بينما كان الجيش العربي السوري يتقدم في ضاحية الأسد السكنية غرب حلب على حساب ميليشيا «جيش الفتح» ويسترد منطقة منيان الحيوية التي خسرها أول من أمس، لجأ «الفتح» لاستخدام غازات كيميائية سامة رجح أنها غاز الكلور، كما واصل قصفه للأحياء الآمنة في المدينة الأمر الذي دفع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، للتعبير عن «صدمته»!
وفي بيان صادر عن مكتبه، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك»، عبر دي ميستورا، عن «صدمته وقلقه» بسبب إطلاق «المعارضة المسلحة» صواريخ «عشوائية» على غرب حلب خلال اليومين الماضيين.
وأكد دي ميستورا أن «من يزعمون بأن القصد هو تخفيف الحصار المفروض على شرق حلب ينبغي أن يتذكروا أنه لا يوجد ما يبرر لاستخدام الأسلحة العشوائية وغير المتناسبة، بما فيها الثقيلة، على مناطق مدنية، الأمر الذي يمكن أن يرقى إلى مستوى جرائم حرب»، معتبراً أن المدنيين في حلب «يحتاجون ويستحقون وقفاً مستقراً لإطلاق النار يعم هذه المدينة السورية العريقة».
وفي تطورات المعركة في حلب أفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش وحلفاءه باشرا عملية عسكرية واسعة في الجبهة الغربية من المدينة وبعد عملية هجوم معاكسة تمكن من إرغام مسلحي «جيش الفتح» بقيادة جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) على الانسحاب من أجزاء في القسم الشرقي من ضاحية الأسد السكنية المتاخمة لأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، الأمر الذي دفعهم إلى استخدام سلاح كيميائي رجح أنه غاز الكلور السام لإعاقة تقدم الجيش في الضاحية، ما أدى لاستشهاد جندي سوري وإصابة 36 آخرين بحالات اختناق، ولم يمنع ذلك الجيش من مواصلة عمليته العسكرية في جبهات المدينة الغربية، إذ تمكن من بسط هيمنته وبشكل كامل على منطقة منيان التي تعتبر امتداداً لحي حلب الجديدة وتجاور الأكاديمية حيث دارت اشتباكات عنيفة استمرت حتى مساء أمس وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من المسلحين.
وبينما تناقلت صفحات المعارضة صوراً لزعيم «فتح الشام» أبو محمد الجولاني قالت إنها أثناء قيادته لـ«ملحمة حلب الكبرى»، أعلنت ميليشيا «جيش الإسلام» في بيان لها مقتل قائد القوة العاشرة والقوة المركزية في الشمال أحمد سندة الملقب بـ«الدبيح»، إضافة إلى قائد لواء المهام الخاصة محمود ضرغام الملقب أبو أحمد العسكري.
من جهتها قالت مصادر أهلية في حي 3000 شقة غربي الحمدانية لـ«الوطن» أن الحي وجراء القذائف التي أطلقها المسلحون، غدا منكوباً بعد تهجير سكانه، ومن دون أن يتمكنوا من النيل من عزيمة الجيش والقوات الرديفة له والذي استقدم قوات إضافية لمنع أي خرق يحلم به المسلحون.
ورد المسلحون على خيبة أملهم بإطلاق وابل من القذائف المتفجرة على الأحياء الغربية من المدينة وخصوصاً المريديان وحلب الجديدة وصلاح الدين وباب الفرج والجميلية ومركز المدينة تسببت باستشهاد 3 مدنيين وجرح أكثر من 20 آخرين.
في الأثناء شن الجيش بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني هجوماً عنيفاً في حيي الشيخ لطفي والبلورة الواقعين غرب مطار حلب الدولي وأحرز تقدماً نحو حي المرجة مدخل الأحياء الشرقية من المدينة من جهة الجنوب في وقت خاض فيه اشتباكات عنيفة في حي بستان الباشا بغية استكمال السيطرة عليه بعد أن تمكن من قضم أكثر من ثلاثة أرباعه.
وفي ريف المحافظة الشمالي، كان الجيش السوري قد مد نفوذه أول من أمس إلى قرية فافين وتل توتيان وتل شعير وسيطر على مدرسة المشاة ملحقاً بداعش خسائر بشرية كبيرة قدرت بأكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى، وليغلق الجيش الجيب المتبقي للتنظيم شمال المنطقة الحرة والسجن المركزي.
وكالات