خلال 11 شهراً تسجيل 687 حالة طلاق …و السبب !
سجلت واقعات الطلاق ارتفاعا ملحوظا منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر تشرين الثاني بعد أن وصل عدد حالات الطلاق إلى 687 واقعة على حين أن في المحاكم مئات قضايا الطلاق من دون فصل وما يؤكد التزايد في حالات الطلاق ما أشار إليه قاضي مذهبية السويداء سميح السبع بأن المحكمة المذهبية سجلت حالات طلاق في عام 2014 (425) حالة وفي عام 2015 (422) حالة.
وأكد جميع المحامين الذين التقتهم الوطن في قاعة المحامين في القصر العدلي في المحافظة أن أحد أهم أسباب الطلاق في المحافظة يعود إلى الواقع الاقتصادي لتلك العائلات لافتين إلى قضية غاية في الأهمية وهي أن حالات الطلاق التي انتشرت في الفترة الأخيرة كانت لأزواج حديثي الزواج ولا تتجاوز أعمارهم بين 16 و30 سنة حيث أشار عدد من المحامين أنهم أمام كارثة اجتماعية حقيقية خاصة بوجود أطفال صغار لا يتعدى سن بعضهم الأشهر مؤكدين أن عدم المسؤولية وعدم تقديس رابط الزواج كان السبب الأول في حالات الطلاق المتزايدة فضلا عما شكلته وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من وتس وفيس من خلافات وشقاق وغربة بين الأزواج الشباب.
ويشير أحد المحامين إلى أن ارتفاع حالات الطلاق وخاصة بين صغار السن من المتزوجين تعود إلى الوضع الاقتصادي المتردي لكثير من العائلات مع عجز الزوج عن تلبية جميع متطلبات الأسرة إضافة إلى قضية هي غاية في الأهمية وهي تغير المفاهيم الاجتماعية والقيم الأخلاقية وتغير مفاهيم وقيم الأسرة وغياب التربية الصحيحة وجميع تلك الأسباب أدت إلى بروز ظواهر خارج قيم وأخلاقيات مجتمعنا وخاصة مع عدم وجود رادع أخلاقي وديني.
بينما أشار المحامي نضام غانم أنه من أكبر الأخطاء في مجتمع السويداء هو زواج الأقارب الذي شهد أكثر حالات الطلاق إضافة إلى أن بعض الحالات تعود إلى صغر سن الزوج الذي يعتمد في معيشته وحياته الاقتصادية على الأهل إضافة إلى عدم التكافؤ بين الزوجين من حيث السن والشهادة العلمية والبيئة الاجتماعية مؤكداً الحالة الاقتصادية والفقر الذي يولد مشاكل زوجية كثيرة تنتهي بالطلاق إلا أن المحامي محمد نصر كانت له وجهة نظر أخرى وهي أن وسائل الاتصال الحديثة تشكل السبب الأكبر في تزايد حالات الطلاق إضافة إلى انفتاح المجتمع غير المنظم والذي أدى إلى ظهور حالات انحلال أخلاقي وعدم تقديس العلاقة الزوجية.
ومن ناحية أخرى سجلت حالات الزواج وللفترة ذاتها 3 آلاف و281 واقعة ورغم تلك الأرقام إلا أن حالات الطلاق المتزايدة باتت واقعا وظاهرة غريبة تواجه مجتمع السويداء لابد من الوقوف عليها وخاصة ما ينتج عنها من خلخلة وتفكك للمجتمع فضلا عن المنعكسات السلبية وخاصة مع وجود الأطفال.
الوطن