فيه هذا المحصول الساحلي الإستراتيجي بمحاصيل أخرى، حينها لن يعطى صك البراءة لأحد أياً كان موقعه ودوره.

نهى شيخ سليمان

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock