رحيل مارداونا أسطورة كرة القدم
غيب الموت دييغو أرماندو مارادونا أحد أيقونات تاريخ كرة القدم العالمية بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 60 عاماً وسط حزن أوساط اللعبة الشديد نظراً لبصماته التي تركها على مدار أكثر من أربعة عقود قضاها كلاعب ومدرب ومنها 20 عاماً كواحد من أفضل من لمس الكرة على العشب الأخضر وقدم السحر والمتعة حتى أضحى قديساً لعشاقه في كل أنحاء المعمورة.
وشكل ماردونا مثالاً حياً لمعظم لاعبي كرة القدم كشاب جاء من الأحياء الفقيرة لمدينة روزاريو الأرجنتينية ليبلغ المجد كواحد من أعظم لاعبي كرة القدم بل أحد أفضل لاعبين مع البرازيلي بيليه لوقت طويل، وتكفلت موهبته الخيالية في الترويض والتسديد والتسجيل والمراوغة بقطعة الجلد المدور بصناعة الكثير من اللوحات التي لن ينساها عشاق اللعبة ومازالت راسخة في الأذهان وتخطت سمعته الآفاق ليصبح رمزاً للشباب والمواهب الصاعدة وأكثر من ذلك أصبح له أتباع ومريدون حتى نصبه الكثيرون إلى درجة قديس.
وبعيداً عن حياته الخاصة المملوءة بالجدل لكن دييغو كان لاعباً خلاقاً ومبدعاً منذ صعود نجمه مع أرجنتينيوس جونيورز وانتهاءً باعتزاله اللعبة مع بوكاجونيورز ومروراً ببرشلونة ونابولي وإشبيلية ونيولز أولدبويز، وبالطبع مع منتخب التانغو الذي قاده إلى اللقب المونديال 1986 فيما بات يعرف بمونديال ماردوانا، وحل وصيفاً في النسخة التالية 1990، إلا أن محطته الأهم على مستوى الأندية تلك التي قضاها في نابولي بين 1984 و1991 حيث كان له الدور الأبرز في صعود الفريق إلى القمة ومازال الجميع هناك يتغنون باسمه ويعتبرونه أسطورة النادي، وهاهي إدارة نابولي تطلق اسمه على ملعبها الشهير سان باولو حيث كانت الإطلالة الأولى له في صيف 1984 ويومها احتشد 75 ألفاً من أهالي المدينة لاستقباله.
رحل مارادونا وهو مازال يحتل حيزاً كبيراً من الأضواء ومازال الكثيرون الأفضل في التاريخ وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة كرة القدم العالمية وستبقى قدمه اليسرى مضرباً للمثل في فنون اللعبة.
خالد عرنوس – الوطن